لاقت وسائل تنظيم النسل رواجاً كبيراً على مستوى العالم منذ اختراعها في ستينات القرن الماضي, وبعد نجاح التجربة على البشر امتدت الطريقة لتصل إلى الطيور والحيوانات.. وتتنوع هذه الوسائل ما بين حبوب وحقن وغير ذلك، وهي وسائل تأخذها الأنثي في الغالب لمنع الحمل، وتحتوي علي هرمونى الإستروجين و البروجيستيرون اللذان يقومان بتعطيل عملية الإباضة.
والجديد في هذا الشأن أن هذه الوسائل لم تعد تقتصر على الأنثي فقط، بل تطرق باحثون استراليون إلى تطوير حقنةً ُتعطي للرجل في الذراع لمنعه من تخصيب المرأة وحملها.
واختبر الباحثون في معهد أنزاك للابحاث بجامعة سيدني الحقن علي 1756 رجلاً تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 51 عاماً، حيث تبين لهم أنها سريعة المفعول ويمكن الركون إليها شرط أن تعطي للرجل 4 مرات في العام، ويخضع الرجال الذين لا يريدون أن تحمل زوجاتهم لعملية قطع الحبل المنوي.
وذكرت وكالة الأنباء الاسترالية "أي أي بي" أن فعالية هذه الحقن الهرمونية لا تقل عن فعالية حبوب منع الحمل عند النساء، مشيرة إلي أنها تمنع فرز العدد الكافي من الحيوانات المنوية للاخصاب، وهي تتألف من هرموني أندروجين وبروجستين وعلي الاخص هرمون تستوستيرون.
وحول الجديد في وسائل منع الحمل، نجح الدكتور ماهر محمد عبد الوهاب أستاذ النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة، في تطوير وسيلة جديدة لمنع الحمل, وقد حصلت علي موافقة منظمة الغذاء والأدوية الأمريكية، ويجري تداولها الآن في معظم دول أوروبا وفي الولايات المتحدة.
وأشار عبد الوهاب إلي أن هذه الوسيلة عبارة عن حلقة مهبلية مرنة تستخدمها السيدة بنفسها بكل سهولة مرة واحدة كل شهر، وهي وسيلة هرمونية لمنع الحمل, إذ تفرز بصورة منتظمة جرعة منخفضة من نفس الهرمونات الموجودة في أقراص منع الحمل ولكنها تعادل نصف جرعة الاستروجين اليومية التي تحصل عليها عند تناولها هذه الاقراص, وهذا يؤدي إلي تقليل الآثار الجانبية التي تحدث لكثير من السيدات، كما أن هذه الحلقة الشهرية لها نفس فاعلية أقراص منع الحمل، حيث إنها تعمل بنفس الطريقة الا وهي منع عملية التبويض ولكن بجرعات أقل من الهرمونات.
وأوضح عبد الوهاب أنه من أهم مزايا الحلقة أنها تضمن انتظاماً فائقاً للدورة الشهرية, كما تؤدي إلي طمث أقل غزارة وأقصر مدة وهذا يقلل من مخاطر إصابتك بأنيميا نقص الحديد المصاحبة لحالات غزارة الدورة الشهرية، كما أن استخدام الحلقة الشهرية مرة واحدة في الشهر سوف يجنبك الحاجة الي التذكر اليومي الذي قد يزعجك في حالة أخذ أقراص منع الحمل.
حقن طويلة الأجل
وفي السياق ذاته، طور علماء وأطباء بريطانيون طريقة جديدة لمنع الحمل تقوم علي استخدام الحقن وزرع موانع الحمل في الجسم بدل من تناول الحبوب التقليدية.
وذكرت صحيفة "الديلي تلغراف" أن الحكومة البريطانية بصدد تشجيع النساء علي استخدام الحقن ووسائل الغرز "اللولب وما شابهه" بدلاً من حبوب منع الحمل في محاولة لخفض عدد مرات الحمل غير المرغوب فيه وتحديداً في أوساط الفتيات والمراهقات البريطانيات.
وبهذه الطريقة فإنه يمكن للنساء التحكم بالحمل من خلال استخدام الطرق الجديدة التي تدوم فاعليتها بين ثلاثة أشهر وخمس سنوات لتكون بديلاً لهن عن تناول الحبوب عن طريق الفم، وتأمل الحكومة تعميم هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته عشرة ملايين جنيه إسترليني.
وأشار خبراء تنظيم الأسرة في دراسة لهم إلي أنه إذا تحولت نسبة 7.7% من النساء إلي وسيلة منع الحمل الطويلة الأجل فإن مرات الحمل غير المخطط لها في إنجلترا يمكن أن تنقص بمقدار 70 ألفاً سنوياً ويقدر عدد تلك المرات الآن بنحو 400 ألف في السنة.
حبوب منع الحمل.. فوائد وأضرار
وحول فوائد أقراص منع الحمل، أظهرت نتائج دراسة بريطانية أن النساء اللواتي يتناولن أقراص منع الحمل، هن محميات من الإصابة بسرطان المبيض، حتى ولو بعد عقود من توقفهن عن تناولها.
ووجدت الدراسة أن النساء اللواتي يتناولن أقراص منع الحمل لخمسة عشر عاما، خفض احتمال إصابتهن بسرطان المبيض للنصف، كما أن المخاطر بقيت منخفضة بعد أكثر من 30 عاما على توقفهن تناول هذه الأقراص، وإن ضعفت مقاومتهن للإصابة به مع مرور الوقت.
وقالت الباحثة فاليري بيرال التي قادت فريق الدراسة ومديرة وحدة أبحاث السرطان في جامعة أوكسفورد: "الأقراص لا تمنع الحمل فقط، بل وعلى المدى الطويل، تصبح فرص الإصابة بالسرطان أقل".
وبالرغم من هذه النتائج فإن الأطباء لا يقترحون بضرورة تناول النساء لهذه الأقراص، إذ أن لها أعراض جانبية كأي عقار آخر، منها احتمال التعرض لجلطات والصداع وضغط الدم المرتفع. وتزيد هذه الاحتمالات لدى النساء اللواتي في آخر الثلاثينات ولدى المدخنات.
وعن أضرارها، أفاد باحثون بريطانيون بأن النساء اللاتى يتعاطين أقراص منع الحمل أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم لكن هذا الخطر مؤقت إذ يتلاشى بعد حوالى عشر سنوات من التوقف عن استخدامها.
وأوضحت الدراسة أنه يوجد علاقة بين أقراص منع الحمل وسرطان عنق الرحم، لكن هذه هى أول دراسة تظهر الفترة التى يستمر فيها احتمالات الإصابة بالمرض.
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة جين جرين خبيرة فى علم الأوبئة بجامعة اوكسفورد البريطانية، أن النساء فى الدول المتقدمة اللاتى استخدمن أقراص منع الحمل فى الفترة العمرية من 20 إلى 30 عاماً ارتفع عدد المصابات منهن بسرطان عنق الرحم فى سن الخمسين إلى 4.5 امرأة بين كل ألف مقارنة مع 3.8 امرأة بين كل ألف امرأة لم يتعاطين تلك الأقراص، وفى الدول الأقل تقدماً ارتفعت النسبة إلى 8.3 امرأة بين كل الف بين اولئك اللاتي استخدمن أقراص منع الحمل، مقارنة مع 7.3 امرأة بين كل ألف لم يستخدموها.