إن الخلفية الثقافية و الفكرية للإنسان هي التي تحدد سلوكه ومنهجه و رؤيته للحياة وتفسيره لما يجري على الساحة فإذا كان هذا الفكر مرتكزا على عقيدة صحيحة سليمة و راسخة فسوف يكون تفسيره لما يجري على الساحة سليما و سوف يوصله فكره لحلول موفقة و صحيحة
و لا بد لأي قائد من منهج يسير عليه و من مستشار يثق بآرائه و اقتراحاته
فإذا كان المستشار فكره سليم فسوف تكون الآراء التي يبديها للقائد صحيحة و موفقة وبالتالي سوف تكون قرارات القائد صائبة و تعطي نتائج ايجابية تعود على الوطن و الأمة بالخير و النتائج هي الدليل على صحة المنهج و صحة القرار و صحة الرأي
و بسب حالة التخلف التي كانت تمر به امتنا في بداية القرن الماضي فقد ذهب أشخاص من أبناء جلدتنا ممن ثقافتهم الإسلامية ضحلة و العقيدة الإسلامية لم تتغلغل إلى أعماقهم للدراسة في الغرب المتطور فانبهروا بحضارته و ذابوا في ثقافته فعادوا إلى بلدانهم و هم يحملون معهم الشهادات العالية و ثقافة الغرب التي تختلف عن ثقافتنا و هؤلاء هم من استلم المناصب القيادية في بلدانهم و خاصة فيما يخص الإعلام و التربية والبعض من هؤلاء أصبحوا مستشارين لقادة الدول ذاك الوقت و بالتالي أصبحوا لاعبين أساسيين في صناعة القرار للدول
وهنا أود أن اخص بالذكر الصحفي العجوز الذي يظهر على إحدى القنوات الفضائية المعروفة بشكل دوري و الذي كان له دورا محورياً في صناعة القرار لقائد عربي عسكري ثوري معروف رحل إلى ما قدم و الذي أصبح رمزا في فترة من الفترات و كان له تأثيرا سلبياً على معظم الدول العربية وقاد امتنا إلى الهاوية و هي اليوم تحصد نتائج سلوكه الخاطئ
والغريب أن البعض لا يزال يصر على هذا السلوك الثوري الخاطئ رغم افتضاح أمره و واتضاح صورته المؤلمة وتذوق مرارة ثماره
و الأغرب منه أن البعض لا يزال يثق بالمعلومات التي ينقلها و الأفكار التي يبثها و التهم التي يزيلها و الشكوك التي يثيرها هذا الصحفي العجوز الذي كان وراء الكثير من مآسينا و الثمار المرة التي نقطفها اليوم !!!!!