في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشباب هذه الأيام من فقر وبطالة، الأمر الذي يترتب عليه ارتفاع سن الزواج لكلا الجنسين بسبب ارتفاع مصاريف الزواج علاوة على أن العثور على شقة أمر يحتاج إلى مصباح علاء الدين السحري، نجد فكرة "الأسرة الممتدة" تعود إلى الأذهان كحل لمشكلة ندرة الحصول على مسكن مناسب للزواج فيه.
وتقوم فكرة الأسرة الممتدة والتي تعود إلى فجر التاريخ حيث يعيش الابن بعد زواجه مع أسرته في نفس المسكن الذي تربي ونشأ فيه كحل مؤقت إلى أن يعثر على شقة بعد حين.
ولان علاقة الحماة بزوجة الابن من أكثر العلاقات الساخنة التي تحتاج إلى وقفات وخطوات لتسير بنجاح، قمنا باستطلاع الآراء لمعرفة إلى أي مدى تقبل الفتاة العيش مع حماتها كحل لتسير الزواج في مثل هذه الأيام.
في البداية تقول إيمان، 23 سنة مدرسة، "لا طبعا مش هستحمل أنا كده أعصابي ستنهار ، لأننا كده أحنا هنكون ضيوف عليها وأنا بطبعي أحب أكون مستقلة وغير كل ده هي هتتدخل في كل حياتنا على اعتبار أننا في بيتها وده ابنها وأنا هكون في الأخر بدون أي كلمة أو رأي في البيت أو حتى مجرد".
وتؤيدها في الرأي مروة 24 سنة "محللة بيانات" قائلة: "الأمر مش سهل وهيحتاج تفكير كتير وفي حالة قبولي هحاول أتكيف شرط أن تكون ظروف العريس لا تسمح فعلا بأن يشتري شقة في الوقت الحالي بس دي تعتبر تضحية كبيرة مني لن أقدمها إلا لإنسان جدير بها وفيه كل الصفات التي ابحث عنها طيلة حياتي".
ونجد على الجانب الأخر تأييد من بسملة محمود 25 سنة أخصائية مكتبات قائلة " في حالة إذا ما كان الطرف الأخر على قدر من الحكمة والمرونة سأوافق، فلماذا أمانع مادام الشخص على قدر من النضج والعقل بحيث لا يجور على حق حد فينا سواء حقي أو حق والدته وهيحاول "يمسك العصا من النص".
وتضيف بسملة قائلة: "التجربة نفسها مش صعبة ولكن الأمر يتوقف على شخصية الحماة إلتي تتوقف عليها نجاح التجربة من عدمه".
وبالانتقال إلى حالات عاشت بالفعل مع حماتها لمعرفة مدى نجاح التجربة من عدمه تقول لنا هبة مختار 27 سنة مترجمة و متزوجة منذ عامين مع حماتها : "حماتي إنسانة على قدر كبير من الحكمة ودراية بالحياة ولم أتذكر يوما منذ زواجنا أني اختلفت معها ، فهي تعاملني كأبنة لها ، لذلك فعندما أسمع من أصدقائي بالعمل مشاكلهم مع حماتهم ، أندهش وأشعر بنعمة الله علي بأنه أكرمني بأم ثانية لي".
وكذلك نجد نهى محمود 32 سنة تقول "عندما جاء زوجي لخطبتي أوضح لي أني سأعيش مع والدته في نفس المنزل فوافقت، والحمد لله أقمت معها لمدة خمس سنوات في ود وتفاهم تعاملني كأحدي بناتها وأتعامل معها كأم في المقام الأول، وكنت أترك معها الأولاد وأنا ذاهبة للعمل دون ضجر منها وأنا مطمئنة عليهم بدلا من الذهاب بهم إلى الحضانة ".
وننتقل إلى الدفة الأخرى والتي يتوقف عليها مدى نجاح التجربة من عدمه ونستمع لآراء الحموات الفاتنات في هذه التجربة تقول الحاجة " أم محمد": عند زواجي منذ ما يقرب من خمس وأربعين سنة أذاقتني حماتي ألوانا وأشكالا من سوء المعاملة، إلا أن التجربة هذه أفادتني كثيرا وجعلتني أصر على ألا أكون مثل هذا النموذج السيئ فكنت أريد أن أفرح بزواج أول أبنائي فاقترحت عليه أن يتزوج معي في نفس المنزل كتيسير عليه في بداية حياته ، فوافق وكنت حريصة على أن أكون سببا في سعادة ابني وألا أتسبب له في أي مشاكل بيني وبين زوجته التي كانت بمثابة ابنة لي".
وتؤيدها في الرأي مدام سميرة محمود 45 سنة قائلة " إذا رغب أبني في العيش معي بعد زواجه لا أعارض هذا بتاتا وستكون زوجته ابنة لي في المقام الأول فأنا استغرب من هولاء الحموات اللائي يكن سببا في المشاكل الأسرية لأبنائهم فكل أم يهمها في المقام الأول سعادة أبنائها بصرف النظر عن رغبتها في تنفيذ كلمتها في المقام الأول، فأنا أؤيد هذه التجربة وأتمني أن تعمم كوسيلة للتيسير على الشباب في مثل هذه الظروف"
و في النهاية ينصح خبراء العلاقات الاجتماعية الزوجات الفتيات اللاتي يقبلن على هذه الخطوة أن يكن على قدر من التكيف مع الواقع وتحمل المسئولية، وأن يكن على درجة من المرونة والحكمة في التعامل، و أن يحاولن قدر الإمكان إرضاء الحموات ويسايرن أمورهن معهم، وأن يكون الزوج من النوع الذي يسعى على إرضاء الطرفين دون ظلم لأحداهما.
وهمسة كلها حب وتقدير للحموات الفاتنات "عليك عزيزتي الأم أن تعلمي أن دورك في حياة ابنك هو دور استشاري وليس قيادي حفظك الله لنا".