يشكل الضغط النفسى والقلق المرتبطان بمشاهدة مباريات كرة القدم السبب الرئيسى فى إجهاد قلوب البعض بشكل عام وليس المرضى فقط، وقد نصح الدكتور رامي اسماعيل استشارى في جراحة القلب المشاهدين الذين يعانون من ارتفاع ملحوظ في نبضات القلب بعدم تناول الشاي والقهوة أثناء متابعة مباراة كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر.
كما أوصى إسماعيل المشاهدين بالضغط بشكل بسيط وبحركة الأصابع من أسفل إلى أعلى على الشريان السباتى وهو الأكبر فى الرقبة بجوار الحنجرة لتنشيطه وتوسعته لتخفيف الضغط الانفعالى عن القلب.
وينصح إسماعيل المشاهد الذي يشعر بضيق فى التنفس بسبب القلب وله تاريخ مع المرض أن يستعمل حبوب القلب المعروفة بوضعها تحت اللسان كما أوصى برؤية المباراة فى صحبة جيدة للتفاعل مع الحاضرين ولتقديم المساعدة الطبية له إذا شعر بالأعياء، كما أشار إلى فائدة رفع الأرجل إلى أعلى مع تمديد الجسم على الأرض لمن يعانون من قصور في حركة شرايين المخ وعدم وصول الدم بشكل جيد، مما يتسبب فى إغماءة مماثلة.
وأوضح إسماعيل أن الغدة ما فوق الكلوية تفرز كمية كبيرة من مادة "الادرينالين" وقت الانفعال الذي يلعب دوراً كبيراً فى التسريع بحركة نبضات القلب والمسؤول عنها عقدة فى أعلى القلب تخرج مع كل نبضة طاقة كهربائية تتسبب فى فتح الأذين الأيمن والأيسر فى القلب لدخول الدم.
وأكد إسماعيل أنه مع تسارع حركات القلب النبضية يعجز عن الإسراع بعملية فتح الأذين وضخ الدم وهو ما يتسبب عند البعض فى آلم بالقلب أو الإغماءة بسبب انخفاض كمية الدم التى تصل للمخ، كما يؤدى أى انسداد بشرايين القلب أو ترسب الدهون على جدرانها وضيق مجراها إلى عواقب ربما تصل للذبحة الصدرية.
ابتعد عن المنبهات أثناء المباراة
كما نصح الدكتور جمال شعبان أستاذ أمراض القلب ومدير وحدة الحالات الحرجة بمعهد القلب القومى، المرضى الذين يعانون من أمراض أو مشاكل فى القلب بعدم مشاهدة مباراة مصر والجزائر، بسبب ما قد تمثله من خطورة شديدة على حياتهم.
وأكد شعبان أن الخطورة تزداد عندما يقرر هؤلاء المرضى الذهاب لتشجيع المنتخب، وقال إن وجودهم أثناء المباراة يزيد من المخاطر الصحية، نظراً لحالة الضغط والشحن المعنوى، والإحساس الجماعى بالتوتر والقلق، بالإضافة إلى الضوضاء التى تسبب ضغطاً على قلوب هؤلاء المرضى.
وأضاف شعبان أن التطرف فى المشاعر الانفعالية سواء بالفرح الشديد أو الحزن الشديد قد يمثل خطراً شديداً على الشرايين التاجية للقلب، مما قد يؤدى إلى اختلال النسق الكهربى لنبض القلب.
وقد أظهرت دراسة سويسرية أن حالات الوفاة نتيجة أزمات القلب ازدادت بنسبة 60% خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة، مؤكدة أن أعداد الوفيات نتيجة أزمات القلب خارج المستشفيات تزايدت بنسبة 60% خلال فترة تنظيم كأس العالم مقارنة بنفس الفترة قبلها بعام.
وأعلنت دراسة سابقة عن زيادة نسبة الإصابة بمعدلات أزمات القلب فى المباريات المصيرية والمهمة، مثلما حدث فى إنجلترا عندما خسرت أمام الأرجنتين عام 1998 بضربات الجزاء، مما أدى إلى زيادة الأزمات القلبية.
وأكد شعبان أن الكثير من المشجعين يساهمون فى زيادة حدوث مشاكل بالقلب والتعرض لخطر إصابتهم بأزمات القلب، نتيجة عدم ممارستهم الرياضة والاكتفاء بالتشجيع الجنونى والإسراف فى التدخين وتناول الأطعمة السريعة الـ"تيك أواى"، موضحة أنه يمكن التقليل من جميع تلك المخاطر بالامتناع عن التدخين، وتجنب تناول الوجبات الدسمة والمنبهات والكحوليات قبل مشاهدة المباريات.
كرة القدم من الجانب النفسي
أكد الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى، أن المصريين اندفعوا فى تشجيع المنتخب الوطني لكرة القدم فى لقائه أمام الجزائر بكل هذا التعصب، لأنهم يبحثون عن السعادة بأي طريقة، ويجدون فى كرة القدم ما لم يجدوه فى مجالات أخرى، مثل الشفافية والمساءلة وتداول السلطة، وأعرب عن حزنه فى اختزال الأمة كلها في 20 لاعباً يجرون وراء كرة.