صاحب " مصر من البلكونة " : التغيير يبدأ من الناس وليس الحكومة

محمد فتحي

كاتب شاب يؤمن بأن الكتابة الجيدة تمتع وتفيد
القاريء والكاتب في وقت واحد ، وهو قاريء نهم ويمارس الصحافة والكتابة الأدبية
ويمتاز بعينه الساخرة التي تراقب أوضاع المجتمع المصري ليل نهار ، وعبر عن آرائه في
أوضاع المصريين في اكثر من كتاب لاقى رواجا كبيرا ومنها " دمار يا مصر " و " مصر من
البلكونة " إضافة لمجموعته القصصية " بجوار رجل أعرفه " والتي فازت مؤخرا بجائزة
ساويرس .. إنه محمد فتحي الذي التقته " محيط " وكان الحوار التالي ..

محيط: كيف دخلت مجال الكتابة
الأدبية ، ولماذا اخترت الأسلوب الساخر ؟
دخلت كمحترف من خلال أديب
الشباب الكبير د.نبيل فاروق، والذي قدمني للناس مع مجموعة من الأدباء مثل أحمد
العايدي ومحمد علاء الدين من خلال سلسلة مجانين الساخرة، التي حققت نجاحاً كبيراً.
وقتها لم أكن أخطط للكتابة الأدبية، وكنت أعمل في الصحافة، وأنا لم أزل طالباً وكنت
أتخيل أنني سأصبح صحفياً في الأساس، لكن نداهة الأدب يبدو أنها أقوى بكثير من نداهة
الصحافة.
ولم أختر الكتابة الساخرة، ولا أعترف بكوني أديباً
ساخراً، وإنما هذا هو أسلوبي الذي اعتدته ، وإن كان البعض يصنفني ساخراً فأعتقد أن
هذا الأسلوب هو الأقرب لطبيعة الشعب المصري الذي يسخر من كل شئ في كل مناسبة ولو لم
يجد ما يسخر منه لسخر من نفسه.
محيط: صاحب " دمار يا مصر " و" مصر
من البلكونة " .. من يحل سلبيات الشارع ، الحكومة أم الأفراد ؟

أؤمن بالمثل الشهير الذي يقول حينما تشير بإصبع
الاتهام لشيء ما فإن باقي الأصابع تشير إليك أنت . أرى أن الحكومة أداؤها يتسم
بالسلبية و" الغباء " المفرط ، والإدارة في حاجة لمراجعة أطباء نفسيين، وبالتالي هي
لن تحل السلبيات، والتغيير يجب أن يخرج منا ومن الناس، فنحن الذين يمكننا إرغام
الحكومة على حل هذه السلبيات، بشرط أن نبدأ نحن في الحل، أو أن نحاول على أقل
تقدير.
محيط: هل تعرضت لمضايقات بسبب طابع
كتاباتك المعارضة ؟
سأفاجئك حين أقول أنني أصدق أن هناك حرية تعبير في
مصر. صحيح أن لها حدودا لكني شخصياً لم أتعرض لمضايقات من أي نوع بسبب ما أكتب،
وأعتقد أن ذلك بسبب أننا نكتب ما نريد، وهم يفعلون ما يريدون لا ما نريد
نحن.

محيط: ما رأيك في سوق الكتاب
المصري في السنوات الأخيرة ، هل يحقق الإشباع المعرفي والوجداني للناس؟

طبعاً هناك ازدهار كبير حدث سواء على مستوى دور النشر
التي بدأت في الظهور والانتشار، أو من خلال حتى المكتبات التي أصبحت تتعامل مع
الكتب باحترام مثل مكتبة " ديوان " ومكتبة " ألف " ومكتبات " الشروق" . فهناك حتى
ازدهار على مستوى الجيل الجديد الذي بدأ يفرض نفسه على الحركة الثقافية
بموهبته.
أما مسألة الإشباع فهذه تظل نتائجها مؤجلة وغير
ملموسة على أرض الواقع، لاسيما وأنه واكب هذا الازدهار نوع من أنواع الفوضى
والعشوائية في سوق الكتاب، وأصبح لدينا الكاتب المبتذل الذي يخاطب هرمونات القراء
لا عقولهم ومشاعرهم، ووجدنا عناوين أكثر ابتذالاً تدل على بيئة أصحابها، حيث لا يجد
أحد كتاب هذه البذاءات خجلاً من أن يكتب شتائم بذيئة في مقالاته ، أو يردد كلاماً
مبتذلاً عن الدورة الشهرية لأخته على سبيل المثال لا الحصر، ويستخدم ألفاظاً غاية
في السوقية لا يرددها إلا "الشوارعجية" ومسجلي خطر الثقافة، ثم يروج لخرافة أنه
الأكثر مبيعاً، وهي مشكلة أخرى بدأت تواجهنا في الوسط الثقافي.
ورأيي أن القارئ سيقوم بعمل فلتر للكتابات التي يتعرض
لها، بحيث ستنحسر الموجة خلال عام على الأكثر ليبقى الكاتب الموهوب ويذهب المبتذل
إلى أقرب صفيحة قمامة، والتاريخ يشهد بذلك بالمناسبة، ولو يتذكر القارئ العزيز :
أين ذهبت سلسلة روايات عبير الشهيرة الآن والتي كانت تقوم على الجنس؟..أين ذهبت
كتابات خليل حنا تاضروس عن الجنس وغيرها وغيرها من الأسماء.

من مؤلفاته

محيط: علام تدل كلمة " الأكثر مبيعا " على غلاف
الكتب بالنسبة لك؟
الآن بالنسبة لي لم تعد تدل على شيء. في الدول
المحترمة التي تزدهر صحافتها الثقافية وصفحاتها الأدبية نجد ترشيحات مهمة لنقاد
وصحفيين لهم ثقلهم، ونجد أرقام توزيع حقيقية تخرج عن دور النشر المحترمة، وهكذا يثق
القارئ في هذه الكتب ويشتريها ويثق كذلك في قائمة الأكثر مبيعاً.

لكن عندنا للأسف الشديد هناك حالة من الخداع التي تقوم
بها بعض دور النشر والمكتبات من أجل ترويج كتب لا تبيع سوى عشرين أو ثلاثين نسخة،
ليعرضوها على الناس وكأنها الأكثر مبيعاً، فيروج الناشر بهذه الطريقة للكتاب، وهي
طريقة لا تتصف بالشرف أو الأمانة. عندك أيضاً الخداع الذي يحدث في أرقام توزيع وبيع
الكتب المختلفة، فمن الممكن في مكتبة ما أن تبيع ثلاث نسخ فقط من كتاب، وتبيع نسخة
من كتاب آخر فيصبح الأكثر مبيعاً هو الذي باع الثلاث نسخ، وهو أمر غير حقيقي، لأن
القوائم المحترمة تكون نابعة عن رقم معين يجب تخطيه في المبيعات، وعن مكاشفة الناس
بعدد نسخ التوزيع من خلال كل المكتبات "المحترمة" وأكرر "المحترمة" في
مصر.
لديك أيضاً النصب الذي يتعرض له القراء حين تفشل إحدى
الكتب في التوزيع، فيقوم الناشر باستبدال غلافها بآخر جديد، ويكتب عليه الطبعة
الثانية أو أن هذا الكتاب الأكثر مبيعاً، كلها أشياء أصبحت مخجلة لدرجة أن قوائم
الأكثر مبيعاً في الفترة الأخيرة أصبحت سيئة السمعة، فيما عدا مكتبات مثل ديوان
وفيرجن والكتب خان.
محيط: ما هي نوعية الكتب التي
تواظب على قراءتها ، ومن هم أبرز الأسماء المفضلين لديك عالميا ومحليا ؟

أحاول أن أقرأ كل شيء لكن أحب أكثر الأدب وكتابات
الفكر الديني، وأحب جداً كذلك قراءة كتب الأطفال، فأنا أحلم أن أتفرغ للكتابة
للأطفال بعد أن أبلغ الخامسة والثلاثين من عمري، وأتمنى أن أستمر بعدها في كتابة
هذا النوع. أما الأسماء فكثيرة، هناك د.محمد المنسي قنديل، ونبيل فاروق واحمد خالد
توفيق، وعمنا إبراهيم أصلان، والأديب الكبير قامة ومقاماً الأستاذ بهاء طاهر،
ود.محمد المخزنجي، ومن جيلي أحب جداً قراءة أحمد مراد، محمد صلاح العزب، طارق إمام،
باسم شرف، حسن كمال وأحمد العايدي. أحب كذلك خالد محمد خالد و د.مصطفى محمود.

محيط: إذا طلب منك ترشيح شخصية
لرئاسة مصر ، وشخصيتين لوزارتي الإعلام والثقافة ، من تختار؟ وما رأيك بالمطالبة
بترشيح البرادعي لحكم مصر ؟
ليت الأمر يحل بالترشيح، وإلا كنت رشحت نفسي شخصياً،
وأعتقد أنني – مثلما يرى الجميع أنفسهم – قادر على رئاسة مصر. المشكلة ليست في
الترشيحات، وإنما في غياب فرصة هذا المرشح. أما بالنسبة لوزارتي الثقافة والإعلام
تحديداً، فأرشح للإعلام المفكر الكبير د.أحمد كمال أبو المجد، وأرشح للثقافة د.عماد
أبو غازي رئيس المجلس الأعلى للثقافة الحالي.
مسألة البرادعي خاضعة للأمنيات أكثر ما هي خاضعة لحكم
العقل، فالناس متلهفة على وجود بديل محترم بدلاً من المهرجين الذين يخرجون علينا
بين الحين و الآخر، والمشكلة أن موضوع البرادعي كله سينتهي على لا شيء ، لكن تظل
رغبة الناس في التغيير وحلمهم بوجود بديل قائمة.
محيط: كيف تنظر لطبقة المثقفين في
مصر .. هل لازالت فاعلة ؟
نحن الآن في مرحلة تغيير جلد لطبقة المثقفين، فهناك
مثقفين انتهت تواريخ صلاحيتهم، وهناك آخرون انخدعنا فيهم وأثبت الزمن أنهم يقولون
ما لا يفعلون، وأنهم غيروا مواقفهم 180 درجة من أجل السلطة أو المال، أو من أجل
الاستراحة الأخيرة. لا أعتقد أن طبقة المثقفين الآن فاعلة، لكن أعتقد أن هناك جيل
يحتشد من أجل أن يكون فاعلاً خلال السنوات القليلة القادمة، مع عدد من الأسماء التي
لازالت على احترامها ومواقفها ومبادئها التي لا تتغير.

من مؤلفاته

محيط: هل هناك أسماء في عالم الكتابة تعتبرها مثلك
الأعلى؟
كل من أشعر معه بالمتعة وأنا أقرأ أعتبره مثلاً أعلى
..إبراهيم عيسى، بلال فضل، أسامة غريب وحمدي عبد الرحيم مثل أعلى. بهاء طاهر،
إبراهيم عبد المجيد، علاء الأسواني و المنسي قنديل مثل أعلى. أحمد مراد، طارق إمام،
محمد صلاح العزب وحسن كمال.. كل هؤلاء مثل أعلى وغيرهم كثيرون.
محيط: ما هي مشاريعك التي تعد لها
؟
أكتب الآن مجموعتي القصصية الثانية التي ستطرح في
منتصف 2010 بإذن الله، وأشارك في إعداد برنامج " عصير الكتب " الذي يقدمه بلال فضل
على قناة دريم، والذي أعتقد أنه مفاجأة سارة لكل محبي الأدب والثقافة في العالم
العربي.

مشوار موفق للكاتب

بارك ربي فيك واثابك الله

الف شكر على الطرح الرائع

تقبل مروري

بالتوفيق

غاليتى وسيدتى

دائما ابنة اللجين ينير ضيائك

صفحتى كما ينير وجودك دنيتى

اللهم احفظك من كل شر

تقبلى خالص ودى واحترامى لشخصك

مشكوره اختى على مرورك العذب

بارك الله فيك أخي الكريم على ماقدمته لنا

و أثابك الله الفردوس الأعلى ان شاء الله
تقبل تحياتي الحارة

» الأسد" وليس اليانسون.. كلمة السر للحماية من "الخنازير"
» صحيفة: الحكومة المصرية "تتستر" على توريث الحكم
» الفيفا : تاريخ "الفراعنة" أم مفاجأت "الخضر" .. و"الكاف" يصف المعركة بـ "يوم الحساب"