القدس المحتلة: دعا مجلس الأمن الدولي إلى ضبط النفس اثر مواجهات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين الجمعة في باحة المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة للقدس أصيب فيها العشرات واعتبرتها السلطة الفلسطينية تصعيدا خطيرا يهدد الجهود الرامية لاستئناف مفاوضات السلام.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن رئيس مجلس الأمن لشهر مارس/ آذار مندوب الجابون ايمانويل ايسوزو نجونديت قوله إن أعضاء مجلس الأمن اعربوا عن قلقهم إزاء الوضع المتوتر حاليا في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
وأضاف نجونديت: "ان أعضاء المجلس حثوا الطرفين على اظهار الاعتدال وتفادي اعمال الاستفزاز. واكدوا ان الحوار السلمي هو الوسيلة الوحيدة للمضي قدما كما اعربوا عن الامل في استئناف سريع للمفاوضات".
وكان المراقب الدائم لفلسطين في الامم المتحدة رياض منصور طلب من مجلس الأمن المساعدة في انهاء الصدامات في القدس متهما إسرائيل بالسعي إلى تخريب مباحثات سلام محتملة.
في غضون ذلك ، نفى مسؤول امريكي ان تكون بلاده وافقت على البيان الصحفي الذي اصدره مجلس الامن بشأن القتال بين القوات الاسرائيلية والفلسطينيين في القدس والضفة الغربية يوم الجمعة .
وقال المسئول الأمريكي انه اقر بسبب ما وصفه "ارتباك في الاجراءات"، ولم يتضح على الفور ما هو هذا الارتباك . وابلغ عدة دبلوماسيين بمجلس الامن على اطلاع على المفاوضات بشأن البيان ان الوفد الامريكي لم يقم بمحاولة لاثارة اي اعتراضات على النسخة النهائية للنص والتي قالوا انه تم اقرارها بالاجماع.
واندلعت الاشتباكات بعد صلاة الجمعة عندما انطلقت مسيرة فلسطينية في باحة الاقصى تدخلت الشرطة الإسرائيلية لتفريقها مستخدمة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، بحسب شهود عيان.
كما اندلعت مواجهات بين قوات الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين داخل البلدة القديمة في الشوارع المؤدية الى المسجد الاقصى وفي حيي راس العامود وسلوان وبلدة العيسوية خارج أسوار المدينة.
واصيب نحو 80 فلسطينيا باصابات في المواجهات بالرصاص المطاطي وآخرون بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وبحسب الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفلد فأن الشرطة تدخلت في الباحة بعد رشق المصلين اليهود عند حائط المبكى بالحجارة". وعلى الاثر، قامت الشرطة باجلاء المصلين اليهود من باحة حائط المبكى المحاذي للمسجد الاقصى.
وغادرت الشرطة الإسرائيلية باحة الأقصى بعيد الظهر بعد مباحثات مع هيئة الاوقاف الاسلامية التي تشرف عليه.
وأعرب مدير الاوقاف الشيخ عزام الخطيب عن استيائه وقلقه من تدخل الشرطة وقال: "إن هذا التصعيد من قبل الشرطة يعتبر مؤشرا خطيرا، ففي كل احتجاج أو ضرب حجر تدخل قوة معززة من الشرطة ووحدات خاصة وحرس الحدود الباحة".
وتابع: "هذه مصيبة. بات الاقصى مستباحا للشرطة الاسرائيلية".
ودانت الرئاسة الفلسطينية التصعيد الاسرائيلي في المسجد الاقصى، معتبرة انه يهدف إلى افشال مهمة المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة: "ان التصعيد الإسرائيلي في الاقصى والقدس الشرقية والاماكن الدينية وعموم الاراضي الفلسطينية هدفه تدمير افاق عملية السلام".
واضاف: "واضح ان هذا التصعيد الإسرائيلي هدفه افشال مهمة ميتشل قبل وصوله إلى المنطقة". واعتبر ابو ردينة ان السياسة الإسرائيلية تهدف ايضا إلى اشعال حروب دينية في المنطقة.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية في بيان الادارة الأمريكية بوقف هذه المغامرة الاسرائيلية، التي قد تشعل حربا دينية في المنطقة.
وحضت المجتمع الدولي على تحمل مسئولياته في وقف التهور الإسرائيلي، الذي قد تكون له تداعيات خطيرة لا تعرف عقباها، ليس فقط على منطقة الشرق الاوسط، وانما على السلم والامن العالميين.
يذكر ان الأراضي الفلسطينية توترا منذ قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 21 فبراير/ شباط ادراج الحرم الابراهيم ومسجد بلال بن رباح (قبر راحيل) على قائمة التراث الإسرائيلي، ما اثار احتجاج العالم الاسلامي وانتقاد المجتمع الدولي.