أوبئة العالم ورعب الخنازير في كتاب لصحفي مصري

"من حق الأجيال القادمة علينا كمعاصرين لوباء 2009 أن نسجل لهم ما قد يحتاجونه .. أو ما قد يعينهم على فهم المشهد في الكرة الأرضية بصفة عامة، وفي مصر بصفة خاصة وقت ظهور وباء أنفلونزا الخنازير، ومن هنا جاء عزمي الأكيد على إنجاز هذا الكتاب " هكذا كتب مؤلف " الوباء .. دليلك الإرشادي للنجاة من إنفلونزا الخنازير " الصحفي المصري خالد أبوبكر بمقدمة كتابه الصادر عن دار "كنوز" للنشر والتوزيع .يوضح المؤلف " أنه مع أواخر أبريل 2009 بدأت الأخبار تأتي من المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية عن انتشار فيروس جديد يسمى A H1N1"" وسبب مرض عرف إعلاميا باسم أنفلونزا الخنازير، وهو الوباء الذي جعل البشرية تشعر أنها تعيش فيما يشبه الحرب مع هذا الوباء الذي يسجل في كل لحظة إصابات بشرية.. ويوقع في كل يوم قتلى، ولا حديث للناس إلا عن كيفية النجاة بأنفسهم وذويهم منه".

وفي إطار سعيه من أجل إنجاز كتابه والحصول على اكبر قدر من المعلومات عن الأوبئة التي حلت بمصر والأحداث التي عاصرتها وكيف تم التعامل معها، شغف أبو بكر بالبحث عن أي كتابات اهتمت بالتأريخ لأوبئة سابقة عصفت بالبشرية عامة وطالت مصر أو محيطها العربي، مثل وباء "الكوليرا" الذي اجتاح مصر خريف عام 1947، وقد حاول التعرف على ملامح هذا المشهد في مصر إبان هذه الفترة من صحف مثل "المصري" و"الأهرام" وغيرها، هذا إلى جانب عثوره على الحلقة الأولى لهيكل في برنامج "مع هيكل" المذاعة في 25 ديسمبر 2006 على قناة الجزيرة الفضائية، والتي لخص فيها أحوال مصر، خلال وباء "الملاريا" الذي عصف بجنوب مصر أواخر عام 1942 وأوائل 1943، حيث ذهب لأسيوط لتغطية الوباء لصحيفة "ذي إيجيبشيان جازيت" الصادرة باللغة الإنجليزية.

ومما قاله هيكل عن وباء "الملاريا" : " كان هذا الوباء وقتها يعتبر سراً حربياً فكان يتم التستر عليه حتى لا يؤثر على القوات الإنجليزية التي تقاتل في الحرب العالمية الثانية، وعلى الأوضاع في البلد كلها، ويتابع هيكل في حديثه " لأول مرة أطل على قاع الريف المصري، وما رأيته, يكفي أن أقول إن عدد الضحايا الذين ماتوا جراء الإصابة بالوباء أكثر من 120 ألف نسمة, المشكلة إنه لم يكن هناك أدوية.. كان يوجد دواء وحيد يسمى (مالريول) لكن الدكتور موريس والدكتور الأمريكي قالوا إنه دواء غير فعال.. كل المرضى كانوا (يتشالوا) من البيت الذي يصله الوباء.. ويغلق باب البيت، وتوضع عليه علامة أكس (X) حمراء، أثناء سيرنا في القرى كنا نلاحظ إن البيوت والقرى مقفرة.. والسيارات تحمل في الناس باستمرار.. وناس تندفن في أماكنها.. والمشهد لا يُعقل.. لا يُعقل".

ووفقاً لهيكل فقد حاول حينها التقصي عن الكيفية التي جلب بها هذا الوباء لبلدنا، وكانت النظرية التي عرضها الأطباء حينها والتي ثبت فيما بعد صحتها, أن هذا الوباء تسبب فيه الناموس القادم من وسط أفريقيا، فقد كان الطريق القادم من البحر الأبيض المتوسط مغلق بواسطة الغواصات الألمانية، والجيوش البريطانية تتخذ من جنوب السودان قاعدة لهم لطرد إيطاليا من القرن الأفريقي من الحبشة والصومال، وكان الناموس ينتقل عبر القطارات القادمة من إفريقيا والمحملة بإمدادات الجيش البريطاني، ثم يتوطن في مزارع القصب في أرمنت (مركز تابع لمحافظة الأقصر حاليا), والحكومة تتستر على الوباء لعدم وجود أدوية، وأغذية، نظراً لأن سلطات الاحتلال البريطاني تستولي على معظم الأغذية الموجودة في مصر لصالح قواتها التي تحارب في الحرب العالمية الثانية.

ثم يؤكد أبو بكر من خلال كتابه أنه بخلاف ما ذكره هيكل عن وباء الملاريا لم يتمكن من العثور على كتاب يعطي صورة كلية عن أي وباء عاشته مصر خلال القرن العشرين، كوباء الكوليرا (1947)، والإجراءات التي أتبعتها الحكومة المصرية حينها لمواجهته، وبالتالي لعقد مقارنة بين التدابير الوقائية لمواجهة الأوبئة عام 1947، وما أصبحنا عليه بعد نحو 63 عاما.

ومن هنا ظهرت الحاجة الماسة لدى المؤلف لكتابة مثل هذا الكتاب عن الوباء العالمي الخاص بعام 2009 وهو وباء انفلونزا الخنازير لأنه وفقاً لقوله "من حق الأجيال القادمة علينا كمعاصرين لوباء 2009 أن نسجل لهم ما قد يحتاجونه.. أو ما قد يعينهم على فهم المشهد في الكرة الأرضية بصفة عامة، وفي مصر بصفة خاصة وقت ظهور وباء أنفلونزا الخنازير، ومن هنا جاء عزمي الأكيد على إنجاز هذا الكتاب ".التأريخ للأوبئة

يلفت خالد أبو بكر إلى نقطة هامة خلال كتابه وهي أن قدامى المؤرخين كانوا أكثر وعياً من المحدثين بأهمية تسجيل ما تعرضت له مصر والبلدان العربية من أوبئة فتاكة، ويضرب مثلاً بالمؤرخ المصري الكبير زين العابدين محمد بن أحمد بن إياس الحنفى المصري والذي سجل في كتابه "بدائع الزهور في حقائق الدهور" ما تعرضت له مصر من موجات "الطاعون" والذي اجتاح البلاد عام 1412م، كذلك الأمر مع المؤرخ العظيم عبد الرحمن الجبرتي في كتابه الرائع "عجائب الآثار في التراجم والأخبار"، الذي وصف فيه حال مصر إبان وباء الطاعون الذي هاجم البلاد أثناء الاحتلال الفرنسي لمصر (1798: 1801م)، فوصف بدقة كيف أمر قائد الفرنسيين نابليون بونابرت باتخاذ عدد من التدابير الصحية، من ضمنها إنشاء ما يمكن أن نقول إنه حجرا صحيا بلغة الزمان الحاضر، ومستشفيات عسكرية وأخرى للاهالى، حتى إنه فرض على الأهالي نشر فروشهم على الأسطح لتعريضها للشمس والهواء وعين مشرفين خصيصاً لهذا الأمر،وأنزل عقوبة الإعدام على من يخالف هذه الأوامر، أو من يعرف مصابا ولم يبلغ عنه سواء من أهل بيته أو من غيرهم.
أيضاً ما ورد ببعض المؤلفات لفقهاء أجلاء حول وباء الطاعون مثل الإمام جلال الدين السيوطي وكتابه "ما رواه الواعون في أخبار الطاعون"، ومن قبله العلامة ابن حجر العسقلاني في كتابه الرائد "بذل الماعون في فضل الطاعون".محتويات الكتاب

ينقسم الكتاب إلى تسعة فصول يتناول الفصل الأول منه تاريخ الأنفلونزا وحروبها على البشر، بداية من الإنفلونزا الروسية التي اجتاحت العالم بين عامي 1889 و1890، ووباء الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، ثم الأنفلونزا الآسيوية بين عامي 1956 – 1958، فأنفلونزا هونج كونج بين عامين 1968 و 1969، وأخيرا أنفلونزا الخنازير، إلى جانب عرض لطبيعة الفيروس المسبب لها، وكيفية انتقالها بين البشر، وأعراضها، والسمات السريرية التي تميز الحالات الحرجة التي تصاب بها.. وأشدّ الفئات عرضة لخطرها.وجاء الفصل الثاني بعنوان "العالم في قبضة أنفلونزا الخنازير" والذي تناول تطور انتشار الوباء منذ ظهوره في المكسيك وأمريكا إلى انتشاره في العالم ككل، ثم جاء الفصل الثالث "الحرب على الخنازير في مصر" والذي عرض لقرار الدولة المصرية بالتخلص من قطعان الخنازير التي قدرت بنحو 300 ألف رأس، كما عرض للجدل الذي أثير حول صحة أو خطأ هذا القرار، والاتهامات التي صدرت من البعض – خاصة أقباط المهجر- الذين اعتبروا أن قرار ذبح الخنازير قرارا طائفيا بالرغم من أن الكنيسة المصرية لم تنظر إليه بهذه النظرة رغم امتعاضها منه.أما الفصل الرابع "خطط وزارة الصحة للتعامل مع الوباء" فتناول خطة وزارة الصحة للتعامل مع هذا الوباء، وجاء الفصل الخامس بعنوان "تطور انتشار الوباء في مصر" ليقدم صورة قريبة عن المراحل التي مر بها الفيروس في مصر حتى منتصف ديسمبر 2009، وجاء الفصل الخامس بعنوان "دليلك الإرشادي لمواجهة الوباء" ليجيب على الأسئلة المتعلقة بكيفية التعامل مع هذا الوباء وكيفية الوقاية منه.ثم يأتي المؤلف في الفصل السابع المعنون بـ "لقاحات أنفلونزا الخنازير.. جدل لا ينتهي" ليناقش الجدل الذي أثير حول اللقاحات المضادة للوباء، ثم يطرح في الفصل الثامن سؤال "هل أنفلونزا الخنازير مؤامرة؟" وما اتجه إليه الكثير من الناس بالاعتقاد بأن الأمر خلفه مؤامرة كبرى على البشر، واختتم الكتاب بالفصل التاسع والأخير والذي حمل عنوان "أنفلونزا الكلاب والخيول.. أوبئة منتظرة" والذي قال فيه " لم تكد البشرية تصحو من كابوس أنفلونزا الخنازير المتفشي في الكرة الأرضية، وكابوس أنفلونزا الطيور حتى باغتها فيروس A H3N8 الذي انتقل إلى الكلاب عن طريق الخيول، فضلا عن أنفلونزا الماعز، التي يسببها فيروس (كيو) ودرجة خطورتها على البشر وكيفية الوقاية منها سواء للإنسان أو الحيوان.

ربنا يحمينا ويحمى كل المسلمين

من هذه الاوبئة
وكفايى الفقر علينا
هو هيبقى فقر ومرض كمان

بآركك الله فيك وجزاك الله خير

يعطيك العافيه مجهود طيب

جزاك الله خيرا أخي الفاضل

و شكرا على الموضوع
تقبل تحياتي و تقديري

ربنا يشفى كل المرضى
ويعافينا من هذه الامراض والاوبئة

وبارك الله فيك

اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً

أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

وردكم المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخير وعافية

[size=25][size=21]لكم خالص احترامي[/size][/size]

اشكركم اعضاء اسرتنا الكريمة

على
مروركم هنا وتشريفكم صفحتى

واتمنى
دوام الود

لكم
جزيل شكرى وامتنانى

» عكس التصريحات الحكومية.. عالم مصري يتوقع شتاءً هادئاً لأنفلونزا الخنازير
» الآن كتاب [ نهاية العالم ] للتحميل كاملاً
» صدمة ورعب في إسرائيل ودعوة فلسطينية لمحاكمة مجرمي الحرب