[b]كتابغربيون: تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال الاقتصادي ينقذ اقتصادالعالم
باريس- دعتكبرى الصحف الاقتصادية في أوروبا التي تنادي دولها بالعلمانية (فصل الدين عنالدولة) لتطبيق الشريعة الإسلامية في المجال الاقتصادي كحل أوحد للتخلص من براثنالنظام الرأسمالي الذي يقف وراء الكارثة الاقتصادية التي تخيم على العالم.
ففيافتتاحية مجلة "تشالينجز" [Challenges] الفرنسية، كتب "بوفيس فانسون" رئيس تحريرها موضوعا بعنوان (البابا أو القرآن)أثار موجة عارمة من الجدل وردود الأفعالفي الأوساط الاقتصادية.
فقد تساءلالكاتب فيه عن أخلاقية الرأسمالية؟ ودور المسيحية كديانة والكنيسة الكاثوليكيةبالذات في تكريس هذا المنزع والتساهل في تبرير الفائدة، مشيرا إلى أن هذا النسلالاقتصادي السيئ أودى بالبشرية إلى الهاوية.
وتساءلالكاتب بأسلوب يقترب من التهكم من موقف الكنيسة ومستسمحا البابا بنديكيت السادس عشرقائلا: "أظن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلا من الإنجيل لفهمما يحدث بنا وبمصارفنا لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآنمن تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات وما وصل بنا الحال إلىهذا الوضع المزري؛ لأن النقود لا تلد النقود".
وفي الإطارذاته لكن بوضوح وجرأة أكثر طالبرولان لاسكينرئيس تحرير صحيفة "لوجورنال د فينانس" في افتتاحية هذا الأسبوع بضرورة تطبيقالشريعة الإسلامية في المجال المالي والاقتصاديلوضع حد لهذه الأزمة التيتهز أسواق العالم من جراء التلاعب بقواعد التعامل والإفراط في المضاربات الوهميةغير المشروعة.
وعرضلاسكين في مقاله الذي جاء بعنوان: "هل تأهلت وول ستريت لاعتناق مبادئ الشريعةالإسلامية؟"، المخاطر التي تحدق بالرأسمالية وضرورة الإسراع بالبحث عن خيارات بديلةلإنقاذ الوضع، وقدم سلسلة من المقترحات المثيرة في مقدمتها تطبيق مبادئ الشريعةالإسلامية برغم تعارضها مع التقاليد الغربية ومعتقداتها الدينية.
استجابة فرنسية
وفياستجابة -على ما يبدو لهذه النداءات،أصدرت الهيئة الفرنسية العليا للرقابةالمالية -وهي أعلى هيئة رسمية تعنى بمراقبة نشاطات البنوك- في وقت سابق قرارا يقضيبمنع تداول الصفقات الوهمية والبيوع الرمزية التي يتميز بها النظام الرأسماليواشتراط التقابض في أجل محدد بثلاثة أيام لا أكثر من إيرام العقد، وهو ما يتطابق معأحكام الفقه الإسلامي.
كما أصدرتنفس الهيئة قرارا يسمح للمؤسسات والمتعاملين في الأسواق المالية بالتعامل مع نظامالصكوك الإسلامي في السوق المنظمة الفرنسية.
والصكوكالإسلامية هي عبارة عن سندات إسلامية مرتبطة بأصول ضامنة بطرق متنوعة تتلاءم معمقتضيات الشريعة الإسلامية.
البديل الإسلامي
ومنذ سنواتوالشهادات تتوالى من عقلاء الغرب ورجالات الاقتصاد تنبه إلى خطورة الأوضاع التييقود إليها النظام الرأسمالي الليبرالي على صعيد واسع، وضرورة البحث عن خياراتبديلة تصب في مجملها في خانة البديل الإسلامي.
ففيكتاب صدر مؤخراللباحثةالإيطالية لووريتا نابليوني بعنوان "اقتصاد ابن آوى" أشارت فيه إلى أهمية التمويلالإسلامي ودوره في إنقاذ الاقتصاد الغربي.
واعتبرتنابليوني أن "مسئولية الوضع الطارئ في الاقتصاد العالمي والذي نعيشه اليوم ناتج عنالفساد المستشري والمضاربات التي تتحكم بالسوق والتي أدت إلى مضاعفة الآثارالاقتصادية".
وأضافت أن "التوازن في الأسواق المالية يمكن التوصل إليه بفضل التمويل الإسلامي بعد تحطيمالتصنيف الغربي الذي يشبه الاقتصاد الإسلامي بالإرهاب، ورأت نابليوني أن التمويلالإسلامي هو القطاع الأكثر ديناميكية في عالم المال الكوني".
وأوضحت أن "المصارف الإسلامية يمكن أن تصبح البديل المناسب للبنوك الغربية، فمع انهيارالبورصات في هذه الأيام وأزمة القروض في الولايات المتحدة فإن النظام المصرفيالتقليدي بدأ يظهر تصدعا ويحتاج إلى حلول جذرية عميقة".
ومنذ عقدينمن الزمن تطرقالاقتصادي الفرنسي الحائز علىجائزة نوبل في الاقتصاد "موريس آلي"إلى الأزمة الهيكلية التي يشهدهاالاقتصاد العالمي بقيادة "الليبرالية المتوحشة" معتبرا أن الوضع على حافة بركان،ومهدد بالانهيار تحت وطأة الأزمة المضاعفة (المديونية والبطالة).
واقترحللخروج من الأزمة وإعادة التوازن شرطين هما تعديل معدل الفائدة إلى حدود الصفرومراجعة معدل الضريبة إلى ما يقارب 2%. وهو ما يتطابق تماما مع إلغاء الربا ونسبةالزكاة في النظام الإسلامي.
وأدتالأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد الأمريكي إلى إفلاس عدد من البنوك كان آخرهابنك "واشنطن ميوتشوال" الذي يعد أحد أكبر مصارف التوفير والقروض في الولاياتالمتحدة.
وتأثرميوتشوال -الذي يعتبر سادس مصرف في الولايات المتحدة من حيث الأصول- بالأزمةالعقارية وتدهورت أسهمه في البورصة إلى الحد الأقصى.
ويعتبر هذاالمصرف أحدث مؤسسة عملاقة في عالم المال الأمريكي تنهار بسبب الأزمة في أقل منأسبوعين بعد مصرفي الأعمال ليمان براذرز، وميريل لينش، إضافة إلى مجموعة التأمينإيه آي جي.