ما الذى يجعل الحاكم العربى يتأله ويظن أن كرسى الحكم الذى صعد إليه هو ملك له ولأولاده من بعده يعض عليه بنواجذه، ويبيع شعبه ويقتله من أجل هذا الكرسى؟!
ما الذى يجعلهم ينسون معاناة شعوبهم والظلم الواقع عليهم قبل توليهم، فيقسمون على خدمة الوطن وحماية أراضيه ثم يحنثون بقسمهم ويهدرون ثروات بلادهم ويسومون شعوبهم سوء العذاب؟!
ما الذى يُنسى الحاكم أول خطاب له فى الحكم، ويبدو فيه أنه زاهد فى المنصب، وأن الكفن ليس له جيوب، ويكون آخر خطاب هو التنحى مجبراً بفعل ثورة الشعب؟!
مبارك فعلها وقال إنه لن يترشح لأكثر من دورتين، ولكنه ظل على مقعد الحكم حتى قبل شهور أخيره من انتهاء ولايته الخامسة حتى خرج الشعب للمطالبة برحيله.
ما الذى يجعل الحاكم يبدأ حكمه بالإفراج عن المعتقلين الذين أسرهم الحاكم الديكتاتور الذى سبقه، ويُنهى حكمه الديكتاتورى وسجونه بها آلاف من معتقلين آخرين قام زبانيته بسجنهم وتعذيبهم وقتل بعضهم؟!
ما نظرة أمثال هؤلاء الحكام للموت وخاصة عندما نقرأ أن أسرة مبارك تمتلك مقبرة تكلفت الملايين، وبها تكييف مركزى وثلاجة وتليفون دولى وحراسات متناوبة؟!، هل يظنون أنهم مخلدون وسيديرون الحكم حتى من قصور القبور؟!
وتبقى إرادة الشعب وتمسكه بحريته ودفاعه عنها بكل ما يملك لتكون ضمانة، للحفاظ على مكتسبات ثورته الشعبية.. وحتى لا يفعلها أى رئيس قادم!