لقاهرة: فى أولى جلسات نظر القضية التى هزت الرأى العام فى مصر، وفى مفاجأة غير متوقعة، قضت محكمة الجنايات فى القاهرة "غيابيا" بمعاقبة ثرى إماراتي بالسجن المؤبد لمدة "25 عاماً"، والسجن سنه لوالده ومصادرة سلاحي الجريمة، وذلك بعد إدانة المتهم الأول بقتل فتاة مصرية بمنطقة مصر الجديدة وتقطيع جثتها إلى 8 أجزاء، وقيام المتهم الثانى بمساعدته فى التخلص من بعض أجزاء جثة المجنى عليها ومساعدته على الهرب لخارج مصر.
بدأت وقائع الجلسة الساعة الحادية عشرة صباحا وسط حشد إعلامى كبير، واستمعت المحكمة إلى دفاع المتهم أسامه محمد إبراهيم السكسك "31 سنة" والذى قدم للمحكمة فاكسا مرسل من الانتربول السورى إلى الانتربول المصرى يفيد بأن المتهم المطلوب تم توقيفه أثناء تواجده بالمطار وتم تقديمه إلى جهات القضاء فى دمشق .
وأكد الدفاع أمام المحكمة أنه تقدم بطلب للمحامى العام لنيابات شرق القاهرة يوم 22 نوفمبر الماضى يؤكد فيه رغبة المتهم فى الحضور إلى مصر وتسليم نفسه، وأنه على استعداد تام للمحاكمة أمام القضاء المصرى حتى يظهر براءته، مضيفا أنه لم يتم القبض عليه وإنما سلم نفسه بإرادته.
على الجانب الأخر نفى دفاع المجنى عليها جميع ما جاء به دفاع المتهم، مشيرا إلى أن المتهم لم يسلم نفسه للسلطات بدمشق ولكن تم القبض عليه وذلك بعد قيامه بمخاطبة النائب العام المصرى أكثر من مرة فى استعجال القبض عليه وتقديمه للمحاكمة .
من جانبها أكدت أسرة المجنى عليها أنهم تلقوا العديد من التهديدات من قبل عائلة المتهم الذين قالوا لهم بأنهم "سيفجرونهم" أثناء نومهم إن لم يكفوا عن اللجوء للصحافة، وأضافت شقيقة المجنى عليها بأنها ستنتقم لشقيقتها إن لم يأخذ القضاء لهم حقهم وينصفهم على أسرة المتهم الثرى العربى. مؤكدين أن ابنتهم ليست أقل من الفنانة اللبنانية سوزان تميم التى قتلت فى الأمارات وحكم على قاتليها بالإعدام شنقا وأنهم واثقون فى عدالة القضاء المصرى الذى سيقتص لهم من قاتل ابنتهم .
وكانت النيابة العامة قد أمرت فى أغسطس الماضى بإحالة الثرى الأماراتى "الهارب" أسامة محمد إبراهيم السكسك المتهم بقتل فتاة تدعى فاتن رضا عبدالرحمن بشقة بمصر الجديدة وتمزيق جسدها إلى 8 أجزاء وإلقاء بعض الأجزاء فى صندوق القمامة والهروب إلى دبى إلى محكمة الجنايات .
وتعود أحداث الواقعة المثيرة إلى 18 فبراير الماضى عندما تلقت أجهزة الأمن بالقاهرة بلاغاً الأربعاء من عامل جمع قمامة يدعى نصر مرسى محمد "53 سنة" وأشرف محمد العربى "43 سنة" مشرف أمن فى العمارة رقم 7 من أبراج السعادة بعثورهما على أشلاء آدمية لأنثى فى الحجرة المخصصة لجمع قمامة أدوار العمارة .
على الفور انتقل رجال المباحث الى مكان البلاغ وتبين من المعاينة وجود الساق اليسرى كاملة والرأس واضح المعالم وبه كدمات وجروح بسيطة ذات شعر أسود، وذراعين كاملتين بالملابس، كما عثر على سكينتى مطبخ وقفازين لونهما أصفر وحذاء رياضى رجالى ملطخ بالدماء مقاس 43، وحذاء حريمى مقاس 42 ملطخ بالدماء وبلوزة منزوعة الأكمام .
تم تشكيل فريق بحث توصلت تحرياته وأقوال كل من نبيل بدوى عبدالسيد "حارس العمارة" وسيد سليم "سايس الجراج" ومحمود عوض "فرد أمن" إلى أنه فى الطابق الـ16 يقيم ثرى إماراتى يدعى أسامة محمود إبراهيم السكسك "31 سنة" معروف بإدمانه الهيروين والمواد الكحولية، وعلاقاته النسائية المتعددة، وأن فتاة تتردد للإقامة معه بصورة شبه دائمة منذ 4 سنوات، وبعرض الأشلاء عليهم تعرفوا على الفتاة، وبالبحث عن المشتبه فيه تبين مغادرته البلاد فجراً قبل اكتشاف الواقعة، وأن أسرته تقيم فى أحد الأبراج المجاورة .
بعد استئذان النيابة تم فتح الشقة الخاصة به وتم العثور على باقى أشلاء الجثة وشهادة ميلاد باسم فاتن رضا عبدالرحمن "27 سنة " مقيمة بعين شمس وباستدعاء شقيقها محمد تعرف عليها، وقرر أنها متغيبة عن المنزل منذ 4 سنوات وتقرر أخذ عينة من الجثة لعمل تحليل DNA لها .
وخلال التحقيقات تكشفت تفاصيل جديدة في الجريمة البشعة التى هزت منطقة مصر الجديدة ، حيث توصلت تحريات المباحث إلى أن أسرة المتهم الإماراتى تقيم فى برج مجاور للشقة التى شهدت الجريمة ومنفصلة تماما عن ابنها بسبب سلوكه السيئ وإدمانه العلاقات النسائية وتعاطى المخدرات والكحوليات .
وقد أعاد فريق البحث المكلف بكشف ملابسات الجريمة البشعة التي قام خلالها المتهم الثري بتمزيق جسد المجنى عليها إلى إلى 8 أجزاء وألقى بجزء منها فى صندوق القمامة وهرب إلى دبى ، مناقشة شهود العيان حيث أكد أشرف محمد العربى "حارس الأمن" أن الثري الإماراتى دائما يصطحب نسوة إلى شقته فى الطابق السابع عشر ومعروف عنه تعاطيه مخدر الهيروين، وأضاف أن الفتاة القتيلة هى الوحيدة التى كانت تتردد بصورة شبه دائمة وتقيم أحيانا معه لأيام طويلة ولا يعلم أحد إن كانا متزوجين عرفيا أم لا، وأكد الشاهد أنه لم يشاهد المتهم أثناء مغادرته قبل الفجر إلى المطار، حيث إنه دائم السفر إلى خارج مصر فى حين نفى الجيران سماعهم أى حركة غير طبيعية وقت وقوع الجريمة .
وتوصلت التحريات إلى أن الفتاة المجنى عليها غابت عن مسكن أسرتها منذ بداية معرفتها بالشاب الإماراتى، بعد أن كانت تغيب لأيام ثم تعود بعد ذلك، وأن خلافات شديدة كانت تحدث بينها وبين أشقائها، وفى الفترة الأخيرة ترددت شائعات حولها، بعضها يقول إنها تزوجت وغادرت البلاد، وأخرى تقول إنها دخلت السجن وهناك من قال بمصرعها فى حادث .
وأوضحت جهود فريق البحث أن طريقة تقطيع الأشلاء تشير إلى أن المتهم لم يكن يعتزم الهروب إلى دبى وإنما كان يعتزم التخلص من الأشلاء بعد تقطيعها، إلا أن شيئا حدث جعله يغيّر وجهة نظره ويترك باقى الجثة التى تضم الساق اليمنى والجزع دون تقطيع كامل داخل الشقة ورجحت الجهود أن شخصا اكتشف جريمته أو أنه شعر بالخوف الشديد فقرر الهروب من مصر .