لعد التنازلي
عقد اجتماع سري بين القادة المصريين والسوريين لتحديد الموعد النهائي للحرب، وبدأ العد التنازلي لحرب أكتوبر بداية من 21 سبتمبر وخلال الأيام الخمسة عشر تم حشد وحدات المدفعية والمهندسين والتعبئة واستدعاء الاحتياطي وتم وضع جدول محدد يشمل كل الإجراءات وما يجب أن يتم كل ليلة .
بدأت معركة العبور في موعدها المحدد لها تماماً بتوجيه الضربة الجوية التي شاركت بها 200 طائرعبرت خط القناة في الساعة الثانية ووجهت ضربات لمطارات العدو ومراكز قيادته ومناطق حشد مدفعيه في سيناء، ثم بدأت مدفعيتنا عمليات القصف التحضيري المكثف على مواقع العدو شرق القناة وتسلل عناصر استطلاع المهندسين وعناصر من الصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للتأكد من تمام إغلاق المواسير التي تنقل السائل المشتعل على سطح القناة، ثم بدأ عبور المشاه وفتح الثغرات وإنشاء الكباري والمعديات لعبور الدبابات وتوالى بعد ذلك تنفيذ الخطة الحربية بمنتهى الدقة.
ويقول الشاذلي "إن عملية عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس يوم 6 أكتوبر 73 يمثل سيمونية رائعة اشترك فيها عشرات الألاف من البشر وكان عمل كل منهم ذا أهمية خاصة في إنجاحها".
في الساعة الثامنة من صباح السابع من أكتوبر كانت قواتنا قد حققت نجاحاً حاسماً في معركة القناة وعبرت اصعب مانع مائي في العالم وحطمت خط بارليف في 18 ساعة فقط وهو رقم قياسي، وبأقل خسائر ممكنة.
الكوبري الذي استخدمه شارون في عملية الدفرسوار
ثغرة الدفرسوار
عقب النجاح الذي حققته قواتنا في العبور، بدأ الحديث في الحادي عشر من أكتوبر حول تطوير الهجوم نحو المضائق، وبرر وزير الحربية أحمد إسماعيل حينها هذه الخطوة بأنه قرار سياسي من أجل تخفيف الضغط على الجبهة السورية، وقد عارض الشاذلي الفكرة قائلاً أن قواتنا الجوية ضعيفة ولا تستطيع تحدي القوات الجوية الإسرائيلية في معارك جوية ، واعتبر الشاذلي أن هذا القرار كان أول خطأ ترتكبه القيادة المصرية خلال الحرب .
نتيجة للقرار تطور الهجوم الذي اتخذ في الثاني عشر من أكتوبر وتم دفع الفرقتين المدرعتين 21 والرابعة ما عدا لواء مدرع وكان هذا خطأ كبيرا، فلم يكن لدينا غرب القناة بدءا من 14 أكتوبر في منطقة الجيشين الثاني والثالث سوى لواء مدرع واحد وهنا اختلت الموازين واصبح الموقف مثالياً للعدو لاختراق مواقعنا والعبور للضفة الغربية وهو ما حدث فعلا يوم 15، 16 أكتوبر.
ويتابع الشاذلي في مذكراته أن القضاء على الثغرة يوم 16 أكتوبر كان سهلا ولكن السادات رفض سحب جزء من قواتنا في الشرق ، وتمت إقالة سعد الشاذلي من منصبه في 12 ديسمبر 1973 ، حيث عين سفيراً لمصر في إنجلترا ثم البرتغال .
وفي عام 1978 انتقد الشاذلي بشدة معاهدة " كامب ديفيد " وعارضها مما جعل الرئيس السادات يأمر بنفيه من مصر حيث استضافته الجزائر، وهناك كتب مذكراته التي اختتمها ببلاغ للنائب العام يطلب فيه محاكمة السادات موجهاً إليه عدد من التهم منها إصدار قرارات خاطئة ترتب عليها نجاح العدو في اختراق مواقعنا في منطقة الدفرسوار ، وأدت مذكرات الشاذلي إلى محاكمته غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية و حكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة!!