أكدت صحيفة "هفنجتون بوست" الأمريكية تزايد نسبة تفاؤل الشباب العربى وثقته بالمستقبل، غداة الثورات التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 2011.
وأشارت الصحيفة فى تعليق بثته على موقعها الإلكترونى، اليوم الثلاثاء، إلى نتائج الاستطلاع الخامس الذى أجرته مؤسسة "أصداء بيرسون مارستيللر" على 3 آلاف شاب عربى "18-24 سنة" من الجنسين فى 15 دولة عربية، والتى أظهرت تفاؤل ثلثى العينة بشأن مستقبل بلادهم، وشعور نسبة 60% بأن اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ككل يسير فى الاتجاه الصحيح.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، فى أولى أحاديثه بجامعة "فيرجينا"، عن شباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، "إنهم يبحثون عن الشيء نفسه الذى تبحثون عنه؛ يبحثون عن فرصة"، معيدة إلى الأذهان الحوار الذى أجرته محطة "إم تى فى" مع الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" خلال حملته الانتخابية الثانية، وتركيز السؤال الأول لجمهور الشباب الأمريكى حول فرص العمل، قائلة إن الشباب العربى بات يسأل قادته السؤال نفسه.
وأضافت "هفنجتون بوست"، أنه رغم التحديات الصعبة التى تواجهها المنطقة، إلا أن الغالبية العظمى من الشباب العربى يرون أن أفضل أيامهم لم تأتِ بعد.
ورصدت الصحيفة الأمريكية تناقض هذا التفاؤل من جانب الشباب العربى، مع حال باقى شباب العالم، مشيرة إلى نتائج دراسة أجراها مركز "بيو لأبحاث الاتجاهات العالمية" عام 2012، التى تبلورت فى سؤال عينة من الشباب حول العالم، عما إذا كانوا راضين عن سير الأمور فى بلادهم، وجاء رد الغالبية فى ثلاث دول فقط -الصين وألمانيا ومصر- بالإيجاب، فيما أعرب ثلث من شملتهم الدراسة فى الولايات المتحدة عن اعتقادهم أن أمريكا كانت سائرة على الطريق الصحيح.
وخلصت الصحيفة فى ظل تلك النتائج إلى خطأ المراقبين الخارجيين فى وجهة نظرهم التشاؤمية حول الحياة فى منطقة الشرق الأوسط، قائلة إن الوضع قبل خمسة أعوام كان مغايرا تماما؛ مع مرور العالم بأسوأ موجة اقتصادية منذ حقبة الثلاثينيات من القرن الماضى، بينما لم يكن يتوقع كثيرون أن تشهد الدول العربية ما شهدته من ثورة على الصعيدين الاجتماعى والسياسى، على مدار العامين الماضيين.