أعلنت الحكومة الفرنسية أمس الأربعاء 21-04-2010 أنها ستقدم في مايو مشروع قانون لحظر النقاب في كل الأماكن العامة في سائر أنحاء البلاد، بما فيها الشوارع، بالرغم من تحفظات أعلى هيئة قضائية إدارية في البلاد. ويرمي مشروع القانون إلى حظر عام لا يقتصر على المباني والمرافق العامة.
وأوضح الناطق باسم الحكومة لوك شاتيل أمام الصحافيين في ختام اجتماع مجلس الوزراء الأربعاء إن النص سيقدم "خلال شهر مايو القادم" لأن "الحكومة تريد الإسراع" في المسألة.
وقال شاتيل إن ساركوزي حدد مبدأين يقومان على اعتبار "أن منع النقاب يجب أن يكون شاملا في جميع الأماكن العامة، لأن كرامة المرأة لا تتجزأ، ويجب بذل كل جهد ممكن لئلا يشعر أي شخص بأنه مستهدف بسبب إيمانه وممارسة شعائره الدينية". والنقاب في صلب نقاش مستمر منذ أشهر في فرنسا حيث يندد قسم من المعارضة اليسارية بالموقف الملتبس من مكانة الإسلام في المجتمع، محذرة من مخاطر الإساءة إلى عموم مسلمي فرنسا وعددهم خمسة إلى ستة ملايين.
وكان مجلس الدولة، الهيئة القضائية الإدارية العليا الفرنسية، حذر في نهاية مارس بعد تلقيه التماسا من رئيس الوزراء، من انه في حال إقرار حظر تام للنقاب، فقد يتعرض هذا القرار للنقض، موضحا انه "لن يكون له أي أساس قانوني جازم". ويمكن أن يواجه القانون بعد التصويت عليه عقبات على مستوى المجلس الدستوري المكلف مراقبة دستورية القوانين. وصرح رئيس الوزراء فرنسوا فيون ان الحكومة مستعدة "للمخاطرة قضائيا" لان "الرهان يستحق المخاطرة".
وقال شاتيل إن الهدف هو "منع اتساع هذه الظاهرة. أننا نسن قوانين للمستقبل. فارتداء النقاب يمثل دليلا على انطواء مجموعة على نفسها ورفض قيمنا" مشيرا إلى أن حوالي ألفي امرأة يرتدين النقاب في فرنسا. وأوصت لجنة برلمانية في 26 يناير بأن تعلن فرنسا رسميا معارضتها لارتداء النقاب والبرقع في قرار لا يكون له مفعول إلزامي، وان تتخذ تدابير لمنعه في الإدارات والمستشفيات ووسائل النقل العام سواء. ودعا فرنسوا فيون عندها إلى تقديم مشروع قانون ينص على "حظر النقاب بأوسع درجة واكبر فعالية ممكنة".
وأعلن ساركوزي مرارا أن الحجاب والنقاب "غير مرحب بهما في فرنسا" معتبرا أنهما "مخالفان للقيم" الفرنسية. واعتبر كزافييه بيرتران رئيس الحزب الحاكم (الاتحاد من اجل حركة شعبية) أن الحكومة "أخذت الخيار الأفضل". غير أن الموفق الإداري للجمهورية جان بول دولوفوي قال "أحب القانون، ولا أحب الحظر العام".
ولا يقتصر النقاش حول منع النقاب على فرنسا بل يشمل أيضا دولا أوروبية أخرى منها هولندا وبلجيكا التي قد تصبح أول بلد أوروبي يحظر النقاب في الفضاء العام بشكل تام. وصوتت لجنة من النواب البلجيكيين في نهاية مارس على اقتراح بهذا الصدد ومن المحتمل إقراره في جلسة موسعة لمجلس النواب الخميس.
إسبانيا.. حجاب فطرد
وفي السياق ذاته، طردت إدارة المؤسسة التعليمية " كاميلو خوصي سيلا"، في بلدة بوثويلو، بضواحي العاصمة الإسبانية مدريد، الطالبة الإسبانية من أصل مغرب، نجوى ملهى (16 سنة)، بسبب ارتدائها الحجاب داخل الفصل. ومنعت إدارة المدرسة نجوى من دخول قاعة الدرس، إلا أنها سمحت لها بقضاء ست ساعات اليوم الدراسي في قاعة الاستقبال، فقط، في حالة خلوها من الزائرين.
وكانت نجوى قررت، منذ شهرين، ارتداء الحجاب، إلا أن إدارة المدرسة اعتبرت أن ذلك يشكل "انتهاكا لقواعد النظام الداخلي"، حسب تصريحات المسؤولين عن المؤسسة التعليمية ليومية "الباييس" الإسبانية.
ووفقا لموقع كانتبريا كونفيدينسيال الإسبانى، فأنه منذ قررت الطالبة نجوى ارتداء الحجاب الإسلامي منذ ما يرقب شهرين، قام أربعة من مدرسيها بتحذيرها عدة مرات بأن آخر فرصة لها يوم 8 أبريل لخلع هذا الحجاب، حيث إنهم يرون "أن ارتداء الحجاب يشكل انتهاكا لقواعد النظام الداخلي وأن لائحة هذه المدرسة تحظر ارتداء الحجاب أو أي غطاء للرأس".
وأوضحت الطالبة إن مدير المدرسة لم يسمح لها بدخول قاعة الطلبة التي كانت فيها، ولكن سمحت لها بقضاء ست ساعات في قاعة الضيوف الزائرين، مشيرة إلى أن بعض زملائها يقومون بمساعدتها، حيث يأتون إليها بالدروس والواجبات التي يدرسونها داخل الفصل الدراسي، وأضافت "لا أحد يستطيع منعي من متابعة دراستي لسبب ديني وخاصة أنى أريد أن أصبح معلمة رياضيات".
وزعمت الإدارة أن ارتداء نجوى للحجاب يخالف "قواعد التعايش داخل المؤسسة التعليمية"، لأن المادة 32 من القانون الداخلي "تمنع ارتداء أي زي يمكن أن يستفز الآخرين، كما يمنع وضع منديل فوق الرأس".
وليست هذه هي المرة الأولى التي تمنع فيها فتاة بأسبانيا من ارتداء الحجاب، ففى 2002 حدث ذلك مع طالبة أيضا تدعى فاطمة الإدريسى في مدريد وفى عام 2007 كان مع شيماء سعيدانى في جيرونا وحالات مماثلة في مدينتي سبتة ومليلة.
وبالرغم من قرار المعهد حرمانها من حضور الدروس إلا أن نجوى مصممة على مواصلة الدراسة إذ أنها تراجع في بيتها كل المقررات والدروس التي يمدها بها زملاؤها بعد خروجهم من الفصل، كما ذكر والدها في تصريحات صحفية.
وأوضح والد الفتاة، السيد محمد الملهى الزايدي، أن إدارة معهد كاميلو خوسي ثيلا قررت، وفي خطوة تعد سابقة من نوعها في إسبانيا، عزل ابنته عن باقي زملائها في الفصل ووضعها في فصل انفرادي بينما يتابع زملاؤها الدراسة في فصل آخر.