أفراح عربية .. مصر بطل إفريقيا والجزائر بكأس العالم

مصر بطل إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي والجزائر ممثل العرب الوحيد في كأس العالم .. تلك هي الحقيقة الباقية وما سواها كان أمرا شاذا ولم يكن ليستمر في ظل روابط الدم وعلاقات الأخوة التي تربط الدولتين الشقيقتين.
وكانت مصر فازت في 31 يناير / كانون الثاني وللمرة الثالثة على التوالي وللمرة السابعة في تاريخها ببطولة كأس الأمم الإفريقية بأنجولا ، فيما جاءت الجزائر التي تأهلت قبل شهور لكأس العالم في المركز الرابع بعد خسارتها من نيجيريا في مباراة المركز الثالث في البطولة .
ورغم أن مثيري الفتنة كانوا ينتظرون بشغف مباراة منتخبي مصر والجزائر في الدور ربع النهائي لكأس الأمم الإفريقية لإشعال التوتر مجددا بين الأخوة بعد أحداث مباراتي القاهرة وأم درمان في 14 و18 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي ، إلا أن مسئولي البلدين كانوا من الوعي هذه المرة لإجهاض تلك المؤامرة مبكرا .
ففي 26 يناير وقبل يومين من انطلاق مباراة المنتخبين ، أجري وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اتصالا هاتفيا بنظيره الجزائرى مراد مدلسي أكدا خلاله أهمية التعامل الحكيم مع مباراة كرة القدم التي ستقام في 28 يناير بين منتخبي البلدين في بطولة كأس الأمم الإفريقية بأنجولا .
ونقل التليفزيون المصري عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكى القول إن الوزيرين اتفقا خلال الاتصال على استمرار التواصل بينهما في هذا الشأن وذلك على خلفية الأحداث المؤسفة التي كانت قد وقعت في اللقاء الأخير بينهما في الخرطوم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2009.
ومن جانبه ، طالب أنس الفقي وزير الإعلام المصري كافة وسائل الإعلام بضرورة التعامل مع مباراة مصر والجزائر بمنهج متوازن وتناول هادئ وبشكل موضوعى.
وقال الفقى: "يجب ألا ندع العواطف تأخذنا بعيدا عن الموضوعية والاحترافية وأن ننطلق فى تناولنا من منطلق قومى واعتبارها مباراة رياضية وليست حدثا سياسيا".
ودعا الفقي بعد لقائه رؤساء القنوات التليفزيونية والصحف المصرية والقنوات الخاصة والإعلام الرياضى إلى التعامل مع هذا الحدث الرياضى الكبير بمنهج موضوعى متوازن بعيدا عن أى تعصب أو تحيز لجانب دون الآخر ، منطلقين من شعار أن المباراة عربية والفائز عربى وأن العرب استحوذوا على نصف المربع الذهبى وهذا إنجاز فى حد ذاته.
واختتم بالتأكيد على ضرورة النظر لهذه المباراة باعتبارها مباراة عربية عربية والفائز فيها عربى وأن وصول فريق عربى للنهائى أيا كان علمه هو رصيد وإنجاز يتحقق للرياضة العربية.
وسرعان ما وجدت دعوات التهدئة السابقة آذانا صاغية هذه المرة خاصة بعد أن سخر العالم من العرب بعد أحداث مباراتي 14 و18 نوفمبر ، وجاء لقاء ربع النهائي غاية في التشويق والإثارة بصرف النظر عن النتيجة ، بل وكان الأمر اللافت هو الروح الرياضية المتبادلة ، حيث أعلن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري أن الهزيمة لا تقلل من قوة الفريق الجزائري ، مؤكدا إعجابه ببعض اللاعبين الجزائريين.
ولم يكتف بما سبق ، بل إنه أشار أيضا إلى أنه تلقى تهنئة من الإعلاميين الجزائريين الذين قاموا بمصافحة اللاعبين المصريين وتهنئتهم على التأهل للنهائي .
وبجانب تصريحات شحاتة ، فإن كافة وسائل الإعلام في العالم نقلت عن الجماهير المصرية في ذروة فرحتها بالفوز على الجزائر والتأهل للنهائي تمنياتها بالتوفيق للأشقاء الجزائريين في كأس العالم .
ويجب الإشارة هنا إلى أن تلك الأحاسيس والمشاعر لم تأت فقط في أعقاب مباراة ربع النهائي في بطولة كأس الأمم الإفريقية وإنما ظهرت بوضوح أيضا في مباريات دور الثمانية في البطولة عندما شجع المصريون منتخب الجزائر الذي ظهر بأداء رائع أمام منتخب كوت ديفوار .
في تلك المباراة ، ظهرت حقيقة لا يستطيع مثيرو الفتن أو غيرهم إنكارها ألا وهي أن روابط الدم والعروبة لها الكلمة الفصل في النهاية ، حيث اعترف عدد كبير من المصريين بأنهم مع مرور دقائق المباراة وظهور منتخب الجزائر بشكل رائع وجدوا أنفسهم تلقائيا يشجعون الجزائر ، متناسين أحداث أم درمان .
وبجانب الجماهير ، فقد تبادل مسئولون في اتحاد كرة القدم في كل من مصر والجزائر رسائل التهنئة بعد فوز مصر على الكاميرون والجزائر على كوت ديفوار في مباريات دور الثمانية .
وجاءت مباراة المنتخبين وجها وجها مجددا في الدور ربع النهائي لتزيد من التقارب وتودع أجواء الاحتقان السابقة ، حيث أشاد رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة بمستوى منتخب مصر خلال المباراة ، موجها أصابع الاتهام للحكم البنيني كوفي كودجا في خسارة منتخب الجزائر .
التصريحات السابقة أجهضت توقعات صحيفة " معاريف " الإسرائيلية التي وصفت مباراة المنتخبين الشقيقين في ربع النهائي بـ "الحرب المقدسة " ، قائلة :" يسعى المنتخب المصري لرد الإهانة التي تلقاها من نظيره الجزائري الذي حرمه من التأهل لكأس العالم بحمل لقب البطولة الإفريقية للمرة الثالثة على التوالي ".
وفي محاولة رخيصة للنيل من المنتخبين العربيين ، توقعت الصحيفة الإسرائيلية وقوع أحداث شغب مجددا مثلما حدث بعد مباراة أم درمان في السودان ، إلا أن هذا لم يحدث وباءت مخططاتها بالفشل .
والخلاصة أن العلاقات بين مصر والجزائر أكبر من مباراة في كرة القدم ولذا يجب لجم بعض وسائل الإعلام في البلدين التي تخدم الأعداء وتسعى للشهرة على حساب علاقات الإخوة والصداقة والعروبة والإسلام التي تربط بين الشعبين.

الف مليووووووووون مبروك لمصر
والف مليووووووووون مبروك للجزائر
ياريت نرجع لاصلنا الطيب كلنا
ونحمد ربنا على ان الاسلام جمع بيننا

» صحيفة برازيلية : مواجهة مصر والجزائر ستزلزل إفريقيا وشحاتة إنتصر بإستبعاد أبو تريكة وشيكابالا
» دوري أبطال إفريقيا: الإسماعيلي يسقط أمام شبيبة القبائل
» فوزي شاوشي يشارك رسميا في مونديال جنوب إفريقيا