"إيرينا بوكوفا "البلغارية تهزم فاروق حسني
في سابقة تعد الأولي من نوعها ، فازت المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا بمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة "اليونيسكو" .
وحصلت بوكوفا على 31 صوتاً في مقابل 27 صوتاً، أي بفارق أربعة أصوات، وهذا الفارق البسيط قد يدفع البعض للقول بأن الأمر يشوبه بعض الغموض المراد منه عدم فوز حسني بالمنصب، رغم اقترابه من النجاح الذي أكده البعض بالأمس وصُدم بالهزيمة ليتراجع حسني عن نجاحه الذي لم يتوقعه البعض بهذه الطريقة التي لم تنته للمرحلة الخامسة والأخيرة.
وبعد لحظات من إعلان النتيجة انطلقت مبررات التراجع ، وكان من بينها ما أُطلق عن عدم رغبة الدول العظمى في فوز حسني بهذا المنصب، خاصة بعد أن شهدت المرحلة الرابعة تعادل كل من حسني وإيرينا بـ29 صوتاً من أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو.
وتحظى السفيرة البلغارية بمكانة مرموقة بين الدبلوماسيين البلغاريين، وهي في العقد السادس من عمرها، التحقت بمعهد العلاقات الدولية في موسكو، الذي يعد من أرقى الأماكن التي تهتم بإعداد كوادر الأحزاب الشيوعية، رغم أن الالتحاق به نوع من الامتياز الخاص بالنخبة.
وخاضت السفيرة المجال السياسي بعد التحولات التي حدثت بالدول الاشتراكية سابقاً، وانتُخبت عضواً في البرلمان البلغاري، وتم ترشيحها لمنصب نائب رئيس الجمهورية عن الحزب الاشتراكي عام 1996.
وأفصحت وزارة الخارجية الفرنسية عن سعادتها فور إعلان فوز الوزيرة، التي حظيت باهتمام فرنسي وتأييد رغم أن نجاحها لم يكن متوقعاً في البداية، والسعادة الأكثر كانت من جانب البلغاريين أنفسهم لفوز مرشحتهم التي لم يتوقع نجاحها لانتمائها لدولة صغيرة من أوروبا الوسطى.
ومن أهم أعباء إيرينا تنفيذ البرامج التربوية، والحفاظ على التراث العالمي وحماية حرية الرأي والتعبير ، والأيام المقبلة ستكشف عما تكنه من مشاعر للدول العربية عامة، وللمصريين خاصة، وهل ستحقق ما أشارت إليه عقب فوزها من احترام للمرشحين وعلى رأسهم المصري فاروق حسني، ومن رغبتها في تنفيذ العروض والأفكار التي قدمها المرشحون والسير على درب أفكارهم، وهذه الجزئية دليل على مهارتها المعتادة في كسب صداقات وقدرتها على الابتعاد عن جلب العداء، وقدرتها على تطويع الأفراد وفقاً لرغبتها، فهي لا ترغب في وجود عداء أو ما يسمى بصراع الحضارات.