أجمعت الصحف الجزائرية خلال أعدادها التي صدرت في اليومين الأخيرين على السخرية مما رأته تراجعاً في لهجة الإعلام المصري تجاه المنتخب الجزائري وجماهيره عقب أدائه الرائع وفوزه الملحمي على "أفيال" كوت ديفوار في ربع نهائي كأس الأمم الإفريقية المقامة حالياً بأنجولا.
ولم يكد إعلاميو مصر وعلى رأسهم أحمد شوبير وخالد الغندور يرسلون التهاني للمنتخب الجزائري وجماهيره في برامجهم، حتى انبرت أغلب الصحف الجزائرية للسخرية منهم، والتعقيب بلهجة "شامتة" على تصريحاتهم.
وكانت صحيفة "الخبر" الجزائرية صاحبة التعقيب الأكثر قسوة على تهاني الإعلاميين في مصر، حيث شبهت ما خرج منهم من تصريحات بالفيلم السينمائي المعروف "الرسالة"، وقالت "ما خرج من المصريين في مختلف البرامج التي سكبت بالماضي القريب سمها على الجزائر، وما سمعه الجزائريون من أفواه الغندوريين كان أشبه بما قاله أبو سفيان لهند في فيلم الرسالة وهي عبارة (كنا على ضلال).
وأضافت "من شوبير إلى الغندور، مروراً بالمعتدلين أمثال بيومي أجمع المصريون على قوة ''محاربي الصحراء'' وأحقيتهم بالتأهل ليس فقط إلى الدور نصف النهائي من العرس الإفريقي بل أيضاً إلى المونديال، وهو التأهل الذي كان يوصف منذ ملحمة أم درمان وإلى غاية ملحمة ''كابيندا'' بـ''ضربة حظ''، وفعلة ''بلطجية'' لا غير."
وبدأت الصحيفة تناولها لبعض ما صدر من الإعلاميين في مصر من تصريحات، بخالد الغندور مقدم برنامج "الرياضة اليوم" على قناة دريم، والذي حصل على نصيب الأسد من السخرية، وذلك بعدما قالت الصحيفة "ها هو مصفر الوجه خالد الغندور الذي أطل على المشاهدين يوم المباراة .. فصاحبنا حاول الحفاظ على ماء وجه الكبرياء المصري من خلال التأكيد على رداءة أداء الحكم السيشيلي ايدي مايي، غير أن أداء الخضر وتأهلهم البطولي أرجعه إلى صوابه، فأطلق قنبلة من العيار الثقيل سمع دويها في تلك الليلة الصاخبة بشوارع الجزائر المكتظة بالمحتفلين، عندما قال بناء على أداء المنتخب الجزائري اليوم، يمكن القول إنهم سيكونون أسياد إفريقيا خلال العشر سنوات المقبلة."
وأضافت "آه منكم يا محاربي الصحراء وما فعلتم في الغندور، فقد دفعتم بمن شتمنا وأهاننا، لأن ينحني أمام أدائكم البطولي وتأهلكم الباهر .. من استمع للغندور كان بحاجة لمن يصفعه حتى يتأكد أنه يستمع لذلك الرجل الذي تبادل مع علاء مبارك ذات يوم، مختلف الشتائم وتفننا في استعمال لغة الاحتقار ضد الجزائر."
وانتقلت للتعقيب على كلام الإعلامي أحمد شوبير مقدم "أنجولا 2010" على قناة الحياة، وقالت "أما أحمد شوبير الذي طالب منذ أيام بتسليط عقوبات على الجزائر وتغيير قوانين كرة القدم حتى لا يسمح لفريق سجل هدفاً واحداً بالتأهل إلى الدور الثاني، فتفنن هو الآخر في مدح المنتخب الجزائري الذي أدى مباراة من أحسن مباريات الدورة، وتأهل بجدارة واستحقاق."
وأضافت "لقد طالب بأن تكون المباراة لقاء صلح بين الأشقاء العرب، وأن يحتضن زاهر أخاه روراوة .. من يصدق، روراوة الذي نعت باليهودي، هو الآن الرجل الذي يجب احتضانه، سبحان مغير الأحوال."
وفي الوقت الذي أكدت فيه أن الناقد محمد بيومي واصل إعتداله في "صدى الملاعب" على "إم بي سي"، أشارت إلى أن إبراهيم حجازي مقدم "دائرة الضوء" على قناة النيل للرياضة تقبل على مضض تحليل ضيفه الذي أثنى فيه على أداء الفريق الجزائري، وقالت "كلمات تجرّعها حجازي بمرارة، وهو الذي استهان منذ أيام، بتأهلنا للدور ربع النهائي بفضل هدف وحيد."
"الخبر" لم تكن وحدها التي سخرت من تهنئة المصريين للمنتخب الجزائري، بل ساندها في ذلك "الهداف" و"الشروق" و"البلاد" وغيرهم، وهو ما يؤكد أن بعض الصحف الجزائرية التي إعتادت على أن نقل التصريحات الساخنة بين الطرفين وبنت نجاحها وتقدمها على ذلك، ليس لديها الكثير من الوقت لتضعيه في أي محاولة لإذابة الجليد وإنهاء الخلاف بين الطرفين.