شنودة يدعي نفي الشيخ الشعراوي لتحريف الكتاب المقدس
وصوت الشيخ الشعراوي يثبت كذب شنودة
قبل أن يغضب الأصدقاء النصارى من مجرد قراءة العنوان، أدعوهم أن يتجردوا قليلاً من التعصب للأشخاص مهما علت مكانتهم عندهم وأن يكون الوصول للحق هو الهدف وليس إتباع الهوى أو ما نشأوا عليه من تقديس رجال الدين. ويجب أن يوقنوا أن الغرض ليس هجوم شخصي على أحد، وإنما هو إظهار الحق بالدليل والبرهان. وأن من يملك منهم الدليل على عكس ما سيرد في هذا المقال، فليأت به وينشره أينما شاء.
الموضوع بإختصار هو أن البابا شنودة إدعى في إحدى الإجتماعات أن عنده تفسير الشيخ الشعراوي – رحمه الله – وأن الشيخ الشعراوي يقول فيه أن الإنجيل كان من التواتر – أي الإنتشار – ومن الصعب تحريفه!!!
عندما شاهدت البابا شنودة يقول ذلك في فيديو نشره الأخ الفاضل jabbarrami جزاه الله خيراً، لم أكتفي بإتهام شنودة بالكذب فيه بناءاً على معرفتي بأقوال علماء المسلمين – ومنهم الشيخ الشعراوي – عن تحريف التوراة والإنجيل؛ ولكن قمت بالبحث في حلقات وكتب خواطر الشيخ الشعراوي خاصة في تفسيره للآيات التي لها علاقة بأهل الكتاب وكتبهم. وكان الغرض من هذا البحث هو الوصول إلى حقيقة ما إدعاه البابا شنودة على الشيخ الشعراوي بالدليل والبرهان وخاصة أن الموضوع يتعلق بالإسلام وبأحد علمائه. ومما يزيد من بشاعة الأمر أنه يتعلق بشخص توفاه الله ولا يستطيع الدفاع عن نفسه.
والنتيجة التي وصلت إليها – وسيصل إليها أي منصف – هي أن شنودة كاذب قيما إدعاه على الشيخ الشعراوي. وكعادة المسلمين في أن كلامهم يكون بالدليل والبرهان، أقدم لكم الدليل على كذب شنودة بصوت الشيخ الشعراوي وبصفحات من تفسيره – الذي إدعي شنودة أنه عنده وأنه قرأ فيه ما إدعاه في كلامه…
[sizehttps://www.youtube.com/watch?v=WWEtZyTr1Ew&feature=player_embedded#=9]أولاً، نشاهد في هذا الفيديو ما إدعاه شنودة تليها مقتطفات بصوت الشيخ الشعراوي وهو يؤكد تحريف التوراة والإنجيل:[/size]
ثانياً، هذه صفحات من مجلدات تفسير الشيخ الشعراوي – التي يدعي شنودة أنه قرأ فيه ما قاله – وبأرقام الصفحات لمن يريد مراجعتها وبها نفس ما ورد في الفيديو السابق:
إضغط على الصورة لتكبيرهاتفسير آية 72 سورة آل عمران تفسير آية 46 سورة النساءتفسير آية 13 سورة المائدة تفسير آية 44 سورة المائدةتفسير آية 9 سورة الحجر بعد إثبات كذب شنودة على الشيخ الشعراوي، نطرح عدة تساؤلات وملاحظات:
أولاً: لماذا كذب شنودة على الشيخ الشعراوي؟ وما هدفه؟
أعتقد أن الإجابة أصبحت معروفة للجميع وهي أن الكذب في الكنيسة وسيلة لتثبيت الإيمان. فشنودة يحاول أن يوحي لشعب الكنيسة أنه حتى أكثر شخص يكرهونه ويعادونه – وهو الشيخ الشعراوي – لا يعترف بتحريف الإنجيل وبذلك تنطبق عليه مقولة “الحق ما يشهد به الأعداء”. وإختيار شنودة للشيخ الشعراوي ليكذب عليه في هذا الموضوع إختيار ذكي حيث أنه معاصر ويعرفه النصارى وكذلك لأن الكنيسة كانت تتهمه بأنه يهاجم النصرانية – بالرغم أنه كان يشرح العقيدة الإسلامية فقط ولم يمسك يومأً الكتاب المقدس وأخذ يفند نصوصه – وبالتالي فإن الإدعاء بأنه لا يعترف بتحريف الكتاب المقدس يكون له صدى وتأثير قوي على نفوس شعب الكنيسة.
ثانياً: كيف تجرأ شنودة على الكذب أمام شعب الكنيسة؟ ألم يخشى أن يكتشف أحدهم كذبه؟
الإجابة معروفة أيضاً: شنودة وجميع القساوسة يعرفون كيف قاموا بتربية شعب الكنيسة منذ نعومة أظافره على الطاعة والثقة العمياء بكل ما يقوله رجال الكهنوت بلا بحث أو تدقيق. فإذا كان النصارى لا يقرأون الكتاب المقدس وإن قرأوه لا يقرأون إلا نصوص مختارة من قِبل الكنيسة وطبعاً لا يقرأون أي تفاسير له، فمن المستحيل أن يفتح أحدهم تفسير الشيخ الشعراوي ليتأكد مما قاله شنودة الذي يدرك تلك الحقيقة تماماً.
ثالثاً: يجب أن يدرك النصارى حقيقة أنه لا يوجد عالم إسلامي معتبر يمكن أن ينفي تحريف التوراة والإنجيل لأنه بذلك يخالف صريح آيات عديدة في القرآن الكريم مثل:
{ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةًيُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) } (سورة المائدة)
{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) } (سورة البقرة)
وغيرها الكثير من الآيات…
وهذا شيء بديهي ومنطقي: لأن من يعتقد بعدم حدوث تحريف في التوراة والإنجيل الذي بين أيدينا، فهو مؤمن بما فيهما. وبما أن ما في التوراة والإنجيل من عقائد مخالف للعقيدة الإسلامية، فإن من يؤمن بما فيهما يؤمن بما يخالف العقيدة الإسلامية.
ولذلك يجب أن يتأكد النصارى أن من يدعي أن هناك عالم دين يقول بعدم تحريف التوراة والإنجيل فهو كاذب ويخدعهم. وقد شاهدنا هذا كثيراً في سلسلة إثبات تدليس المدلس الجاهل زكريا بطرس حيث وجدناه يدعي أن الرازي يقول في تفسيره أن التوارة والإنجيل لم يحرّفا، وعندما نقرأ تفسير الرازي نفاجأ بعكس ذلك. وكذلك عندما نجده يستشهدبدائرة المعارف الإسلامية مدعياً أنها مرجع إسلامي بالرغم أنها من تأليف مستشرقين ومنصرين وقساوسة. وكذلك إستشهاده بمن يُدعى “الشيخ” أبي موسى الحريري وكأنه شيخ الإسلام والحقيقة هي أنه قس لبناني ماروني يدعى جوزيف قذي ويكتب بإسم مستعار ويهاجم الإسلام في كتبه بالكذب والتدليس كعادتهم!!! ومثال آخر – من أمثلة لا حصر لها – هو إستشهاد زكريا بطرس بآراء سيد القمني الذي نعرفه جميعاً بأنه يقتات على محاضرات سب الإسلام والمسلمين في الكنائس!!!
وحتى لو فرضنا جدلاً أن هناك من خالف إجماع المسلمين، فهذا ليس حجة على الإسلام لأنه لا يوجد في الإسلام كهنوت كما في النصرانية ولا يُقبل رأي إلا بالدليل من الكتاب والسنة، وليس بإتباع الأهواء. وهذا ما يجعل الإسلام غير قابل للتحريف؛ والواقع الآن يثبت ذلك حيث يحاول الإعلام – الذي يسيطر عليه العلمانيون والليبراليون – إظهار وتلميع الآراء الشاذة لمدعي العلم أمثال المدعو جمال البنا ونجد أن المسلمين جميعاً يستنكرونها وإستمر الإسلام بلا تغيير أو تحريف بالرغم من المحاولات المستميتة ضده. بينما في النصرانية نجد أن شنودة مثلاً قام بتغيير أسباب الطلاق التي كان معمول بها لتوافق هواه وذلك بمجرد إعتلائه كرسي البابوية. وكذلك التنقيح الدوري للكتاب المقدس لمحاولة إزالة ما به من أخطاء!
رابعاً: لماذا تلجأ الكنيسة لإثبات النصرانية بالكذب والتدليس على الإسلام؟
هذه ليست المرة الأولى؛ فقد شاهدنا القمص تادرس يوسف في إجتماع لجنة تثبيت الإيمان وهو يدعي كذباً أن القرآن الكريم يذكر أن المسيح عليه السلام يعلم الساعة. ووصل الأمر أن تقوم الكنيسة بتأليف حديث “ينزل فيكم عيسى بن مريم ديانا للعالمين” وتنسبه للرسول صلى الله عليه وسلم!!! وطبعاً قام زكريا بطرس بنفس الشيء حينما شاهدناه يحاول إثبات ألوهية يسوع والتثليث والتجسد بلي عنق وإقتطاع آيات من القرآن الكريم. وها هو شنودة يفعل نفس الشيء بالكذب على الشيخ الشعراوي.
والسبب في هذا كله هو محاولة الكنيسة الحد من ظاهرة تزايد أعداد الأقباط الذين يعتنقون الإسلام لدرجة تهددهم بالإنقراض بأي وسيلة. فنجدها تتخبط بين تشويه الإسلام أحياناً وبين إدعاء أن الإسلام لا يختلف عن النصرانية ويؤمن بعقائدها أحياناً أخرى!!! ولجوء الكنيسة لهذه الأساليب ينبع من عجزها عن الإجابة على تساؤلات النصارى فيما يتعلق بعقائدهم وبتحريف الكتاب المقدس فأصبح لسان حالهم يتأرجح ما بين “لا تفكر يا نصراني في إعتناق الإسلام لأن به كذا و كذا وكذا..” ويسردون الإفتراءات المعروفة، وبين “لا تفكر يا نصراني في إعتناق الإسلام لأنه لا جديد فيه ويؤمن بنفس عقائد النصرانية ويؤكدها” على حد زعمهم. وليس هذا تخميناً بل قاله أحدهم بلسانه في إجتماع لجنة تثبيت الإيمان.
ولهؤلاء نقول: إن كنتم عاجزين عن الإجابة على تساؤلات شعب الكنيسة فهذه مشكلتكم – أو بالأحرى مشكلة في دينكم، فلا تقحموا الإسلام فيها. ومن يريد أن يتناقش في الإسلام فعليه أن يناقش المسلمين فيما يؤمنون به وليس فيما يريد أن يقنع نفسه أو غيره بأن المسلمين يؤمنون به. فكذبكم على الإسلام أكبر دليل على معرفتكم بأنه الحق وإلا لذكرتم ما فيه بلا كذب أو تدليس.
خامساً: يجب أن يعرف النصارى أن تحريف الكتاب المقدساصبح حقيقة مسلّم بها بإعتراف القساوسة وعلماء اللاهوت حول العالم ولا يعتقد بها المسلمون فقط. ولذلك يجب عليهم أن يحاولوا تفنيد تلك الحقيقة بالأدلة والبراهين التي يقبلها العقل وليس بالإيمان الأعمى والكذب والتدليس على الإسلام وعلمائه.
بعد إثبات كذب البابا شنودة على الشيخ الشعراوي، أصبحت الكرة الآن في ملعب الأصدقاء النصارى: فعليهم العمل على إثبات العكس وأن “يفتشوا الكتب” ليجدوا أين قال الشيخ الشعراوي ما إدعاه شنودة. فإذا وجدوه فعليهم بنشره في مواقعهم ومنتدياتهم دفاعاً عن شنودة وإثباتاً لصدقه. أما إذا لم يجدوا دليلاً على صدقه، فعليهم إعادة قراءة المقال ليفهموا لماذا كذب وليتفكروا في قوله تعالى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ
حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ
الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا
كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) }
صدق الله العظيم