في الوقت الذي يحتدم فيه الصراع بين القوات الحكومية اليمنية وجماعة الحوثيين في مدينة صعدة، تستغل بيوت الأزياء الإسرائيلية هذه الحرب في إحياء موضة مجوهرات يهود اليمن.
وقد قامت صحيفة "معاريف " الإسرائيلية بنشر صور خاصة عن مجوهرات يهود اليمن في فترة الصراع اليهودي اليمني وذلك نظرا لعودة رواج تلك المجوهرات مجددا في إسرائيل ، كموضة محلية بعد نجاح الزي
التقليدي اليمني من قبل في اكتساح الأسواق الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المجوهرات والتطريز اليمني كان محط إعجاب الكثيرين من مصممي الأزياء في إسرائيل، من بينهم النحات بوريشاتس صاحب شركة "بتسلا" وآخرون ممن اعتمدوا على زخاريف اللباس والمجوهرات اليمنية للترويج لصناعة الموضة والفن.
وكشفت الصحيفة عن ولع زوجات رؤساء الدولة العبرية وعلى رأسهم "أوفريا نافون "زوجة الرئيس الخامس للدولة " يتسحاق نافون " بالمجوهرات اليمنية ، حيث اختارت المجلة الأسبوعية " صبرة هذا العام " عام 1956 ، أفريا لتضع صورتها على الغلاف وهى ترتدى قميصا قطنيا مشغول بتطريزات يمنية شعبية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه أقيم عام 1954 مصنع يهودي "الخيال"، أصبح فيما بعد المصنع المصدر للأزياء الإسرائيلية ، والذى اعتمد في الأساس على "صياغ يهود اليمن" من مستوطنة "نيس تسيونا "، بلدة "روش هاعين" وكان على رأسهم موشية بن داود الصائغ المحبب للناشطة الاجتماعية والكاتبة "روث دايان".
وهناك أيضا رمز آخر من مشاهير إسرائيل المولعين بالمجوهرات اليمنية وهي المغنية الراحلة " شوشاناه دماري" التي تركت وراءها التقليد المألوف الذي أصبح علامة مميزة لها ، ومنها العباءات الطويلة وأقراط الذهب اليمنية.
أزياء صنعاء
وعن محاكاة الإسرائيليات لزي يهود صنعاء ، نقلت صحيفة " هاآرتس " عن الدكتورة كارميلا أبدير، وهي باحثة في الفولكلور ومتخصصة في ثقافة اليهود اليمنيين قولها: "لقد أنشأ يهود اليمن لأنفسهم هوية إسرائيلية – يمنية عامة، حيث اختاروا عادة ارتداء ملابس زفاف صنعاء التقليدية، مع التاج المرتفع المرصع باللؤلؤ، والذي أصبح رمزا أكثر إثارة بالنسبة لنا".
وأشارت أبدير خلال المؤتمر الذي عقد في جامعة بر ايلان على شرف الذكرى الستين لهجرة يهود اليمن لإسرائيل أن كل الأسر في إسرائيل ترتدي هذا الزي، مشيرة إلى أن صورة الزي اليمني تظهر على الملصقات وفي الموسوعات ، كما أصبحت مجوهرات الزفاف اليمنية نوعا من العلامات التجارية الإسرائيلية، وأحد رموز الإنجاز لأيديولوجية جميع المنفيين.
ولفتت إلى أن هناك بعض تغيرات طرأت على المجوهرات والمطرزات اليمنية والفلكور قامت بها المجموعات التجارية والأيديولوجية الإسرائيلية مع الحفاظ على شكلها اليمني.
تورط الموساد
وعن قضايا تورط الموساد في سرقة المجوهرات، كشف صحيفة "معاريف" النقاب عن تورط رئيس سابق للموساد ومسئولين كبار ورجال أمن إسرائيليين سابقين في أكبر عملية نهب في بريطانيا طالت متجرا للمجوهرات.
وذكرت الصحيفة أن اللصوص استطاعوا في 6 أغسطس الجاري سرقة مجوهرات تقدر ثمنها بـ 40 مليون جنيه استرليني وعجزت الشرطة البريطانية عن العثور على أي أدلة أو آثار تقود إلى منفذي العملية..
كما أشارت إلى أن الحارسين اللذين كانا يحرسان المكان وقت حدوث عملية السطو هما من رجال الأمن الإسرائيلي ويعملان في شركة حراسة ذات سمعة عالمية تديرها مجموعة إسرائيلية تدعى (Universal Security Group USG) ، ولم يمض على تكليفها بحراسة المتجر سوى عامين فقط.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن الشركة مسجلة في بريطانيا ومن بين أعضاء مجلس إدارتها الرئيس السابق للموساد ناحوم ادموني ورئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق أوري سغي ، إضافة إلى أحد أصحاب الأسهم في الشركة وهو قريب رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي بنيامين نتنياهو ومندوبه الخاص للعلاقات مع الولايات المتحدة وهو المحامي يتسحاق مالكو.
وبدورها وصفت مصادر الشرطة البريطانية الجريمة بأنها كانت محكمة التخطيط ، حيث استخدم اللصوص فيها عدداً من السيارات لتغطية فرارهم وأوضحت أن ثلاثة أشخاص آخرين متورطين في العملية الجريئة التي تمت في وضح النهار، مشيرة إلى أن مرتكبي الحادث يتحدثان بلكنة سكان لندن وأن الشرطة وزعت صورا للرجلين التقطتها كاميرات الأمن.
التهديد بالانقراض
وعن انقراض اليهود في اليمن في ظل الصراع اليمني ، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الوجود اليهودي في اليمن مهدد بالانقراض, نتيجة هجرة عدد كبير منهم بسبب الظروف المعيشية, والأوضاع الأمنية التي تهددهم.
وأشار موقع " نيوز إسرائيل " إلى أن يهود اليمن يعيشون هناك منذ حوالي 2500 عام ولكن في الفترة الأخيرة بدأ الجميع يفكر في تركها والهجرة منها إما إلى إسرائيل أو الولايات المتحدة, لاسيما بعد حادث إطلاق النار على
أحد المدرسين اليهود قبل حوالي أربعة أشهر شمال صنعاء.
وكان الحاخام المسئول عن الجالية في اليمن قد قال تعليقا على هذا الحادث أن اليهود لا يستطيعون العيش في هذه الدولة إلا إذا قامت الحكومة اليمنية بتوفير الحماية لهم، وأدعى الحاخام أن الأحكام التي صدرت بحق المعتدين على اليهود هناك واهية وتشجع على استمرار هذه الأعمال.
يذكر أن هناك قرابة 7000 يهودي يعيشون خارج حدود إسرائيل في الشرق الأوسط منهم حوالي 3000 في اليمن، مع الإشارة إلى أن هناك حوالي عدة آلاف تم جلبهم إلى إسرائيل عام 1948في إطار عملية كبيرة أطلق عليها اسم "على جناح النسور" بعد قيام إسرائيل.