| شخصيات دينية لها بصمات | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
غصن البان عضو فضي
الجنس : عدد المساهمات : 250 نقاط : 393 تاريخ الميلاد : 19/09/1970 العمر : 54 المزاج : عادى
| موضوع: شخصيات دينية لها بصمات الإثنين ديسمبر 14, 2009 5:54 am | |
| الطبري..العالم المفسر والمؤرخ
الطبري عالم وفقيه ومفسر ومؤرخ عاشق للعلم والمعرفة سعى دائماً ورائها، فلم يعرف في حياته سوى الدراسة والبحث والتعليم، والتأليف، قدم العديد من الكتب القيمة والتي يأتي على رأسها تفسيره للقرآن الكريم والذي قدمه بعنوان"جامع البيان في تفسير القرآن"، وكتابه التاريخي " تاريخ الأمم والملوك".
قال الإمام النووي عن تفسير الطبري " أجمعت الأمة على أنه لم يُصنَّف مثل تفسير الطبري"، كما قال عنه الإمام السيوطي : " وكتابه أجل التفاسير وأعظمها فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض، والإعراب والاستنباط فهو يفوق بذلك على تفاسير الأقدمين ".
النشأة
محمد بن جرير بن يزيد، كنيته أبو جعفر، ولد عام 839 م في آمل – طبرستان وإليها نسب، وتلقى فيها أول علومه، سعى نحو العلم أينما كان فتنقل بين مدن فارس يأخذ عن علمائها، فأخذ الحديث عن محمد بن حميد الرازي والمثنى بن إبراهيم الإبلي، كما أخذ التاريخ عن الدولابي، والفقه عن أبي مقاتل، ورحل إلى بغداد ليسمع عن عالمها أحمد ابن حنبل ولكن لم يتحقق ذلك لوفاته قبل أن يصل الطبري إليه.
رحلته العلمية
اتجه الطبري بعد ذلك إلى البصرة وسمع من علمائها الحرشي والقزاز والصنعاني وابن معاذ وأبي الأشعث، ومنها انتقل إلى واسط ثم إلى الكوفة، وقصد بغداد والتي عرفت كمقصد للعلماء ورجال الفكر فدرس القراءات على التغلبي، وتلقى فقه الشافعي من الزعفراني والأصطخري.
لم يرتو عطش الطبري ولهفته دائماً للعلم والمعرفة فانطلق إلى الشام وأقام في بيروت فترة يقرأ على العباس بن الوليد البيروتي برواية الشاميين، ومن الشام إلى مصر حيث واصل دراسة الشافعي على المرادي والمزني، وناقش علماءها.
بعد رحلة العلم التي خاضها الطبري قرر العودة مرة أخرى إلى بلاده فمكث بها لفترة، ثم مالبث أن انتقل لبغداد فقضى بها باقي حياته منقطعاً للتأليف والتدريس حتى وفاته.
وعرف عن الطبري تبحره في العلم، وتواضعه في حلقات تدريسه رحيماُ بطلابه، أخذ عنه العلم العديد من الطلاب الذين أصبحوا من الباحثين والفقهاء المجيدين.
تراثه العلمي
عاش الطبري حياته مسخراً للعلم والتأليف حتى قيل انه كان يكتب أربعين صفحة في اليوم فقدم مجموعة قيمة من المؤلفات أتى على رأسها كتابيه في التفسير والتاريخ واللذان أظهرا قدرته كمفسر ومؤرخ، نذكر أولاً كتابه في التفسير والذي جاء بعنوان "جامع البيان في تفسير القرآن"
ويبدأ الطبري كتابه بالمقدمة ثم القول في البيان عن اتفاق معاني آي القرآن ومعاني منطق لسان العرب، والقول في البيان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب وألفاظ غيرها من بعض أجناس الأمم، والقول في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب، ثم القول في بيان نزول القرآن من سبعة أبواب الجنة، والقول في الوجوه التي من قبلها يوصل إلى معرفة تأويل القرآن، والأخبار في النهي عن تأويل القرآن بالرأي، الأخبار في الحض على العلم بتفسير القرآن ومن كان يفسره من الصحابة، الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن، الأخبار عمن كان من قدماء المفسرين محموداً علمه بالتفسير ومن كان منهم مذموماَ علمه به، والقول في تأويل أسماء القرآن وسوره وآيه، القول في تأويل أسماء فاتحة الكتاب، والقول في تأويل الاستعاذة، القول في تأويل البسملة، ثم تفسير سور وآيات القرآن الكريم.
كما قدم كتابه في التاريخ "تاريخ الأمم والملوك" وهو واحد من أهم كتبه وينقسم إلى قسمان ما قبل الإسلام وما بعده، ورد بالقسم الأول إبليس وأدم، والأنبياء وأرخ للفرس والروم والعرب واليهود وتكلم عن أهم ملوكهم وأحداثهم، أما في القسم الثاني فتناول حياة الرسول "صلى الله عليه وسلم" وغزواته، ثم تاريخ الخلفاء الراشدين وفتوحهم وتتبع تاريخ المسلمين في الدولة الأموية والعباسية، وقد اعتمد على الكتب الصادرة قبله في مواد كتابه، إلا أن منهجه كان في التعويل على الرواة، فالمؤرخ في عرفه لا يصح أن يستند إلى المنطق والاستنتاج إلا قليلاً، وقد حرص على السند فيما ذكره معتمداً في ذك أحياناً على المراسلة، وفي قسمه الأول لم يرتب الأمور على السنين بينما في قسمه الثاني راعى ترتيب الحوادث ترتيباً زمنياً عاماً بعد عام، وقد حاكاه في هذه الطريقة فيما بعد ابن مسكويه وابن الأثير وأبو الفداء وخالفه ابن خلدون والمسعودي.
ومن كتبه الأخرى نذكر
كتاب ذيل المذيل – في تاريخ الصحابة والتابعيين وتابعيهم إلى عصر الطبري، اختلاف الفقهاء- في ذكر أقوال الفقهاء في كثير من الأحكام الشرعية، لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام – بسط فيه مذهبه وفيه كلام في أصول الفقه والكلام والإجماع، بسيط القول في أحكام شرائع الإسلام – تناول فيه تسلسل الفقه في المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام وخراسان، وكتاب الطهارة والصلاة.
كتاب آداب القضاة – ذكر فيه ما ينبغي للقاضي أن يعمل به، وكتاب أدب النفوس الجيدة والأخلاق النفيسة – تناول فيه الورع الإخلاص الرياء إلخ...، كتاب القراءات وتنزيل القرآن – ذكر فيه اختلاف القراء في حروف القرآن، رسالة المسماة بصريح السنة – ذكر فيها مذهبه، كتاب فضائل أبي بكر وعمر.
اختلاف علماء الأمصار، التبصير – وهو رسالة إلى أهل طبرستان يشرح فيها ما تقلده من أصول الدين، كما بدأ بتصنيف كتاب تهذيب الآثار وأنجز جزء منه ولكن توفى قبل أن يتمه، وكتاب ترتيب العلماء.
تفسير الطبري
روي عن الطبري أنه قال: استخرت الله وسألته العون على ما نويته من تصنيف التفسير قبل أن أعمله ثلاث سنين فأعانني.
اعتمد الطبري في تفسير القرآن الكريم على المأثور عن النبي "صلى الله عليه وسلم" وعلى أراء الصحابة والتابعين، وأضاف إلى التفسير بالمأثور ما عرف عن عصره من نحو ولغة وشعر، فاستشهد به كما رجع إلى القراءات وتخير منها، ورجح ما تخيره، واستعان بكتب الفقه فعرض كثيراً من آراء الفقهاء، كما استعان بكتب التاريخ، وما عرض لآراء المتكلمين وتحرى جهده أن تكون التفاسير مما يثق به، فلم يدخل في كتابه شيئاً من المشكوك فيه.
قال عنه الخطيب البغدادي "محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب كان أحد أئمة العلماء يُحكم بقوله ويُرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وكان من أفراد الدهر علماً وذكاء وكثرة تصانيف قل أن ترى العيون مثله".
زهده وكبرياؤه
كان الطبري زاهداً في الدنيا لا يطمع في مال أو منصب قضى حياته من أجل العلم والتفقه والدراسة فلم يتزوج ولم يشغله شاغل عن علمه، كما كان عزيز النفس صاحب كبرياء يرفض أن يأخذ أجر عن كتبه التي يؤلفها، ويرفض قبول الهدية إلا إذا تمكن من ردها بأحسن منها، كما كان شجاعاً جريئاً في الحق.
رفض المناصب التي عرضت عليه حرصاً على علمه وخوفاً من أن تشغله عنه، وقد روى المراغي قائلاً: لما تقلد الخاقاني الوزارة وجه إلى أبي جعفر الطبري بمال كثير فامتنع من قبوله، فعرض عليه القضاء فامتنع، فعرض عليه المظالم فأبى، فعاتبه أصحابه وقالوا لك في هذا ثواب وتحيي سنة قد درست وطمعوا في قبوله المظالم فذهبوا إليه ليركب معهم لقبول ذلك فانتهرهم وقال قد كنت أظن أني لو رغبت في ذلك لنهيتموني عنه قال فانصرفنا خجلين.
كما عرف عن الطبري ورعه وحسن قراءته للقرآن الكريم وتجويده، حتى أن الناس كانوا يقصدونه ليصلون خلفه، وقد جاءت وفاته في بغداد عام 923م، بعد حياة حافلة زاخرة بالعلم والمعرفة والذي لم يكتفي بتحصيله ولكن أصر على تعليمه لغيره، وأصبحت كتبه كنزاً عظيماً ينتفع به الناس جميعاً.
| |
|
| |
غصن البان عضو فضي
الجنس : عدد المساهمات : 250 نقاط : 393 تاريخ الميلاد : 19/09/1970 العمر : 54 المزاج : عادى
| موضوع: رد: شخصيات دينية لها بصمات الإثنين ديسمبر 14, 2009 5:54 am | |
| الشيخ السديس إمام وخطيب المسجد الحرام
الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس
الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أحد شيوخ الإسلام الأجلاء، وهو إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، وله جهود عظيمة في مجال الدعوة، وخدمة الإسلام فعمل إماماً وخطيباً لعدد من مساجد الرياض ومحاضراً وأستاذاً مساعداً بكلية الشريعة بجامعة أم القرى، وقام بالرحلات الدعوية في العديد الدول العربية والأجنبية وشارك في الكثير من المحاضرات والندوات، وله الكثير من المؤلفات والدراسات والأبحاث.
التعريف به
هو أبو عبدالعزيز عبد الرحمن ابن عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله، ويلقب بالسديس، يرجع نسبه إلى "عنزة" وهي قبيلة شهيرة، من محافظة البكيرية بمنطقة القصيم.
ولد الشيخ السديس في الرياض عام 1382هـ - 1962م وبها نشأ، حرص والديه منذ الصغر على تحفيظه القرآن الكريم فقام والده بإلحاقه بجماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض تحت إشراف عدد من الشيوخ مثل فضيلة الشيخ عبد الرحمن ابن عبد الله آل فريان ومتابعة الشيخ المقرىء محمد عبدالماجد ذاكر، فأتم الشيخ السديس حفظ القرآن في سن الثانية عشر على يد عدد من المدرسين في الجماعة كان أخرهم الشيخ محمد علي حسان.
تعليمه ومهامه
إلى جانب تعليمه وحفظه للقرآن الكريم التحق السديس بمدرسة المثنى بن حارثة الابتدائية, ثم بمعهد الرياض العلمي, وتلقى تعليمه على يد عدد من أشهر مشايخه مثل الشيخ عبدالله المنيف, والشيخ عبدالله بن عبد الرحمن التويجري وغيرهما، وتخرج منه عام 1399هـ بتقدير ممتاز، ثم تابع دراسته فالتحق بكلية الشريعة بالرياض, وتخرج فيها من قسم أصول الفقه عام 1403هـ، مجتازاً المرحلة التمهيدية بتقدير ممتاز.
وعقب تخرجه عُين معيداً بكلية الشريعة, كما عمل إماماً وخطيباً في عدد من مساجد الرياض, كان أخرها مسجد الشيخ العلامة عبدالرزاق العفيفي، كما عمل مدرساً في معهد إمام الدعوة العلمي.
لم يكتفي الشيخ السديس بدراسته بل قام بالإطلاع على مؤلفات العديد من المشايخ مثل سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز ابن باز، والشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي، والشيخ د. صالح الفوزان وغيرهم من المشايخ.
عين الشيخ السديس إماماً وخطيباً للمسجد الحرام بمكة المكرمة في عام 1404هـ، وواصل الدراسة فحصل على درجة الماجستير بتقدير ممتاز من كلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية "قسم أصول الفقه" وذلك عن رسالته "المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي".
عمل الشيخ السديس بعد ذلك محاضراً في قسم القضاء بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، ثم حصل على درجة الدكتوراه من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بتقدير ممتاز عام 1416هـ مع التوصية بطبع الرسالة عن رسالته الموسومة "الواضح في أصول الفقه لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي- دراسة وتحقيق"، وقد أشرف على الرسالة الأستاذ أحمد فهمي أبو سنة, وناقشها معالي الشيخ د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي, الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي, والدكتور علي بن عباس الحكمي, رئيس قسم الدراسات العليا الشرعية بجامعة أم القرى ـ آنذاك.
وعقب حصوله على الدكتوراه عُيّن أستاذاً مساعداً في كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
جهوده ونشاطاته
للشيخ السديس الكثير من الجهود والنشاطات في خدمة الإسلام والمسلمين حيث قام بالعديد من الرحلات الدعوية بداخل المملكة وخارجها فزار الكثير من الدول العربية والأجنبية، وشارك في المؤتمرات والندوات المختلفة، وألقى المحاضرات، كما افتتح عدد من المساجد والمراكز الإسلامية في العديد من دول العالم.
وبالإضافة لعمله في الإمامة والخطابة يقوم الشيخ السديس بالتدريس في المسجد الحرام وذلك في الفروع الدينية المختلفة من عقيدة وفقه وتفسير وحديث، بالإضافة للمشاركة بالفتوى في مواسم الحج وغيره.
والشيخ السديس عضو في عدد من الهيئات والمؤسسات العلمية والدعوية والخيرية، وتم ترشيحه بواسطة الشيخ عبدالعزيز بن باز لعضوية الهيئة الشرعية للإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي وغيرها.
مؤلفاته
وللشيخ السديس العديد من المؤلفات، والأبحاث والدراسات والتحقيقات والرسائل العلمية، نذكر منها المسائل الأصولية المتعلقة بالأدلة الشرعية التي خالف فيها ابن قدامة الغزالي، الواضح في أصول الفقه "دراسة وتحقيق"، كوكبة الخطب المنيفة من جوار الكعبة الشريفة، إتحاف المشتاق بلمحات من منهج وسيرة الشيخ عبدالرزاق، أهم المقومات في صلاح المعلمين والمعلمات، دور العلماء في تبليغ الأحكام الشرعية، رسالة إلى المرأة المسلمة، التعليق المأمول على ثلاثة الأصول، الإيضاحات الجليّة على القواعد الخمس الكليّة.
ومن أبحاثه في أصول الفقه: الشيخ عبدالرزاق عفيفي ومنهجه الأصولي، كلام رب العالمين بين علماء أصول الفقه وأصول الدين، معجم المفردات الأصولية, تعريف وتوثيق، الفرق الأصولية, استقراء وتوضيح وتوثيق، تهذيب بعض موضوعات الأصول على منهج السلف، العناية بإبراز أصول الحنابلة رحمهم الله. وخدمة تحقيق بعض كتب التراث في ذلك.
ونظراً لجهوده وقع اختيار اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم على فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس كشخصية العام الإسلامية في دورتها التاسعة للعام الهجرى 1426. | |
|
| |
غصن البان عضو فضي
الجنس : عدد المساهمات : 250 نقاط : 393 تاريخ الميلاد : 19/09/1970 العمر : 54 المزاج : عادى
| موضوع: رد: شخصيات دينية لها بصمات الإثنين ديسمبر 14, 2009 5:55 am | |
| الشيخ الندوي.. هدية الهند للعالم الإسلامي
أبو الحسن الندوي أبو الحسن الندوي هو أحد علماء ومفكري الإسلام البارزين الذين كانت لهم جهودهم المميزة في العالم الإسلامي، خرج أبو الحسن الندوي كعالم وداعية إسلامي من شبه القارة الهندية، وقام بنشر دعوته وعلمه داخل الهند وخارجها، وبالإضافة لجهوده في مجال الدعوة قام بتأليف العديد من الكتب الهامة والتي زادت عن المائتي كتاب ورسالة باللغتين العربية والأردية، والتي ترجم الكثير منها إلى لغات عديدة.
إعداد - مي كمال الدين
النشأة
هو أبو الحسن علي الحسني الندوي ابن العلامة السيد عبد الحي بن السيد فخر الدين بن السيد عبد العلي، يتصل نسبه بالحسن بن الحسين بن جعفر بن القاسم بن الحسن الجواد بن محمد بن عبد الله الأشتر بن محمد ذي النفس الزكية بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
ولد أبو الحسن بقرية تكية بالهند عام 1332هـ - 1913م، لأسرة كريمة مثقفة ومتدينة، فكان والده أحد علماء الهند ومؤرخيها وله مصنفات شهيرة بعنوان " نُزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر في تراجم علماء الهند وأعيانها"، توفى والده وهو مازال في التاسعة من عمره، فتولى أخوه الدكتور عبد العلي الندوي رعايته، فأحسن تربيته وتنشئته فحفظ القرآن صغيراً، وعندما بلغ الثانية عشر من عمره تعلم العربية والإنجليزية، وأنكب على القراءة فكانت البداية بقراءته لنهج البلاغة، ودلائل الإعجاز والحماسة، كما اطلع على الكتب المؤلفة بالإنجليزية والتي تتناول المواضيع الإسلامية والحضارة الغربية وتاريخها وتطورها.
التعليم
تلقى أبو الحسن الندوي تعليمه في جامعة لكنهو قسم آداب اللغة العربية، تبع ذلك التحاقه بندوة العلماء وهناك درس علوم الحديث لمدة سنتين، ثم سافر إلى لاهور لمتابعة دراسته، عاد الندوي إلى لكنهو مرة أخرى حيث عمل مدرساً بدار العلوم لمدة عشر سنوات، وقام بالكتابة في مجلة الضياء العربية.
درس الشيخ الندوي على يد العديد من العلماء الأفاضل منهم الشيخ الدكتور تقي الدين الهلالي المراكشي والذي درس عليه الآداب، والشيخ حيدر حسن خان الذي درس عليه الحديث، وكذلك الشيخ حسين أحمد المدني شيخه في الحديث أيضاً، والشيخ محمد إلياس والذي كان قدوته في حياته، والشيخ عبد القادر الرأي يوري المربي الروحي له.
وسع الشيخ الندوي دائرة إطلاعه فلم يقتصر على التفسير والحديث والأدب والتاريخ بل قام بالإطلاع على كتب المعاصرين من الدعاة والمفكرين العرب والزعماء السياسيين.
جهوده
قام الشيخ الندوي بالكثير من الرحلات الدعوية والتي هدف منها إلى التربية والإصلاح والتوجيه الديني، سواء داخل الهند أو خارجها.
أسس مركزاً للتعليمات الإسلامية عام 1943 ونظم بها حلقات درس القرآن الكريم والسنة النبوية، وتم اختياره عضواً في المجلس الانتظامي لندوة العلماء عام 1948، كما عين نائباً لمعتمد ندوة العلماء للشئون التعليمية عام 1951، ثم معتمداً عام 1954، ووقع عليه الاختيار أميناً عاماً لندوة العلماء عام 1961، واختير عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق 1956م.
ومن نشاطاته قيامه بتأسيس حركة رسالة الإنسانية 1951، وتأسيس المجمع الإسلامي العلمي في لكهنو 1959، كما شارك في تأسيس هيئة التعليم الديني للولاية الشمالية 1960، والمجلس الاستشاري الإسلامي لعموم الهند 1964، وهيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند 1972، وقام بالدعوة إلى أول ندوة عالمية عن الأدب الإسلامي في رحاب دار العلوم لندوة العلماء عام 1981م.
أسندت إليه الجامعة الإسلامية في عليكرة بالهند مهمة وضع منهج لطلبة الليسانس في التعليم الديني اسماه "إسلاميات".
اختير عضواً بالمجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ تأسيسها 1962، واختير عضواً مؤازراً في مجمع اللغة العربية الأردني عام 1980، اختير رئيساً لمركز اكسفورد للدراسات الإسلامية عام 1983م، وأصبح عضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية "مؤسسة آل البيت" 1983م، وشغل منصب رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية عند تأسيسها 1984.
شغل الشيخ الندوي عضوية ورئاسة عدد من الهيئات منها المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، المجلس الأعلى العالمي للدعوة الإسلامية بالقاهرة، رابطة الجامعات الإسلامية بالرباط، وكان رئيساً للمجمع الإسلامي العلمي في لكهنو –الهند، وهيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند، ومجمع دار المصنفين بأعظم كره، وعضو المجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية في إسلام آباد – باكستان، وعضو مجمع اللغة العربية بدمشق والقاهرة، والأردن، وعضو المجلس التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي في بيروت، والمجلس الإداري للمركز الإسلامي بجنيف وغيرها العديد من المجالس والهيئات.
زياراته ومحاضراته
زار الشيخ الندوي عدد من الدول وقام بإلقاء المحاضرات بها والتي تم طبعها فتم دعوته كأستاذ زائر في جامعة دمشق عام 1956، كما زار المدينة المنورة وألقى محاضرات في الجامعة الإسلامية بها، وسافر إلى الرياض بناء على دعوة من وزير المعارف السعودي عام 1968 للمشاركة في دراسة خطة كلية الشريعة، وقام بإلقاء عدة محاضرات بجامعة الرياض وكلية المعلمين.
كما زار مصر عام 1951، ومكث بها ستة أشهر فألقى بها سلسلة من الأحاديث والمحاضرات والتقى بالكثير من شيوخها وأدبائها ومثقفيها وساستها، من الأحاديث التي ألقاها هناك " الإسلام على مفترق الطرق"، الدعوة الإسلامية وتطوراتها في الهند"، "شعر إقبال ورسالته"، "الإنسان الكامل في نظر الدكتور محمد إقبال"، وفي مصر قام بنشر رسالته بعنوان "اسمعي يا مصر"، وقام هناك بالقيام بعدد من الرحلات والجولات الدعوية.
وزار السودان والشام والقدس والأردن، ولبنان، والكويت، والإمارات، وقطر، والمغرب، واليمن، وأفغانستان، وإيران، وتركيا، وبورما وباكستان وغيرها العديد من الدول وفي كل دولة زارها اتصل بالأوساط العلمية والدينية والأدبية بها، وألقى بها المحاضرات، وقابل مفكريها وعلمائها ومثقفيها.
وكانت رحلته الأولى إلى أوروبا عام 1963 وفيها زار كل من جنيف، لوزان، برن، باريس، لندن، أكسفورد وغيرها من الدول الأوروبية، وقابل فيها علماء الغرب والمستشرقين وألقى محاضرات في جامعة إيدامبرا، ولندن وغيرها من الجامعات الأوروبية، وحضر اجتماعات خاصة بالمسلمين، كما زار عدد من المدن الأسبانية.
وزار الولايات المتحدة الأمريكية بناء على دعوة من "منظمة الطلاب المسلمين بأمريكا وكندا" عام 1977، وألقى محاضرات بجامعات كولومبيا، وهارورد، وطبعت أهم محاضراته في هذه الرحلة بعنوان "أحاديث صريحة في أمريكا".
مؤلفاته وكتبه
قام الشيخ الندوي بتأليف العديد من الكتب القيمة باللغة العربية والأردية وله ما يزيد على مائتي كتاب ورسالة نشر أول مقالة له بالعربية في مجلة "المنار" للسيد رشيد رضا 1931، وقدم أول كتاب له باللغة الأردية عام 1938 بعنوان " سيرة سيد أحمد شهيد"، كما قام بتأليف كتاب "مختارات في أدب العرب" عام 1940، وسلسلة "قصص النبيين" للأطفال مكونة من خمس أجزاء، وسلسلة "القراءة الرشيدة".
نذكر من مؤلفاته: رجال الفكر والدعوة في الإسلام، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، روائع إقبال السيرة النبوية، الطريق إلى المدينة، التربية الإسلامية الحرة، أحاديث صريحة في أمريكا، إذا هبت ريح الإيمان، إلى الإسلام من جديد، المسلمون وقضية فلسطين، العرب والإسلام، الصراع بين الإيمان والمادية، ربانية لا رهبانية، الصراع بين الفكرة اللإسلامية والفكرة الغربية، النبوة والأنبياء في ضوء القرآن الكريم، روائع من أدب الدعوة في القرآن و السنة، الإسلام وأثره في الحضارة وفضله على الإنسانية، الأركان الأربعة في ضوء الكتاب والسنة مقارنة مع الديانات الأخرى، هذا بالإضافة للعديد من الكتب الأخرى، وقد تم ترجمة الكثير من كتبه إلى الإنجليزية والتركية والفرنسية ولغة الملايو.
كما شارك الشيخ الندوي في المجال الصحفي فشارك في تحرير عدد من المجلات منها " الضياء" العربية الصادرة من ندوة العلماء 1932، ومجلة "الندوة" الأردية 1940، وأصدر مجلة "التعمير" الأردية 1948، وكتب افتتاحيات مجلة "المسلمون" الصادرة من دمشق، وكانت له مقالات في مجلة "الفتح"، كما أشرف على إصدار عدد من الجرائد منها "نداي ملت" الأردية، وكان المشرف العام على مجلة "البعث الإسلامي"، وجريدة "الرائد"، و"تعمير حيات" الأردية، ومجلة "معارف"، ومجلة "الأدب الإسلامي"، ومجلة "كاروان أدب".
تكريم
نظراً لجهوده في مجال الدعوة الإسلامية حصل الشيخ الندوي على الكثير من التكريم فمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام 1980م، والدكتوراة الفخرية في الآداب من جامعة كشمير 1981م، أقيمت ندوة أدبية حول حياته وجهوده الدعوية والأدبية 1996 في تركيا على هامش المؤتمر الرابع للهيئة العامة لرابطة الأدب الإسلامي العالمية.
كما منح جائزة شخصية العام الإسلامية من قبل جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الثانية لعام 1419هـ - 1998م، وجائزة السلطان حسن البلقية العالمية في " سير أعلام الفكر الإسلامي" من مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية 1998م.
منحه معهد الدراسات الموضوعية بالهند جائزة الإمام ولي الله الدهلوي لعام 1999م ولكن جاءت وفاته قبل أن يتم الإعلان الرسمي عن الجائزة واستلمها بدلاً منه ابن أخته الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في نوفمبر 2000.
قامت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " ايسسكو ISESCO" بمنحه وسام الإيسسكو من الدرجة الأولى وتسلمه عنه أيضاً الشيخ محمد الرابع الندوي.
الوفاة
جاءت وفاته في ذي الحجة عام 1420هـ - 1999م بعد حياة حافلة بالكثير من الجهود التي بذلها الشيخ الجليل من اجل خدمة الإسلام والدعوة الإسلامية. | |
|
| |
غصن البان عضو فضي
الجنس : عدد المساهمات : 250 نقاط : 393 تاريخ الميلاد : 19/09/1970 العمر : 54 المزاج : عادى
| موضوع: رد: شخصيات دينية لها بصمات الإثنين ديسمبر 14, 2009 5:56 am | |
| الشيخ الندوي.. هدية الهند للعالم الإسلامي
أبو الحسن الندوي أبو الحسن الندوي هو أحد علماء ومفكري الإسلام البارزين الذين كانت لهم جهودهم المميزة في العالم الإسلامي، خرج أبو الحسن الندوي كعالم وداعية إسلامي من شبه القارة الهندية، وقام بنشر دعوته وعلمه داخل الهند وخارجها، وبالإضافة لجهوده في مجال الدعوة قام بتأليف العديد من الكتب الهامة والتي زادت عن المائتي كتاب ورسالة باللغتين العربية والأردية، والتي ترجم الكثير منها إلى لغات عديدة.
النشأة
هو أبو الحسن علي الحسني الندوي ابن العلامة السيد عبد الحي بن السيد فخر الدين بن السيد عبد العلي، يتصل نسبه بالحسن بن الحسين بن جعفر بن القاسم بن الحسن الجواد بن محمد بن عبد الله الأشتر بن محمد ذي النفس الزكية بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
ولد أبو الحسن بقرية تكية بالهند عام 1332هـ - 1913م، لأسرة كريمة مثقفة ومتدينة، فكان والده أحد علماء الهند ومؤرخيها وله مصنفات شهيرة بعنوان " نُزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر في تراجم علماء الهند وأعيانها"، توفى والده وهو مازال في التاسعة من عمره، فتولى أخوه الدكتور عبد العلي الندوي رعايته، فأحسن تربيته وتنشئته فحفظ القرآن صغيراً، وعندما بلغ الثانية عشر من عمره تعلم العربية والإنجليزية، وأنكب على القراءة فكانت البداية بقراءته لنهج البلاغة، ودلائل الإعجاز والحماسة، كما اطلع على الكتب المؤلفة بالإنجليزية والتي تتناول المواضيع الإسلامية والحضارة الغربية وتاريخها وتطورها.
التعليم
تلقى أبو الحسن الندوي تعليمه في جامعة لكنهو قسم آداب اللغة العربية، تبع ذلك التحاقه بندوة العلماء وهناك درس علوم الحديث لمدة سنتين، ثم سافر إلى لاهور لمتابعة دراسته، عاد الندوي إلى لكنهو مرة أخرى حيث عمل مدرساً بدار العلوم لمدة عشر سنوات، وقام بالكتابة في مجلة الضياء العربية.
درس الشيخ الندوي على يد العديد من العلماء الأفاضل منهم الشيخ الدكتور تقي الدين الهلالي المراكشي والذي درس عليه الآداب، والشيخ حيدر حسن خان الذي درس عليه الحديث، وكذلك الشيخ حسين أحمد المدني شيخه في الحديث أيضاً، والشيخ محمد إلياس والذي كان قدوته في حياته، والشيخ عبد القادر الرأي يوري المربي الروحي له.
وسع الشيخ الندوي دائرة إطلاعه فلم يقتصر على التفسير والحديث والأدب والتاريخ بل قام بالإطلاع على كتب المعاصرين من الدعاة والمفكرين العرب والزعماء السياسيين.
جهوده
قام الشيخ الندوي بالكثير من الرحلات الدعوية والتي هدف منها إلى التربية والإصلاح والتوجيه الديني، سواء داخل الهند أو خارجها.
أسس مركزاً للتعليمات الإسلامية عام 1943 ونظم بها حلقات درس القرآن الكريم والسنة النبوية، وتم اختياره عضواً في المجلس الانتظامي لندوة العلماء عام 1948، كما عين نائباً لمعتمد ندوة العلماء للشئون التعليمية عام 1951، ثم معتمداً عام 1954، ووقع عليه الاختيار أميناً عاماً لندوة العلماء عام 1961، واختير عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق 1956م.
ومن نشاطاته قيامه بتأسيس حركة رسالة الإنسانية 1951، وتأسيس المجمع الإسلامي العلمي في لكهنو 1959، كما شارك في تأسيس هيئة التعليم الديني للولاية الشمالية 1960، والمجلس الاستشاري الإسلامي لعموم الهند 1964، وهيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند 1972، وقام بالدعوة إلى أول ندوة عالمية عن الأدب الإسلامي في رحاب دار العلوم لندوة العلماء عام 1981م.
أسندت إليه الجامعة الإسلامية في عليكرة بالهند مهمة وضع منهج لطلبة الليسانس في التعليم الديني اسماه "إسلاميات".
اختير عضواً بالمجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ تأسيسها 1962، واختير عضواً مؤازراً في مجمع اللغة العربية الأردني عام 1980، اختير رئيساً لمركز اكسفورد للدراسات الإسلامية عام 1983م، وأصبح عضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية "مؤسسة آل البيت" 1983م، وشغل منصب رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية عند تأسيسها 1984.
شغل الشيخ الندوي عضوية ورئاسة عدد من الهيئات منها المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، المجلس الأعلى العالمي للدعوة الإسلامية بالقاهرة، رابطة الجامعات الإسلامية بالرباط، وكان رئيساً للمجمع الإسلامي العلمي في لكهنو –الهند، وهيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند، ومجمع دار المصنفين بأعظم كره، وعضو المجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية في إسلام آباد – باكستان، وعضو مجمع اللغة العربية بدمشق والقاهرة، والأردن، وعضو المجلس التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي في بيروت، والمجلس الإداري للمركز الإسلامي بجنيف وغيرها العديد من المجالس والهيئات.
زياراته ومحاضراته
زار الشيخ الندوي عدد من الدول وقام بإلقاء المحاضرات بها والتي تم طبعها فتم دعوته كأستاذ زائر في جامعة دمشق عام 1956، كما زار المدينة المنورة وألقى محاضرات في الجامعة الإسلامية بها، وسافر إلى الرياض بناء على دعوة من وزير المعارف السعودي عام 1968 للمشاركة في دراسة خطة كلية الشريعة، وقام بإلقاء عدة محاضرات بجامعة الرياض وكلية المعلمين.
كما زار مصر عام 1951، ومكث بها ستة أشهر فألقى بها سلسلة من الأحاديث والمحاضرات والتقى بالكثير من شيوخها وأدبائها ومثقفيها وساستها، من الأحاديث التي ألقاها هناك " الإسلام على مفترق الطرق"، الدعوة الإسلامية وتطوراتها في الهند"، "شعر إقبال ورسالته"، "الإنسان الكامل في نظر الدكتور محمد إقبال"، وفي مصر قام بنشر رسالته بعنوان "اسمعي يا مصر"، وقام هناك بالقيام بعدد من الرحلات والجولات الدعوية.
وزار السودان والشام والقدس والأردن، ولبنان، والكويت، والإمارات، وقطر، والمغرب، واليمن، وأفغانستان، وإيران، وتركيا، وبورما وباكستان وغيرها العديد من الدول وفي كل دولة زارها اتصل بالأوساط العلمية والدينية والأدبية بها، وألقى بها المحاضرات، وقابل مفكريها وعلمائها ومثقفيها.
وكانت رحلته الأولى إلى أوروبا عام 1963 وفيها زار كل من جنيف، لوزان، برن، باريس، لندن، أكسفورد وغيرها من الدول الأوروبية، وقابل فيها علماء الغرب والمستشرقين وألقى محاضرات في جامعة إيدامبرا، ولندن وغيرها من الجامعات الأوروبية، وحضر اجتماعات خاصة بالمسلمين، كما زار عدد من المدن الأسبانية.
وزار الولايات المتحدة الأمريكية بناء على دعوة من "منظمة الطلاب المسلمين بأمريكا وكندا" عام 1977، وألقى محاضرات بجامعات كولومبيا، وهارورد، وطبعت أهم محاضراته في هذه الرحلة بعنوان "أحاديث صريحة في أمريكا".
مؤلفاته وكتبه
قام الشيخ الندوي بتأليف العديد من الكتب القيمة باللغة العربية والأردية وله ما يزيد على مائتي كتاب ورسالة نشر أول مقالة له بالعربية في مجلة "المنار" للسيد رشيد رضا 1931، وقدم أول كتاب له باللغة الأردية عام 1938 بعنوان " سيرة سيد أحمد شهيد"، كما قام بتأليف كتاب "مختارات في أدب العرب" عام 1940، وسلسلة "قصص النبيين" للأطفال مكونة من خمس أجزاء، وسلسلة "القراءة الرشيدة".
نذكر من مؤلفاته: رجال الفكر والدعوة في الإسلام، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، روائع إقبال السيرة النبوية، الطريق إلى المدينة، التربية الإسلامية الحرة، أحاديث صريحة في أمريكا، إذا هبت ريح الإيمان، إلى الإسلام من جديد، المسلمون وقضية فلسطين، العرب والإسلام، الصراع بين الإيمان والمادية، ربانية لا رهبانية، الصراع بين الفكرة اللإسلامية والفكرة الغربية، النبوة والأنبياء في ضوء القرآن الكريم، روائع من أدب الدعوة في القرآن و السنة، الإسلام وأثره في الحضارة وفضله على الإنسانية، الأركان الأربعة في ضوء الكتاب والسنة مقارنة مع الديانات الأخرى، هذا بالإضافة للعديد من الكتب الأخرى، وقد تم ترجمة الكثير من كتبه إلى الإنجليزية والتركية والفرنسية ولغة الملايو.
كما شارك الشيخ الندوي في المجال الصحفي فشارك في تحرير عدد من المجلات منها " الضياء" العربية الصادرة من ندوة العلماء 1932، ومجلة "الندوة" الأردية 1940، وأصدر مجلة "التعمير" الأردية 1948، وكتب افتتاحيات مجلة "المسلمون" الصادرة من دمشق، وكانت له مقالات في مجلة "الفتح"، كما أشرف على إصدار عدد من الجرائد منها "نداي ملت" الأردية، وكان المشرف العام على مجلة "البعث الإسلامي"، وجريدة "الرائد"، و"تعمير حيات" الأردية، ومجلة "معارف"، ومجلة "الأدب الإسلامي"، ومجلة "كاروان أدب".
تكريم
نظراً لجهوده في مجال الدعوة الإسلامية حصل الشيخ الندوي على الكثير من التكريم فمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام 1980م، والدكتوراة الفخرية في الآداب من جامعة كشمير 1981م، أقيمت ندوة أدبية حول حياته وجهوده الدعوية والأدبية 1996 في تركيا على هامش المؤتمر الرابع للهيئة العامة لرابطة الأدب الإسلامي العالمية.
كما منح جائزة شخصية العام الإسلامية من قبل جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الثانية لعام 1419هـ - 1998م، وجائزة السلطان حسن البلقية العالمية في " سير أعلام الفكر الإسلامي" من مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية 1998م.
منحه معهد الدراسات الموضوعية بالهند جائزة الإمام ولي الله الدهلوي لعام 1999م ولكن جاءت وفاته قبل أن يتم الإعلان الرسمي عن الجائزة واستلمها بدلاً منه ابن أخته الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في نوفمبر 2000.
قامت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " ايسسكو ISESCO" بمنحه وسام الإيسسكو من الدرجة الأولى وتسلمه عنه أيضاً الشيخ محمد الرابع الندوي.
الوفاة
جاءت وفاته في ذي الحجة عام 1420هـ - 1999م بعد حياة حافلة بالكثير من الجهود التي بذلها الشيخ الجليل من اجل خدمة الإسلام والدعوة الإسلامية | |
|
| |
غصن البان عضو فضي
الجنس : عدد المساهمات : 250 نقاط : 393 تاريخ الميلاد : 19/09/1970 العمر : 54 المزاج : عادى
| موضوع: رد: شخصيات دينية لها بصمات الإثنين ديسمبر 14, 2009 5:57 am | |
| عبد الحليم محمود رجل المواقف الحازمة
الشيخ عبد الحليم محمود
عبد الحليم محمود هو أحد شيوخ مصر الأجلاء والذي احتل اسمه مكانة مميزة بين علماء الأزهر، وهو مفكر وفيلسوف إسلامي شغل منصب شيخ الأزهر في الفترة ما بين 1973- 1978، وكانت له العديد من المواقف الحازمة، فلم يتردد في الدفاع عن قضايا الأمة ولم يتهاون في الدفاع عن أي قضية وإبداء الرأي الحاسم بها، ولم يكتف الشيخ عبد الحليم بقضايا بلده فقط بل كانت له مشاركات وأراء في مختلف قضايا الوطن العربي والإسلامي الأمر الذي جعل له مكانة بارزة كعالم فكان يستقبل بحفاوة في جميع الدول التي قام بزياراتها ويلقى الكثير من الترحاب والاحترام.
نشأته وتعليمه
ولد محمد عبد الحليم محمود بقرية أبو أحمد بمدينة بلبيس محافظة الشرقية في الثاني عشر من مايو 1910، ترعرع في وسط عائلة كريمة عرفت بالصلاح والتقوى، أتم حفظ القرآن الكريم وتلقى دراسته في الأزهر الشريف وحصل على الشهادة العالمية عام 1932، وسعى الشيخ عبد الحليم من أجل إكمال دارسته فسافر إلى باريس على نفقته الخاصة وتمكن من الحصول على درجة الدكتوراه في التصوف الإسلامي من جامعة السوربون عن الحارث المحاسبي عام 1940.
حياته العملية
عقب عودته إلى مصر وحصوله على الدكتوراه عمل كمدرس لعلم النفس بكلية اللغة العربية، ثم كأستاذ للفلسفة بكلية أصول الدين عام 1951 وتدرج في مناصبها العلمية حتى أصبح عميداً للكلية عام 1964، وتم اختياره كعضو في مجمع البحوث الإسلامية، ثم أميناً عاماً له، ووقع الاختيار عليه ليكون وكيلاً للأزهر عام 1970، وتولى وزارة الأوقاف، وصدر قرار بتعينه شيخاً للأزهر في السابع والعشرين من مارس 1973 أثناء فترة رئاسة الرئيس الراحل أنور السادات.
افتتح المؤتمر الإسلامي الأوروبي عام 1973 وأصدر قرارا لوضع دستور إسلامي يوضع تحت طلب أي دولة تريد تطبيق الشريعة الإسلامية، كما رأس وفد علماء الأزهر لزيارة بعض الدول الأفريقية والتعرف علي أحوال المسلمين بها مثل تشاد، توجو، سيراليون، النيجر، وسافر إلى تونس أستاذ زائر لجامعة الزيتونة ثلاث مرات، وأستاذ زائر بجامعات الفلبين وأندونيسيا وباكستان والسودان وماليزيا والكويت والعراق.
كما زار الولايات المتحدة الأمريكية حيث قام بجولات في المراكز الإسلامية بها وحرص علي تشجيع القائمين عليها، وشكل عدة لجان للنهوض بالدعوة الإسلامية مثل لجنة بحوث القرآن الكريم، لجنة السنة النبوية، لجنة المسجد الأقصى، لجنة إحياء التراث الإسلامي.
إنجازات في حياة الشيخ
أطلقت الحياة العلمية والعملية للشيخ عبد الحليم العديد من الإنجازات في كل مرحلة وكل منصب تقلده فعقب توليه أمانة مجمع البحوث الإسلامية شكل جهاز فني وإداري من أكفأ رجال الأزهر، وجهزه بمكتبة علمية ضخمة، كما ضم إليه الخبرات العلمية، وعقد في عهده مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية والذي توالى انعقاده بانتظام بعد ذلك، كما أهتم بتحديث مكتبة الأزهر.
وعندما تولى وزارة الأوقاف قام بضم 1500 مسجد أهلي إلى الأوقاف، وإنشاء ألفي حلقة لتحفيظ القرآن الكريم، وإنشاء ألف فصل دراسي لتقوية طلاب المدارس وإنشاء مكتبة إسلامية في كل مسجد، كما قام بالعناية بالمساجد التاريخية القديمة وتجديدها ومن أبرزها مسجد عمرو بن العاص والذي أصابه الإهمال لفترة من الزمن، كما رد الأوقاف التي أخذها الإصلاح الزراعي وقام بإنشاء هيئة لإدارة هذه الأوقاف والاستفادة من أرباحها لصالح الوزارة.
وسعى خلال توليه لرئاسة الأزهر من اجل إعادته إلى مكانته المرموقة كمنبر علمي متميز في العالم أجمع، وخاض عدد من المعارك في سبيل ذلك فكان الشيخ على الرغم من هدوءه إلا أنه كان قوي لا يدع حق إلا سارع بالدفاع عنه والمحاربة لنصرته، كما اخذ على عاتقه مهمة إنشاء العديد من المعاهد الدينية من أجل إمداد كليات الأزهر بخرجين المعاهد الأزهرية مما يجعلهم مؤهلين أكثر من غيرهم للدراسة بالأزهر.
كما عمل على تكوين لجنة بمجمع البحوث الإسلامية لتقنين الشريعة الإسلامية في صيغة مواد قانونية تسهل استخراج الأحكام الفقهية على غرار القوانين الوضعية، فأتمت اللجنة تقنين القانون المدني كله في كل مذهب من المذاهب الأربعة.
شيخاً للأزهر
تمكن الشيخ عبد الحليم محمود خلال فترة توليه مسئولية مشيخة الأزهر من أن يعيد للأزهر مكانته وهيبته، وذلك بعد صدور قانون الأزهر الذي أصدره رئيس الجمهورية في يوليو 1974، والذي تم من خلاله تنظيم شئون الأزهر وتحديد مسئولياته وأن يكون تابعاً لمسئولية وزير الأوقاف وشئون الأزهر، مما أفقده استقلاله، وتقليص سلطات شيخ الأزهر، هذا بالإضافة للتوسع في التعليم المدني ومعاهده العليا وإلغاء جماعة كبار العلماء.
وقد جاء الشيخ عبد الحليم معارضاً لهذا وسارع بتقديم استقالته احتجاجاً على ذلك وقد أثار هذا القرار ضجة كبيرة في مصر والعالم العربي، ولم يعد إلى منصبه إلا بعد إلغاء الرئيس أنور السادات القرار وصدرت اللائحة التنفيذية التي تخوِّل للأزهر شئونه، والتي جاء فيها " أن شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية والعربية في الأزهر"، وخلال فترة رئاسته للأزهر عمل على التوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية، وأصبح للأزهر مواقف حاسمة في العديد من القضايا.
مواقف حاسمة
واجه الشيخ عبد الحليم العديد من المواقف في حياته والتي نذكر منها عقب عودته من فرنسا وكان ذلك في رئاسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان الشيخ عبد الحليم يرتدي "البدلة" وفي أحد الخطابات التي ألقاها عبد الناصر قام بالتهكم على علماء الأزهر وقال عليهم " إنهم يُفتون الفتوى من أجل ديكٍ يأكلونه"، وكانت الجملة السابقة بمثابة طعنة سددت للأزهر وعلمائه فغضب الشيخ عبد الحليم جداً وشعر بالكثير من الإهانة التي وجهت للأزهر وعلمائه فقام بخلع "البدلة" وارتدى الزي الأزهري، وطالب زملاءه أن يحذو حذوه فاستجابوا له كنوع من التحدي ورفع هذه الإهانة عن الأزهر وعلمائه.
موقف أخر تصدى له الشيخ عبد الحليم وبقوة وكان ذلك عندما صدر قانون الأحوال الشخصية والذي روج له بعض المسئولين بتعديله والذي ينص على تقييد الطلاق ومنع تعدد الزوجات خلافاً للشريعة الإسلامية، ووقف الشيخ بقوة في وجه هذا القانون قائلاً "لا قيود على الطلاق إلا من ضمير المسلم، ولا قيود على التعدد إلا من ضمير المسلم { وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} "آل عمران الآية 101"، وبالفعل تم إلغاء هذا القانون.
كما وقف ضد اقتراح البابا شنودة بطريرك الأقباط في مصر بتأليف كتاب مشترك يجمع ما بين الدين الإسلامي والمسيحي من اجل تدريسه للطلاب في المدارس من منطلق تعميق الوحدة الوطنية، وهو الأمر الذي رفضه الشيخ وأعلن انه سوف يقدم استقالته لو نفذ هذا.
كما كانت له مواقف أخرى من المحاكمات العسكرية ضد جماعات التكفير، وموقف شديد ضد قانون الخمر، حيث ندَّد به في كل مكان، وموقفه أيضًا من الشيوعية والإلحاد، وموقفه العظيم من الوفد البابوي، كما حاول إعادة تشكيل هيئة كبار العلماء من الأكفاء ومِن حِسَان السمعة والعدول.
مؤلفاته
وللشيخ عبد الحليم العديد من المؤلفات والتي تجاوزت الستين مؤلف في التصوف والفلسفة صدر بعضها بالفرنسية، نذكر من مؤلفاته أوروبا والإسلام، التوحيد الخالص، التفكير الفلسفي في الإسلام، القرآن والنبي، المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي، الرسول، يارب، العبادة" أحكام وأسرار" ، محمد رسول الله، الحج إلى بيت الله الحرام، فلسفة أبن طفيل، المنقذ من الضلال، الإسلام والإيمان جزأين، الإسلام والشيوعية، قطبا المغرب، دلائل النبوة، الفقهاء والمحدثون - ثلاث أجزاء، لطائف المنن، التصوف عند ابن سينا، الحارث بن أسد المحاسبي رسالة دكتوراه بالفرنسية الفلسفة اليونانية مترجم عن الفرنسية، وقد ترجمت عدد من كتبه عن العقيدة الإسلامية إلى الإنجليزية.
وفاته
جاءت وفاة الشيخ عبد الحليم محمود في السابع عشر من أكتوبر 1978، بعد حياة حافلة قضاها في خدمة دينه ووطنه، وتم منح اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر. | |
|
| |
غصن البان عضو فضي
الجنس : عدد المساهمات : 250 نقاط : 393 تاريخ الميلاد : 19/09/1970 العمر : 54 المزاج : عادى
| موضوع: رد: شخصيات دينية لها بصمات الإثنين ديسمبر 14, 2009 5:58 am | |
| "الشعراوي" إمام الدعاة
محمد متولي الشعراوي شيخ وإمام وداعية جليل، تميز الشعراوي بعلمه الواسع وأسلوبه في تفسير آيات القرآن الكريم تفسيراً علمياً ولكن في إطار سهل وبسيط تمكن به من الوصول إلى جميع المستويات والثقافات، فتهافت على دروسه جميع الناس بمختلف طبقاتهم وأعمارهم لينهلوا من علمه وتتفتح مداركهم على أمور دينهم.
النشأة
ولد الشيخ الشعراوي في الخامس من إبريل عام 1911م، بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، تمكن من حفظ القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من عمره، وجوده في الخامسة عشر، والتحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية الأزهرية، التحق بالمعهد الثانوي، وكانت للشعراوي العديد من الأنشطة فأصبح رئيساً لاتحاد الطلبة، ورئيساً لجمعية الأدباء بالزقازيق، فقد كان الشعراوي يحفظ الشعر ومهتماً بالأدب.
انتقل الشعراوي إلى القاهرة لكي يلتحق بكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف عام 1937، وانخرط في الحركة الوطنية والأزهرية، فكان رئيساً لاتحاد الطلبة وكانت له العديد من المواقف في هذا الشأن فكان يقوم بإلقاء الخطب الوطنية وشارك في الثورات الوطنية والتي قام بها الطلاب ضد الاحتلال فتم القبض عليه وقضى شهراً في السجن ثم تم الإفراج عنه هو وزملائه بعد أن جاءت حكومة مصطفى النحاس، تخرج الشعراوي عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م.
المجال العملي
بعد التخرج عين الشعراوي بالمعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ومنه إلى المعهد الديني بالإسكندرية، ثم أنتقل للعمل بالمملكة العربية السعودية عام 1950م، ليعمل أستاذاً للشريعة بجامعة أم القرى.
عاد بعد ذلك إلى مصر، فعين وكيلاً لمعهد طنطا عام 1960م، ثم مديراً لأوقاف محافظة الغربية، وفي نفس العام عين مديراً للدعوة في وزارة الأوقاف المصرية، كما تم تعينه مفتشاً للعلوم العربية بالأزهر الشريف عام 1962م، ثم مديراً لمكتب شيخ الأزهر الإمام الشيخ حسن مأمون عام 1964م، ثم مديراً عاماً لشئون الأزهر 1965م.
أنطلق بعد ذلك الشعراوي إلى الجزائر حيث عين رئيساً لبعثة الأزهر إلى الجزائر عام 1966م، كما شغل منصب أستاذاً زائراً بجامعة الملك عبد العزيز 1970م، ثم رئيساً لقسم الدراسات العليا بنفس الجامعة عام 1972م، عاد بعد ذلك إلى مصر فتولى وزارة الأوقاف وشئون الأزهر عام 1976م، وظل في الوزارة حتى أكتوبر 1978م، تفرغ الشعراوي بعد ذلك للدعوة رافضاً جميع المناصب التي عرضت عليه.
وقد شغل عضوية عدد من الهيئات فتم اختياره عضواً بمجلس الشورى 1980م، وعضو بمجمع البحوث بالأزهر في نفس العام، وعضو بمجمع اللغة العربية " مجمع الخالدين" 1987م، وعضو في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
خلال مشواره الزاخر في مجال الدعوة قام الشعراوي بتقديم برنامج أسبوعي للتلفزيون المصري بعنوان "خواطر الشيخ الشعراوي" والذي كان يقوم فيه بتفسير آيات القرآن الكريم ويعرض شرح لها، هذه الحلقات التي تم تسجيلها ويعاد عرضها على عدد من المحطات العربية.
كما بذل الشعراوي مجهود كبير في مجال الدعوة فسافر للعديد من الدول مثل أمريكا واليابان وتركيا وعدد من الدول الأوربية والعديد من الدول الإسلامية، وذلك من اجل نشر الثقافة الإسلامية والتعريف بها، فقام بإلقاء المحاضرات لتصحيح المعتقدات الخاطئة عند الغرب عن الإسلام.
التكريم
حصل الشيخ الشعراوي على عدد من الأوسمة كنوع من التكريم له، فتم منحه وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1976م وذلك بمناسبة بلوغه سن التقاعد والتفرغ للدعوة الإسلامية، جائزة الملك فيصل 1978م، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية 1988م، وحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية، واختير شخصية العام الإسلامية للعام 1418هـ - 1997م ومنح جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، كما حصل على وسام الشيخ زايد من الدرجة الأولى.
مؤلفاته
قدم الشيخ الشعراوي للأمة الإسلامية العديد من الكتب القيمة نذكر منها: تفسير الشعراوي حيث قام بتفسير آيات القرآن الكريم حتى الجزء السابع والعشرين، وتوفى قبل أن يكمل أخر ثلاثة أجزاء، هذا بالإضافة للعديد من الكتب مثل معجزة القرآن، السيرة النبوية، قصص الأنبياء والمرسلين، الفتاوي الكبرى، قصص الأنبياء دروس وعبر، الشفاعة والمقام المحمود، أهوال يوم القيامة، الهجرة النبوية، الحياة البرزخية وعذاب القبر، علامات القيامة الصغرى والكبرى، الجنة وعد الصدق، العقيدة في الله، مائة سؤال وجواب في الفقه الإسلامي، القضاء والقدر، الإسراء والمعراج، عقيدة المسلم، من وصايا الرسول " صلى الله عليه وسلم"، الإسلام والفكر المعاصر، الإسلام والمرآة عقيدة ومنهج، من فيض القرآن الكريم، الصلاة وأركان الإسلام، الطريق إلى الله، وغيرها من الكتب والمؤلفات الأخرى.
الوفاة
جاءت وفاة الشعراوي يوم 16 يونيو 1998م، رحم الله داعية و شيخ جليل بذل الكثير من الجهد لخدمة الدعوة الإسلامية، واجتهد في تفسير آيات القرآن الكريم و تبسيطها لتقريبها من الناس عامة جزاه الله عنا الكثير من الخير.
| |
|
| |
غصن البان عضو فضي
الجنس : عدد المساهمات : 250 نقاط : 393 تاريخ الميلاد : 19/09/1970 العمر : 54 المزاج : عادى
| موضوع: رد: شخصيات دينية لها بصمات الإثنين ديسمبر 14, 2009 5:59 am | |
| شيخ الإسلام ابن تيمية
الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام وأحد الأئمة الأفاضل الذين لم يدخروا وسعاً من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، فقام بنشر العلم والتعريف بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فعمل على التبحر في آيات القرآن الكريم وتفسيرها وتوضيح معانيها، بالإضافة لإلمامه بالمسائل الفقهية وجهوده في نشر العلم والدعوة للإسلام، فكان ابن تيمية مجاهداً في جميع المجالات سواء في الدفاع عن وطنه أو الدفاع عن الإسلام ونصرته.
كرس جزء كبير من وقته عكف فيه على تأليف الكتب والتي تناول فيها العديد من الأمور الإسلامية من مسائل شرعية وفقهية فصدر له العديد من الكتب والتي تتضمن كتب الفتاوي والتي يجيب فيها على الكثير من التساؤلات الدينية والدنيوية والتي يسير في إجابته فيها على قواعد الكتاب والسنة وذلك في ضوء المذهب الحنبلي.
النشأة
اسمه كاملاً تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، ولد في حران بدمشق في 10 ربيع الأول عام 661هـ - 12 يناير 1263م، بعد سقوط بغداد في يد التتار قام والده بالرحيل من بغداد إلي دمشق حيث ولد أبن تيمية وكانت دمشق حينذاك تذخر بالعلماء والشيوخ الكبار حيث ترعرع أبن تيمية في هذه البيئة العلمية ونهل منها علومه المختلفة فقام بدراسة الحديث والفقه والخط والحساب والتفسير كل هذا ولم يكن قد تعدى العشر سنوات، فلقد كان يتمتع بموهبة رائعة في الاستذكار وذاكرة قوية سريع الحفظ شديد الذكاء، هذا بالإضافة لنشأته في رعاية والده الذي كان من كبار الفقهاء في الفقه الحنبلي.
على الرغم من سنه الصغير إلا أن ابن تيمية كان يفضل الاتجاه إلى مجالس العلم والعلماء على أن يقضي وقته في اللهو كغيره من الأطفال، هذا الأمر الذي وسع مداركه وأضاف المزيد من الخبرات والعلوم إليه مما أهله بعد ذلك إلى القيام بالتأليف والإفتاء وهو في السابعة عشر من عمره، كما قام أيضاً بتولي مهمة التدريس بعد وفاة والده.
جهاده في سبيل الإسلام والوطن
عرف عن الإمام أبن تيمية جرأته في إظهار رأيه ودفاعه الشديد عن السنة، وإخلاصه من أجل الدفاع عن الإسلام وعن الوطن فلقد خرج للجهاد شاهراً سيفه مدافعاً عن بلاده ضد الهجمات التتارية، ولم يكتفي بالسلاح والسيف فقط من أجل المواجهة والزود عن الوطن بل ذهب على رأس وفد من العلماء والشيوخ لمقابلة ملك التتار والتفاوض من أجل وقف الزحف التتاري على دمشق وتحرير الأسرى وقد كان.
اشتهر ابن تيمية بقوة علمه وغزارته بالإضافة لفصاحته مما حبب الناس فيه وجعلهم يلتفون حوله، ولم يتهاون في تقديم العلم لمن أراده قط فكان يقوم بالتدريس في المساجد، ويرشد الناس إلى أمور دينهم ويوضح ما استعصى على العامة فهمه، ويوضح حدود الله ويدافع عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
تعرضه للسجن
عاصر ابن تيمية فترة حكم عدد من الحكام منهم ركن الدين بيبرس سلطان مصر والشام والناصر محمد بن قلاوون، ونظراً لمكانة ابن تيمية العلمية وعلمه الغزير وجد له عدد من الحاقدين والمنافسين الذين لم يسعدهم تفوقه ونبوغه فسعوا من أجل إفساد علاقة السلطان ركن الدين بيبرس به وتمكنوا من هذا بالفعل حيث أوقعوا بين السلطان وابن تيمية وجيء بابن تيمية إلى مصر حيث تمت محاكمته وحكم عليه بالحبس لمدة سنة ونصف بالقلعة، وبعدها نفي إلى الشام ورجع إلى مصر مرة أخرى ليحبس فيها ومنها إلى الإسكندرية حبيساً أيضاً واستمر سجنه لمدة من الزمن حتى جاء السلطان محمد بن قلاوون إلى الحكم، حيث ظهر الحق وتم تبرئة ابن تيمية وإخلاء ساحته من التهم الموجهة له وتم فك حبسه ولم يكتفِ السلطان قلاوون بهذا بل لقد أعطى ابن تيمية الحق في معاقبة خصومه وهذا ما ترفع عنه ابن تيمية.
عاد ابن تيمية مرة أخري إلى دروسه العلمية وتفسير القرآن الكريم فأخذ بنشر العلم ودعوة الناس لله تعالي وسنة نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، ومن القاهرة انطلق ابن تيمية مرة أخرى عائداً إلى دمشق حيث عرف طريق السجن مرة أخرى عندما قام بالإفتاء في أحد المسائل والتي لم تنل رضا السلطان الذي طلب منه تغيير رأيه فيها وهذا ما رفضه ابن تيمية فتم القبض عليه ليدخل السجن مرة أخرى ولكن هذه المرة في دمشق حيث قضى به ستة أشهر وما أن خرج منه حتى ما لبث أن عاد إليه مرة أخرى بسبب الفتوى التي قام بإصدارها في "عدم وجوب شد الرحال إلى قبور الأنبياء" وهو الأمر الذي أخذه عليه خصومه وظلوا وراءه حتى تم حبسه مرة أخرى، وعكف على التأليف هذا على الرغم من محاولتهم المستمرة من منعه من التأليف أيضاً ولكن تمكن من إكمال عدد من المؤلفات.
من مؤلفاته
قدم العديد من المؤلفات الهامة والتي يعد من أهمها "منهاج السنة " وغيره العديد من الكتب والتي نذكر منها:
درء تعارض العقل والنقل، المنهج القويم في اختصار الصراط المستقيم، الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، الصارم المسلول على شاتم الرسول، الفتاوى الكبرى- مجموع الفتاوى، السياسة الشرعية في صلاح الراعي والرعية، نقض المنطق، حقوق آل البيت ، البيان المبين في أخبار الجن والشياطين، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، القواعد النورانية الفقهية.
مدرسون وطلاب
قام ابن تيمية بأخذ العلم على يد العديد من الشيوخ والعلماء الأفاضل والذي يأتي في مقدمتهم والده وهو أحد الفقهاء الأجلاء وغيره من العلماء اللذين نذكر منهم المحدث أبو العباس أحمد بن عبد الدائم، ابن أبي اليسر، الشيخ شمس الدين عبد الرحمن المقدسي الحنبلي، ابن الظاهري الحافظ أبو العباس الحلبي الحنفي.
لم يكتف ابن تيمية بتلقي العلم فقط ولكن عمل على تعليمه أيضاً فدرس على يديه العديد من الطلاب واللذين أصبحوا علماء عظام منهم ابن قيم الجوزية، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي، أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي، أبو عبد الله محمد بن عثمان الذهبي، علم الدين القاسم بن محمد البرزالي وغيرهم الكثير.
وفاته
توفى ابن تيمية في عام 728هـ تاركاً العديد من المؤلفات الضخمة والتي أثرت المكتبة الإسلامية وقد تجاوزت مؤلفاته الثلاثمائة مجلد معظمها في الفقه والتفسير.
| |
|
| |
غصن البان عضو فضي
الجنس : عدد المساهمات : 250 نقاط : 393 تاريخ الميلاد : 19/09/1970 العمر : 54 المزاج : عادى
| موضوع: رد: شخصيات دينية لها بصمات الإثنين ديسمبر 14, 2009 6:00 am | |
| محمود شلتوت أحد رواد الإصلاح بالأزهر الشريف
الشيخ محمود شلتوت
شيخ فاضل وأحد علماء المسلمين البارزين وله إسهامات جليلة في خدمة الإسلام والوطن، بالإضافة لجهوده الإصلاحية والتجديدية في الأزهر الشريف، عمل كشيخ للجامع الأزهر في الفترة من 1958 – 1963 وترعرع في ظل فكر مدرسة الإحياء والتجديد في العلوم الإسلامية والشريعة، ونال التكريم والتقدير من قبل العديد من العلماء والرؤساء، وله العديد من المؤلفات والدراسات القيمة التي أثرى بها المكتبة الإسلامية.
البداية
ولد الشيخ محمود شلتوت في الثالث والعشرين من إبريل 1893، بقرية منية بني منصور مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية، انعم الله عليه بحفظ القرآن الكريم صغيراً، وتلقى تعليمه بمعهد الإسكندرية الديني، ثم التحق بالكليات الأزهرية، وحصل على شهادة العالمية من الأزهر عام 1918م.
التاريخ العملي
عقب تخرجه عين شلتوت مدرساً بمعهد الإسكندرية عام 1919، وفي نفس العام كان أحد المشاركين بثورة 1919، وعقب تعيين الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخاً للأزهر، قام بنقل الشيخ شلتوت أستاذاً للفقه الإسلامي بالدراسات العليا.
جاءت استقالة الإمام المراغي عن مشيخة الأزهر في العاشر من أكتوبر 1929 وذلك بعد أن وجد عدم استجابة من الحكومة لمشروعاته الإصلاحية في الأزهر من فتح باب الاجتهاد وإدخال العلوم الحديثة، وتولى المنصب بدلاً منه الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، فخرج علماء الأزهر منددين ومعارضين ومطالبين بعودة المراغي، وجاء رد الحكومة بفصل 72 من شيوخ وعلماء الأزهر وكان منهم الشيخ محمود شلتوت أحد مناصرين حركة إصلاح الأزهر، وذلك عام 1931م.
وعقب فصله من منصبه عمل الشيخ شلتوت بالمحاماة وظل مستمراً في نقده لسياسات الأزهر داعياً إلى الإصلاح، ثم عاد للأزهر مرة أخرى عام 1935 مدرساً بكلية الشريعة بعد أربع سنوات من صدور قرار الفصل، وذلك بعد أن رضخ الملك فؤاد أمام إصرار علماء الأزهر وطلابه بعودة الإمام المراغي والاستمرار في مشروع إصلاح الأزهر، وبالفعل عاد الإمام المراغي إلى مشيخة الأزهر وعاد معه جميع العلماء المفصولين ومنهم الشيخ شلتوت.
في عام 1946م تم تعينه عضواً في مجمع اللغة العربية، ثم انتدب من قبل الحكومة لتدريس فقه القرآن والسنة لطلبة دبلوم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق عام 1950م، وعين مراقباً عاماً للبعوث الإسلامية فوثق الصلات بالعالم الإسلامي، وعين في لجنة الفتوى بالأزهر، وفي عام 1957م تم اختياره سكرتيراً عاماً للمؤتمر الإسلامي ثم عين وكيلاً للأزهر، ورئيساً للجنة العادات والتقاليد في وزارة الشئون الإجتماعية، وفي عام 1958م صدر قرار بتعيينه شيخاً للأزهر.
مشاركاته العلمية والعملية
كتاب الفتاوي
تم اختيار الشيخ شلتوت عضواً ضمن الوفد الذي حضر مؤتمر لاهاي للقانون الدولي المقارن عام 1937، وألقى بحثاً تحت عنوان المسئولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية، وقد لاقى هذا البحث الكثير من الاستحسان من قبل أعضاء المؤتمر اللذين أقروا صلاحية الشريعة الإسلامية للتطور واعتبروها مصدراً من مصادر التشريع الحديث وإنها أصيلة وليست مقتبسة من غيرها من الشرائع الوضعية ولا متأثرة بها، وبهذا البحث نال شلتوت عضوية جماعة هيئة كبار العلماء عام 1941.
جهوده
سعى الشيخ شلتوت رحمه الله جاهداً من أجل التقريب بين المذاهب الإسلامية، فكان أحد مؤسسي " دار التقريب بين المذاهب الإسلامية" في القاهرة، وعمل على توحيد كلمة المسلمين ولم شملهم والقضاء على الخلافات بين المذاهب بإدخال دراسة المذاهب في الأزهر.
وفي الأزهر ومن موقعه كشيخ له حرص الشيخ شلتوت على إجراء المشاريع الإصلاحية والتجديدية، وفي عام 1961 أصدر قانون إصلاح الأزهر، وأدخل إليه العلوم الحديثة وأنشئت به عدة كليات، وجعل الأزهر بكلياته المدنية والشرعية مصدراً لتلبية احتياجات المسلمين من علوم الدنيا والدين.
كما جاءت خطوة أخرى هامة أعقبت قانون الإصلاح وهي دخول الفتيات لأول مرة إلى الأزهر، وكان الشيخ شلتوت صاحب رأي مستنير فنادى بتكوين مكتب علمي للرد على مفتريات أعداء الإسلام وتنقية كتب الدين من البدع والضلالات، وكانت هذه هي البداية لإنشاء مجمع البحوث الإسلامية.
كما يرجع له الفضل في إنشاء "معهد البعوث الإسلامية" وهو الذي يؤهل الطلاب غير العرب للدراسة باللغة العربية، كما تم تدريس اللغات الأجنبية بالأزهر.
وفي إطار جهوده العلمية والإسلامية زار الشيخ شلتوت الكثير من بلدان العالم الإسلامي، وقد لاقى الكثير من الترحيب والتقدير من رؤساء وزعماء العديد من الدول، مثل الرئيس الفلبيني الذي وضع طائرته الخاصة وياوره تحت تصرف الشيخ شلتوت طوال مدة رحلته في الفلبين، بالإضافة لزيارة عدد من رؤساء الدول له في فترة مرضه مثل الرئيس الجزائري أحمد بن بيلا، والعراقي عبد السلام عارف.
إرثه الفكري والعلمي
وللشيخ شلتوت العديد من الرسائل والأبحاث الهامة نذكر منها: رسالة في المسئوليات المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية، وبحث عن تعدد الزوجات في الإسلام والذي ترجم إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
كما قدم العديد من المؤلفات الهامة منها فقه القرآن والسنة، مقارنة المذاهب، منهج القرآن في بناء المجتمع، القرآن والقتال، القرآن والمرأة، تنظيم العلاقات الدولية في الإسلام، رسالة الأزهر، الإسلام عقيدة وشريعة، من توجيهات الإسلام، ويسألونك "مجموعة فتاوي"، وقد قامت جامعة كولجيت بأمريكا بترجمة مؤلفاته إلى الإنجليزية والفرنسية، وكان الشيخ شلتوت هو أول من ألقى حديثا دينياً في صبيحة افتتاح إذاعة القاهرة.
التكريم
نظراً لجهوده في خدمة الإسلام والعلم استحق هذا الشيخ الجليل التكريم فحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة " ميدان " بأندونيسيا، والدكتوراه الفخرية من أكاديمية شيلي عام 1959، والدكتوراه الفخرية من معهد الدولة الإسلامي بجاكرتا عام 1961، والرئيس الفخري للجامعة الإسلامية بالفلبين عام 1961.
كما حصل على قلادة رمزية من رئيس الكاميرون عام 1962 تقديراً لأبحاثه العلمية، والأستاذية الفخرية من حكومة الكاميرون عام 1963 تقديرا لدوره في خدمة الإسلام والمسلمين.
الوفاة
جاءت وفاة الشيخ شلتوت في مصر في الثاني عشر من ديسمبر عام 1963م، إثر نوبة قلبية، رحمه الله وجزاه خيراً عن المسلمين اللذين انتفعوا بعلمه.
| |
|
| |
غصن البان عضو فضي
الجنس : عدد المساهمات : 250 نقاط : 393 تاريخ الميلاد : 19/09/1970 العمر : 54 المزاج : عادى
| موضوع: رد: شخصيات دينية لها بصمات الإثنين ديسمبر 14, 2009 6:01 am | |
| الحسن البصري
التابعى الجليل
وصف بأنه من كان من سادات التابعين وكبرائهم، وجمع كل فن من علم وزهد وورع وعبادة ومن القلائل الذين أجرى الله الحكمة على ألسنتهم فكان كلامه حكمة وبلاغة إنه التابعي الجليل الحسن البصري.
نسبه ونشأته
هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، ولد الحسن في أواخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة، وأبوه مولى زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه وأمه خيرة مولاة أم سلمة زوج النبي وكانت أمه ربما غابت في حاجة فيبكي فتعطيه أم سلمة رضي الله عنها ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمه فدر عليه ثديها فشربه فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك.
ونشأ الحسن بوادي القرى وكان من أجمل أهل البصرة حتى سقط عن دابته فحدث بأنفه ما حدث.
وحكى الأصمعي عن أبيه قال ما رأيت أعرض زندا من الحسن كان عرضه شبرا. وقال أبو عمرو بن العلاء ما رأيت أفصح من الحسن البصري ومن الحجاج ابن يوسف الثقفي فقيل له فأيهما كان أفصح قال الحسن.
مواقف من حياته
كان الحسن يقص (يحكى القصص) في الحج فمر به علي بن الحسين فقال له يا شيخ أترضى نفسك للموت قال لا قال فلله في أرضه معاد غير هذا البيت قال لا قال فثم دار للعمل غير هذه الدار قال لا قال فعملك للحساب قال لا قال فلم تشغل الناس عن طواف البيت قال: فما قص الحسن بعدها.
***
وقيل إن رجلا أتى الحسن فقال يا أبا سعيد إني حلفت بالطلاق أن الحجاج في النار فما تقول أقيم مع امرأتي أم أعتزلها فقال له قد كان الحجاج فاجرا فاسقا وما أدري ما أقول لك إن رحمة الله وسعت كل شيء وإن الرجل أتى محمد بن سيرين فأخبره بما حلف فرد عليه شبيها بما قاله الحسن وإنه أتى عمرو بن عبيد فقال له أقم مع زوجتك فإن الله تعالى إن غفر للحجاج لم يضرك الزنا ذكر ذلك.
***
وكان في جنازة وفيها نوائح ومعه رجل فهم الرجل بالرجوع فقال له الحسن يا أخي إن كنت كلما رأيت قبيحا تركت له حسنا أسرع ذلك في دينك
****
وقيل له ألا ترى كثرة الوباء فقال أنفق ممسك وأقلع مذنب واتعظ جاحد.
****
ونظر إلى جنازة قد ازدحم الناس عليها فقال ما لكم تزدحمون ها تلك هي ساريته في المسجد اقعدوا تحتها حتى تكونوا مثله.
***
وحدث الحسن بحديث فقال له رجل يا أبا سعيد عن من فقال وما تصنع بعن من أما أنت فقد نالتك موعظته وقامت عليك حجته.
***
وقال لفرقد بن يعقوب بلغني أنك لا تأكل الفالوذج فقال يا أبا سعيد أخاف ألا أؤدي شكره قال الحسن يا لكع هل تقدر تؤدي شكر الماء البارد الذي تشربه.
***
وقيل للحسن إن فلانا اغتابك فبعث إليه طبق حلوى وقال بلغني أنك أهديت إلي حسناتك فكافأتك بهذا
***
ولما ولي عمر بن هبيرة الفزاري العراق وأضيفت إليه خراسان وذلك في أيام يزيد بن عبد الملك استدعى الحسن البصري ومحمد بن سيرين والشعبي وذلك في سنة ثلاث ومائة فقال لهم إن يزيد خليفة الله استخلفه على عباده وأخذ عليهم الميثاق بطاعته وأخذ عهدنا بالسمع والطاعة وقد ولاني ما ترون فيكتب إلي بالأمر من أمره فأنفذ ذلك الأمر فما ترون؟! فقال ابن سيرين والشعبي قولا فيه تقية فقال ابن هبيرة ما تقول يا حسن فقال يا ابن هبيرة خف الله في يزيد ولا تخف يزيد في الله إن الله يمنعك من يزيد وإن يزيد لا يمنعك من الله وأوشك أن يبعث إليك ملكا فيزيلك عن سريرك، ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ثم لا ينجيك إلا عملك يا ابن هبيرة إن تعص الله فإنما جعل الله هذا السلطان ناصرا لدين الله وعباده فلا تركبن دين الله وعباده بسلطان الله فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فأجازهم ابن هبيرة وأضعف جائزة الحسن فقال الشعبي لابن سيرين سفسفنا له فسفسف لنا.
من كلماته ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت.
ورأى الحسن يوما رجلا وسيما حسن الهيئة فسأل عنه فقيل إنه يسخر للملوك ويحبونه فقال لله أبوه ما رأيت أحدا طلب الدنيا بما يشبهها إلا هذا.
وفاته وتوفي بالبصرة مستهل رجب سنة عشر ومائة رضي الله عنه وكانت جنازته مشهودة قال حميد الطويل توفي الحسن عشية الخميس وأصبحنا يوم الجمعة ففرغنا من أمره وحملناه بعد صلاة الجمعة ودفناه فتبع الناس كلهم جنازته واشتغلوا به فلم تقم صلاة العصر بالجامع ولا أعلم أنها تركت منذ كان الإسلام إلا يومئذ لأنهم تبعوا كلهم الجنازة حتى لم يبق بالمسجد من يصلي العصر وأغمي على الحسن عند موته ثم أفاق فقال لقد نبهتموني من جنات وعيون ومقام كريم.
وقال رجل قبل موت الحسن لابن سيرين رأيت كأن طائرا أخذ أحسن حصاة بالمسجد فقال إن صدقت رؤياك مات الحسن فلم يكن إلا قليلا حتى مات الحسن.
ولم يشهد ابن سيرين جنازته لشيء كان بينهما ثم توفي بعده بمائة يوم. | |
|
| |
ابنة اللجين مدير المنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 3816 نقاط : 4985 تاريخ الميلاد : 09/03/1944 العمر : 80
| موضوع: رد: شخصيات دينية لها بصمات الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 8:09 pm | |
| بارك الله فيك عزيزتي ع المعلومات
عن شخصيات دينية بصماتها الواضحة في تاريخنا ..
احييك على هذه السيرة الجميلة التي قدمتيها لنا ، علنا نستفيد | |
|
| |
| شخصيات دينية لها بصمات | |
|