كلمة حق عضو مشارك
الجنس : عدد المساهمات : 18 نقاط : 32
| موضوع: لن أعتذر عن العمل مع الله الإثنين أكتوبر 19, 2009 12:37 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله نحمده بكل أنواع المحامد ونشكره بكل أنواع الشكر
ونشهد أنه الأول ليس قبله شيئ والآخر وليس بعده شيئ
كل شيئ هالك إلا هو جل جلاله , والصلاة والسلام على سيد
البشرية ومعلم الإنسانية وخير خلق الله عليه وآله الصلاة
والسلام الذي أُوذي في الله فصبر وشكر حتى مكنه الله
وجاهد من كفر فالله نسأل أن يُجزيه عنا خير الجزاء
وأن يُسقينا بيده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا.
وبعد:
سأعيش وإياكم سويا مع رجل عاش في زماننا هذا
عاش في وسط الجاهلية لكنه عاش محاربا لها كافرا بها
ناظرا إليها من عُلو , لأن الذي لا ينظر إلى الجاهلية من عُلو
يسقط في مستنقعها
ويشرب من مائها الآسن العفن.
عاش هذا المجاهد من أجل لا إله إلا الله
وقُتل من أجل لا إله إلا الله .
إنه سيد قطب رجل المرحلة الصعبة الذي حدد لنا معالم الطريق
ورسم لنا المنهج عمليا بالثبات على الحق وترك لنا بستانا
فيه الظلال والثمار الطيبة وهذا البستان هو كتابه
في ظلال القرآن.
سأترككم مع بعض كلمات سيد قطب رحمه الله التي تصلح
أن تكون منهاجا لهذا الجيل , وإني علقت على بعض كلماته
عسى الله أن ينفعنا بها في الدنيا والآخرة.
سيد قطب
في يوم من الأيام سأله تلاميذه لماذا كنت صريحا كل
الصراحة في المحكمة التي تملك عنقك؟؟
(فقال: لأن التورية لا تجوز في العقيدة ، ولأنه ليس للقائد
أن يأخذ بالرخص) .
التعليق : الله أكبر ما هذا يا سيد قطب
(التورية لا تجوز في العقيدة) كيف إستطعت أن تتبنى هذا
المنهج الرباني وأنت في السجن , بينما حال لبعض
إلا من رحم ربي المداهنة وحب الرخص والتنازل عن
أُصول الدين والعمل مع الجاهلية بل المدافعة عنها
والإنخراط بها.
هكذا تؤسس العقيدة إيمانا عجيبا في قلوب أهلها, فهذه
أخت سيد قطب حميدة تتأثر بمواقف سيد ويدخل الإيمان
شغاف قلبها فتقف كالجبال الرواسي رافعة رأسها إلى
العلياء وهي تردد:
(كان بإمكاني أن أُعفى من سجن السنوات العشر لولا أني أبيت
أن أكتم عقيدتي ورفضت إلا أن أصارح الظالمين بظلمهم. )
التعليق: أين جل مسلمي هذه الايام لتكون هذه السيدة الكريمة
قدوة لهم في الثبات وعدم الركون للظالمين .
نحن اليوم لا ندعوا هذه الأمة أن يكون قدوتهم عثمان
وعلي وطلحة والزبير رضي الله عنهم ولكن ندعوهم أن
يقتدوا بأسية زوجة فرعون وبماشطة بنت فرعون وسمية
والخنساء وحميدة قطب وغيرهن من القابضات على الجمر
في زمن الغربة.
وجاء أكابرهم كي يمنعوا حكم الإعدام عن سيد قطب
بشرط أن يتنازل عن الكفر بالطاغوت ويطلب طلب إسترحام
منهم , فهم يريدون أن يفعلوا ذلك ليس حبا له ولكن كي
يحكموا على كل كتاباته بالإعدام إن إعترف بهم.
فجاء الرد من قلب كان مليئا بالقرآن وعالما بتفسيرة
ومتأسيا بقصة أصحاب الأخدود التي فسرها في ظلاله
فقد آن الآوان أن يتأسى بما كتب لنا ويطبقه عمليا,
لقد صرخ في وجههم ووجه الجاهلية كلها قائلا:
(إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة
ليرفض أن يكتب حرفا واحدا يقر به ظلم )
التعليق: إن الإنسان ليقف عاجزا محتارا أمام صلابة هذه
العبارات التي تؤسس جيلا قرآنيا فريدا لو عملوا بها.
فأنت لا تريد يا سيدي يا سيد قطب أن تكتب حرفا واحدا
تُقر به الظلم , واليوم تؤلف المجلدات للدفاع عنه ,
** كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً } الكهف5
(ويُكمل سيد كلماته قائلا لهم لماذا أسترحم? إن كنت
محكوما بحق فأنا أرتضي حكم الحق وإن كنت محكوما
بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل بينما حبل المشنقة
يلوح أمام ناظريه.)
لله درك يا سيد لأنك فهمت الإسلام فهما صحيحا فعلمت
بأن المُحي والمميت هو الله وحده , لقد فهمت هذا المعنى
فهما عمليا بينما فهمه أكثر الناس فهما نظريا.
كانت هناك محاولات استدراج سيد قطب إلى اعتذار يخفف
به حكم الإعدام عنه فجاء مدير السجن الحربي إلى
حميدة قطب وأطلعها على القرار ، ثم أردف قائلا :
لدينا فرصة واحدة لإنقاذ الأستاذ ، وهي إعتذاره ،
وأنا أتعهد بإخراجه بعد ستة أشهر
قالت حميدة: فجئت أخي فذكرت له ذلك فقال:
( لن أعتذر عن العمل مع الله )
يا الله ما أروعها من عبارة تهز القلوب الحية هزا عنيفا
فتجعلك تنفض غبار الخوف والكسل وتُقدم على الله
وتتاجر مع الله تجارة ليس فيها اي خسارة.
نعم ليس هناك خسارة مع العمل مع الله إنها التجارة الرابحة .
وأنا يا سيد قطب لن أعتذر عن العمل مع الله
وأخاطب الناس قائلا لهم:
أنا متمسك بديني ليس لأني أهوى المتاعب والمحن
والإبتلاءات ولكن لأن هذا هو دين الله
سأتمسك بهذا المنهج الرباني
وبملة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حتى وإن هجرني
أحبائي وإخواني وإن تكلم عليّ القريب والبعيد
وإن إجتمع علي الأبيض والأسود من الناس
وإن علقوني على أعواد المشانق فلن أترك منهج
التوحيد ومنهج الولاء والبراء .
وأعلموا أن من أجل هذه الدعوة قُتل وذُبح الأنبياء
ونُشر الدعاة بالمناشير وسُلخ لحمهم عن عظمهم
وما بدلوا تبديلا.
ومن أجل هذه الدعوة أُلقي إبراهيم عليه الصلاة والسلام
في النيران بعد أن حطم الأصنام
وعاش نوح عليه الصلاة والسلام مع قومه المعاناة الطويلة
والتقم يونس عليه الصلاة والسلام الحوت
وخرج موسى عليه الصلاة والسلام خائفا من فرعون
وبطشه حتى نصره الله
وصبر يعقوب عليه الصلاة والسلام على ظلم الأبناء ومكرهم
ونجّا الله يوسف عليه الصلاة والسلام من ظلام الجُب
ومحنة السجن وفتنة النساء
وحاول الكفار قتل عيسى عليه الصلاة والسلام ولكن الله
رفعه إليه
ومكر الطغاة بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
وحاولوا قتله أكثر من مرة فنجاه الله ثم طردوه من بلده
فمكنه الله وأقام دولة الإسلام الربانية.
وبعد هذا الكلام أوجه سؤالا إلى الذين يريدون
منهاج السلامة وليس سلامة المنهاج إلا الذين لا يريدون
أن يؤذوا في سبيل الله يوما من الأيام وهذا السؤال هو:
هل أنتم أعز على الله من الأنبياء والرُسل ؟؟؟
إذا قُلتم نعم أعز وقعتم في الكفرالصُراح البواح
وهذا الذي لا أتمناه لكم
وإذا قُلتم لا قُلت لكم كُفوا ألسنتكم عن الذين تبنوا
منهج الأنبياء في الثبات على الحق وعدم مداهنة الكافرين. | |
|
ابن المنصورة عضو مشارك
الجنس : عدد المساهمات : 17 نقاط : 33
| موضوع: رد: لن أعتذر عن العمل مع الله الإثنين أكتوبر 19, 2009 12:57 am | |
| | |
|
ممدوح السروى مشرف
الجنس : عدد المساهمات : 483 نقاط : 608
| موضوع: رد: لن أعتذر عن العمل مع الله الإثنين أكتوبر 19, 2009 5:07 am | |
| | |
|
زياد الحوراني عضو ذهبي
الجنس : عدد المساهمات : 1272 نقاط : 1324 تاريخ الميلاد : 04/01/1972 العمر : 52 المزاج : رايق
| موضوع: رد: لن أعتذر عن العمل مع الله الأحد أكتوبر 25, 2009 4:29 am | |
| | |
|