الجزائر: نفى سفير الجزائر في القاهرة وجود أية وساطة عربية بين بلاده ومصر على خلفية تداعيات مبارتي الكرة بين البلدين، مشيرا إلى أن لم يطلب إعفاءه من مهمته، وأن قرارا كهذا بيد الحكومة الجزائرية.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن عبدالقادر حجار قوله: "إن الوضع حول السفارة الجزائرية في القاهرة أصبح أكثر هدوء" ، مشيرا الى أن الحصار الذي كان مضروبا عليها في وقت سابق لم يعد موجودا.
بالمقابل أشار السفير الجزائري الى أن طلبة جزائريين مقيمين في مصر "تعرضوا لاعتداءات حسبما نشرته وسائل الإعلام، وسمعنا من جهتنا عن وجود حالات أخرى نحن بصدد التحقق منها".
وأوضح السفير أنه لا وجود لأي إجراءات ملموسة بخصوص الوساطات المعلنة عنها بين الجزائر ومصر، مشددا على أنه سمع بوساطة العقيد الليبي معمر القذافي وحكومة السودان عبر الصحف، ولكن لا يوجد أي شيء رسمي في هذا الإطار إلى حد الآن، حسب قوله.
ونفى السفير الجزائري ما تردد عن طلبه الإعفاء من منصبه تبعا للحملة التي تعرض لها في مصر. وقال في هذا الصدد: "في الظروف العادية يمكن أن أطلب الإعفاء، لكن في ظروف مثل هذه لا يمكن أن أترك منصبي، والتقدير بيد الحكومة التي يمكنها أن تسحب السفير أو تستدعيه أو تبقي عليه".
وفيما يتعلق بما يتردد عن الاعتذار الذي تكون مصر اشترطته من الجزائر، قال حجار "لا يوجد طلب مصري للجزائر بالاعتذار"، مضيفا أن الأمر "مجرد كلام صحافة".
من جهته أكد وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، ترحيب بلاده في طي صفحة الماضي من أجل التهدئة مع مصر، مشيرا إلى أن بلاده ملتزمة بالتهدئة وانتهاء الحملات الصحفية.
ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" عن مدلسي قوله: "إن حكومة بلاده لا تتعامل على الإطلاق مع ما يقال هنا أو هناك، وعلى ألسنة مختلفة لأن الجزائر تكن كل تقدير واحترام لمصر وشعبها وحكومتها".
وردا على سؤال حول الوساطة التي تدخلت بها كل من ليبيا والجامعة العربية، قال: "نحن نحترم لهما مبادراتهما، لكن العلاقة بين مصر والجزائر قوية ولسنا في حاجة لوساطة مع الإخوة في مصر، ونقدر كل من يقرِّب بين الشعبين".
وردا على سؤال حول الأجواء التي ما زالت مشحونة، قال الوزير مراد مدلسي "نحن مسؤولون عن الأجواء في الجزائر، ووزارة الخارجية المصرية مشكورة في تهدئة الأجواء ونرحب بما ذكره وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط"، حول التهدئة مع الجزائر.
وحول التعويضات التي تحدث عنها الوزير أحمد أبو الغيط، وعما إذا كانت الجزائر مستعدة لدفعها تعويضا عن الأضرار التي لحقت بالمنشآت المصرية في الجزائر قال "إن هذه القضايا يتم بحثها عبر مستويات أخرى وهناك شركات لها تأمين ويمكن معالجة ذلك عبر التأمين وفى إطار القانون المعمول به في مصر والجزائر في هذا الشأن".
وعما إذا كان يعتزم زيارة مصر قال: "عندما يعقد أي اجتماع وتعطى الفرصة للوصول للقاهرة سوف تتم الزيارة".
وكان المشجعون الجزائريون قاموا بهجمات على المشجعين المصريين في الخرطوم عقب المباراة الفاصلة التي فازت بها الجزائر منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني لتحجز آخر المقاعد الأفريقية في نهائيات كأس العالم التي تستضيفها جنوب أفريقيا العام القادم ولتتأهل للمرة الأولى في 24 عاما.
وقالت وزارة الصحة المصرية إن المشجعين الجزائريين رشقوا بعض الحافلات المحملة بالمشجعين المصريين في الخرطوم مما أسفر عن إصابة 20 شخصا بجروح طفيفة.
ونقلت وسائل الإعلام في الجزائر روايات كاذبة عن قتلي جزائريين في مصر مما أدى إلى اندلاع أعمال العنف ضد المصريين ولحقت خسائر تقدر بملايين الدولارات باستثمارات مصرية في العاصمة الجزائرية في أعمال نهب وتخريب.