تحت شعار "حلوة يا بلدى" انطلقت أمس الأول جولة تاريخية جديدة إلى مجمع الأديان بمصر القديمة، فى إحدى جولات مجموعة "حلوة يا بلدى" المجانية، التى تهدف إلى تعريف الشباب بتاريخ وحضارة مصر، وزيارة معالمها التاريخية، حيث شارك فى الجولة أكثر من 25 شخصاً، بمشاركة المرشد السياحى أحمد عاشور وبدعم من المجلس الأعلى للآثار من الدكتور زاهى حواس، وبمساعدة مدير العلاقات الثقافية الخارجية بالمجلس الأعلى للآثار أشرف صلاح سالم.
وقال محمد رفعت لليوم السابع: "أول ما يتبادر إلى ذهنك عندما تتواجد بمجمع الأديان أن الدين لله والوطن للجميع، فمنذ زمن بعيد تلاصقت جدران كل من جامع عمرو بن العاص أول مسجد بأفريقيا وبعاصمة مصر الفسطاط فى هذا الوقت وكل من الكنيسة المعلقة ومعبد بن عزرا اليهودى، وتعايش كل من المسلمين والمسيحيين واليهود فى سلام تحت مظلة واحدة ووطن واحد" .
بدأت جولة "حلوة يا بلدى" بجامع عمرو بن العاص أول مسجد بأفريقيا وبعاصمة مصر الفسطاط التى أسسها المسلمون فى مصر بعد فتحها، حيث إنها تسمى بـ"مسجد الفتح" و"المسجد العتيق "و"تاج الجوامع".
وأشار أحمد عاشور المرشد السياحى للحملة إلى أن مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعاً فى 30 ذراعاً وله ستة أبواب، وظل كذلك حتى عام 53هـ / 672م حيث توالت التوسعات على يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معمارى، وهو الآن 120 فى 110أمتار.
وممن ألقى دروسا وخطباً ومواعظ فى هذا الجامع الإمام الشافعى والشيخ محمد الغزالي، كما أن جامع عمرو بن العاص استناداً إلى روايات المؤرخين من أقدم الجامعات، فقد كانت حلقات العلم متصلة ويزيد عدد المتلقين فيها أحياناً عن الـ5000 طالب.
وأضاف عاشور أن مسجد عمرو فى الفسطاط كان به بيت المال، فقد وصف الرحالة ابن رسته بأنه كان موجوداً أمام المنبر على شكل قبة عليها أبواب من حديد، أما عن معبد بن عزرا اليهودى فيعد واحدا من المعابد وأهمها وسمى بذلك الاسم نسبة إلى "عزرا الكاتب" أحد أجلاء أحبار اليهود، وعثر فى هذا المعبد على مجموعة من الوثائق غاية فى الندرة و التى يمكن منها تأريخ أوضاع اليهود المعيشية لقرون طويلة، وأحوال مجتمعهم ككل.
كما اكتشفت أيضاً مخطوطات تحتوى على عدد نادر من الترجمات القديمة من التوراة وأجزاء مختلفة من العهد القديم التى اعتبرت ثروة هامه لأنها أضيفت إلى باقى مخطوطات الكتاب المقدس.
وتابعت الجولة فى زيارتها إلى الكنيسة المعلقة وهى آخر المحطات بجولة مجمع الأديان، فهى قد بنيت فوق أحد برجى حصن بابليون الذى بناه الإمبراطور الرومانى تراجان فى القرن الثانى الميلادى.
وعن الجولة أكدت سارة أحمد إحدى المشاركات بالجولة على أنها أحسست بالانتماء لهذه الاماكن، وبشعور من التكامل بين الفن المعمارى فى جميع هذه الأماكن، وهى المرة الاولى التى تزور فيها مجمع الأديان، بينما أحمد جاد أيضاً مشترك بالجولة قائلاً: "إنه استمتع أثناء الجولة وهو يستمع لتاريخ واحد من أعرق الجوامع بالعالم، وغمرته السعادة عند معرفة تاريخ معالمنا السياحية والتاريخية، وعرف مقدار قيمتها العربية فى وسط البلدان".
شارك بجولة مجمع الأديان أكثر من 25 شخصاً، وبمشاركة المرشد السياحى أحمد عاشور وبدعم من المجلس الأعلى للآثار من الدكتور زاهى حواس، وبمساعدة مدير العلاقات الثقافية الخارجية بالمجلس الأعلى للآثار أشرف صلاح سالم.