ماذا تعني الحياة بالنسبة لنا؟
إنه سؤال نطرحه على أنفسنا بين الحين والآخر.
باستطاعتنا أن نجعل الحياة تعني الكثير أو القليل بالنسبة لنا، وهذا يتوقف على أفكارنا وطموحاتنا.
إن كنا نمتلك الصحة والإنسجام الذاتي في داخلنا تتلاشى كل التناقضات الخارجية مثلما يتلاشى الضباب من أمام شمس الصباح.
إن سر امتلاك الصحة الجيدة والحياة المليئة بالحيوية والنشاط البنـّاء..
والتخلص من الضعف والمرض..
يكمن في المعرفة العلمية للتربية البدنية..
معرفة ذلك الشيء الذي يعيل خلايا الجسم ويفعمها بالحيوية والنشاط.
ليس غريباً أن نجد بعض المعوّقين يتخلصون من إعاقتهم بفعل التمرين اليومي لعضلاتهم.
الناس دائمو التعقب للسراب أو الركض خلف قوس قزح على هيئة نظريات، مؤمّلين العثور على دواء لكل داء، أو ماء حياةٍ، أو إكسيرٍ لشباب دائم.. والقائمة تطول.
لكنهم للأسف لا يصرفون ما يكفي من الوقت لملاحظة وتدوين نتائج التجارب البسيطة للتربية البدنية. وأفضل تربية للجسم هي تدريبه على الإستجابة التلقائية لأماني العقل الحر والذات.
كم ستكون الحياة جميلة، ممتعة لو أن أجسامنا في أحسن حال فالجسم هو بيئة الإنسان المباشرة والفعلية. ولدى امتلاكنا الصحة التامة سنتمكن من معالجة كل مشكلات الحياة.
عندما نستوعب معنى الحياة ستتملكنا رغبة نبيلة وجادة لكي نعمل ونبدع وننجح ونوظف طاقاتنا في سبيل إنجاز شيء ذي بال. كما أننا سنمتلك حافزاً ملحّاً لأن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الناس، مثابرين على مواصلة المشوار حتى بلوغ الهدف الذي نحدده لأنفسنا.
هناك بيت معروف للشاعر الروماني أوفيد مفاده:
"إنني أعرف الصواب وأستحسنه..
وألعن الخطأ لكنني أتبعه."
ألا ينطبق هذا على معظمنا؟
لو أننا عرفنا ما تعنيه الحياة بالنسبة لنا..
ولو أدركنا الإمكانات الهائلة التي في متناولنا..
فهل سنكون عندها ضعفاء؟
أم سنشمّر عن ساعد الجد ونمضي كالسهم في مواجهة كل ما يعترض سبيلنا من عوائق وعراقيل؟
فلماذا إذاً لا ندرك معنى الحياة؟
ليسأل كل منا نفسه:
ما الذي تعنيه الحياة بالنسبة لي؟
وهل أستفيد إلى أقصى حد من فرصها وقدراتها المتاحة؟
حقاً إنه لتحدٍ رائع تضعه الحياة أمامنا وتنتظر منا الجرأة وقبول التحدي!
يجب أن نضع الجسم - بكل ما فيه من وهن وضعف – تحت إشراف وتصرف القوى العليا.. قوى النفس والعقل.
يجب أن نقهر الشرور التي تترجم ذاتها عن طريق الصوت واللسان: الغضب، الخصام، التعجل في الكلام ، الإنتقاد الهدام، السخرية من الآخرين، الثرثرة العقيمة، واغتياب الغير وجلدهم بسياط الألسنة.
إن اضطررنا للنقد فينبغي أن نبقى على مستوى المبادئ. المجادلة هي أضعف سلاح في يد صاحبه. وحتى إن فرضنا رأينا على أحدهم محاولين إقناعه بعكس ما يؤمن به، سيبقى مع ذلك متمسكاً بقناعاته الخاصة.
السيادة الذاتية تعني القدرة على مواجهة كل الظروف التي تفرضها علينا الحياة. ما من شك أننا نمتلك المقدرة على حل المشكلات، ولكن هل ندرك ماهية تلك القوة التي نمتلكها؟
الناس يبنون حياتهم ويكوّنون شخصياتهم على تقييم الناس لهم وآرائهم بهم. ونادراً ما نجد شخصاً يرتفع إلى ما فوق رأي الآخرين به.
إننا نبحث في الآخرين عن تلك الصفات والمزايا الأكثر تواجداً بنا!
الحياة البشرية هي يوم مدرسي في فصل من فصول الأبدية.
وعقل الإنسان هو لوحة مفاتيح تعزف عليها أصابعٌ غير منظورة ألحاناً منسجمة أو متنافرة..
وللإنسان القدرة على الإحتفاظ باللحن الممتاز والتخلص من النشاز.. إن هو رغب بذلك.
نحن
مجانين إذا لم نستطع أن نفكر ، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر ، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر