القاهرة: قررت النيابة العامة بمحافظة الجيزة المصرية حبس سائقى القطارين اللذين إصطداما ببعضهما مساء السبت الماضى بمدينة العياط، وكذلك عامل برج المراقبة بالمنطقة بدر عامر لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات التى تجرى معهم بمعرفة النيابة. ووجهت النيابة إلى المتهمين وهما وحيد كامل موسى وأمير حليم حكيم عددا من الاتهامات من بينهم القتل الخطأ لـ 18 شخصا وإصابة 36 آخرين والإهمال وإلحاق الضرر بجهة عملهم .
من ناحية أخرى بدأت لجنة خماسية شكلتها النيابة العامة فى مباشرة مهامها لإعداد تقرير عن الحادث، ضمت اللجنة ثلاثة أساتذة كهرباء بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ونائب رئيس هيئة السكك الحديدية للتشغيل، وأحد خبراء السكك الحديدية بوزارة النقل، حيث قاموا بفحص القطارين محل الحادث ومعاينة مكان الحادث لبحث مدى سلامة الأجهزة الفنية للقطارين لوضع تصور لكيفية وقوع الحادث وتحديد مدى مسئولية سائقى القطارين وعمال برج المراقبة .
وكشفت التحقيات أن عامل البرج بدر عامر كان قد استأذن من زميله المتوفى سيد عدلى بأن يترك عمله مبكرا لمدة أربع ساعات حيث كان من المقرر بقائه ببرج المراقبة بكفر عمار حتى الساعة السابعة مساء. وانتهت النيابة العامة من سؤال جميع المصابين عن كيفية إصابتهم وظروف الحادث وتسليم الجثث إلى ذويهم، وسوف تستدعى النيابة عددا من قيادات هيئة السكك الحديدية للاستماع إلى أقولهم بشأن الحادث.
على صعيد متصل تلقى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء ثلاثة تقارير من وزراء الصحة والنقل والتضامن الاجتماعى حول حادث قطار العياط وذلك فى إطار متابعته المستمرة حول ملابسات الحادث وأسبابه .
وصرح الدكتور مجدى راضى المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء بأن تقرير وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلى أشار إلى أن عدد الوفيات فى الحادث بلغ 18 حالة وفاة تم تسليم الجثث لذويها، كما بلغ عدد المصابين 36 شخصا تعافى منها 25 بالكامل وخرجت من المستشفيات، ولاتزال هناك 11 حالة تحت الرعاية الصحية منها 10 حالات إصابة خفيفة وحالة واحدة تحتاج لمزيد من الرعاية الصحية، وقد تم نقل المصابين فى حادث القطار إلى مستشفيى معهد ناصر وكوبرى القبة.
وقال راضى إن تقريرى وزيرى النقل المهندس محمد لطفى منصور والتضامن الاجتماعى الدكتور على المصيلحى تضمنا تقديم مساعدات مادية وعينية لضحايا الحادث، إضافة إلى تقديم مساعدات فورية فى موقع الحادث، إلى جانب أن وزارة التضامن قررت تقديم خمسة آلاف جنيه لكل متوفى وألف جنيه لكل مصاب.
وأشار راضى إلى أنه تم تشكيل لجنة فنية من الخبراء والمتخصصين لمعرفة أسباب وملابسات الحادث ولاتزال تواصل عملها ولم يصدر عنها أى تقارير حتى الآن، كما يواصل النائب العام تحقيقاته حول الحادث .
ومن جانبه أعلن المهندس محمد لطفى منصور وزير النقل عن تشكيل لجنة فنية من خبراء هيئة السكك الحديدية والجامعات لتحديد أسباب الحادث المروع . وأكد الوزير فى إجتماع لجنة النقل بمجلس الشعب برئاسة المهندس حمدى الطحان أنه تم إخطار النيابة العامة وأجهزة الأمن لاتخاذ الإجراءات وتحديد المسئولية الجنائية، وسوف تكون هناك إجراءات حاسمة وجزاءات شديدة لكل من يثبت إهماله، مشيرا إلى أنه تم إحالة 34 من المسئولين فى الإدارات العليا بهيئة السكك الحديدية لتحديد مدى مسئوليتهم عن الحادث .
وقال الوزير إن الحادث أدى إلى تهشم العربة الخلفية من قطار الفيوم وأضرار طفيفة بمقدمة قطار أسيوط، كما تأثرت القضبان لمسافة مائة متر وبلغت قيمة التلفيات حوالى 900 ألف جنيه. مؤكدا أنه تم إخلاء السكك الحديدية من آثار الحادث وبدأت حركة السير فى الانتظام اعتبارا من الساعة السادسة من صباح الاحد .
وشرح وزير النقل النظام المتبع لتأمين حركة السير بالقطارات. فقال إن كافة الجرارات مزودة بجهاز التحكم الأوتوماتيكى "إيه تى سى"، وهو الجهاز المسئول عن التحكم فى سرعة القطار طبقا لإشارات السيمافورات والسرعات المقررة على الشبكة وكذلك تسجيل هذه السرعات والمعاونة فى تحديد أسباب الحوادث. واشار إلى أن الجهاز يتدخل للقيام بما لم يقم به السائق مثل تخفيض السرعة فى حالة تجاوز السرعات المقررة ، كما يقوم بتوقيف القطار فى الحالات التى تتطلب ذلك إذا لم يقم السائق بتوقيفه.
وقال المهندس محمد لطفى منصور وزير النقل إن الإدارة العليا للهيئة لاحظت فى الفترة الأخيرة أن بعض السائقين يقومون بإيقاف جهاز التحكم الأوتوماتيكى ولذا تم إصدار قرار بفرض جزاءات رادعة على السائقين فى حالة إغلاق هذا الجهاز" .. مضيفا أن التحقيقات ستثبت هل هذا الجهاز كان فى حالة تشغيل أو متوقف وهذا أحد عناصر المسئولية الجنائية والتأديبية.
وذكر الوزير أن الخط الذى وقع عليه التصادم مزود بالإشارات المكهربة وجميعها سليمة وتعمل بشكل جيد وأن نظام التشغيل يقوم أيضا على مراعاة مدلول السيمافورات وعدم تجاوز السرعات إذا كان السيمافور يعطى علامة الخطر أثناء السير. وقال إن زمن التقاطر لايقل عن عشر دقائق ولكن فى هذا الحادث وقف القطار الأول 20ر6 دقيقة ووقع التصادم 35ر6 دقيقة أى بعد التوقيت بربع ساعة .
ضحايا الكارثة المروعة
وأكد الوزير أنه منذ بدء تطوير مرفق السكك الحديدية انخفضت معدلات الحوادث بنسبة كبيرة جدا فمنذ حادث قليوب فى 23 أغسطس 2006 لم يقع أى حادث تصادم حتى السبت وكان متوسط الحوادث خمس سنويا.وأضاف أنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة كان متوسط الرحلات اليومية للقطارات 1100 رحلة أى تقل حوالى 600 مليون راكب سنويا وقامت القطارات بنحو مليون رحلة فى 3 سنوات وإذا كان هذا الحادث الأول خلال السنوات الثلاث السابقة فإن نسبة الحوادث تبلغ واحد فى المليون وهذا قليل جدا. وأشار إلى أن مثل هذه الحوادث تقع فى جميع دول العالم حتى المتقدمة وليس هذا مبررا لوقوع حوادث وسنعاقب كل من أهمل وأخطأ.
وتحدث الوزير عن خطة تطوير هيئة السكك الحديدية .. فقال إنه تم إنفاق 6ر4 مليار جنيه من المليارات الخمسة التى تم تخصيصها للهيئة إذ تم استيراد 120 جرارا جديدا وتأهيل 110 جرارات قديمة وتطوير 175 مزلقانا من أصل 375 وسينتهى التطوير فى هذا القطاع مع نهاية 2011.
وبالنسبة للاشارات ، قال الوزير إن 15% فقط من الخطوط فى مصر عليها إشارات مكهربة وكذلك سيتم فى أول نوفمبر المقبل طرح مناقصات لتطوير الإشارات بقرض من البنك الدولى وهناك ثلاثة مليارات جنيه ستخصص للهيئة سيتم صرف الجزء الأكبر منها على تطوير الإشارات. مضيفا أن ذلك يحدث بالتوازى مع تطوير العنصر البشرى .
الإثنين أغسطس 20, 2018 4:53 am من طرف 
