Admin رئيس مجلس الادارة
الجنس : عدد المساهمات : 4349 نقاط : 7916 المزاج : نحمد الله
| موضوع: أقدم السجناء المصريين محمد الأسواني الإثنين سبتمبر 19, 2011 7:17 pm | |
| أقدم السجناء المصريين محمد الأسواني لـ»آخر ساعة«: دفعنا الفاتورة كاملة لأننا أصحاب المحاولة الأولي
ثلاثون عاما من السجن والتعذيب لم تؤثر علي ابتسامة محمد الأسواني، حتي إذا ما فتح لنا ابن أخته الباب وجدناها تطل علينا من وجه وقور يثير بداخلك الفضول وأنت تجلس أمام رجل تعرض لظلم مبارك طيلة مدة حكم الأخير.. ثلاثون عاما خلف القضبان جعلت الأسواني يتفوق علي الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا في عدد سنوات السجن خاصة أن مانديلا خرج بعد ٧٢ عاما فقط بينما تخطاه الأسواني بثلاث سنوات.. الأسواني يقول إنه دفع الفاتورة كاملة، في الوقت الذي يناشد فيه الجهات المسئولة الإفراج عن زملائه ممن لا يزالون خلف القضبان.. خرج الأسواني من السجن بعد أن حصل علي إفراج صحي وفق تقارير طبية تؤكد أنه يعاني من ارتفاع شديد بضغط الدم وارتفاع بنسبة السكر بالدم ويعالج بالأنسولين ولديه شلل نصفي بالجانب الأيسر بسبب جلطة قديمة بالمخ بالإضافة إلي اضطرابات بالقلب وتضخم بالكبد وضمور بالكلي اليسري ووجود حصوات متعددة بها. ❊❊ وهل استطاع مستشفي ليمان طرة التعامل مع كل هذه الأمراض؟ ـ يبتسم الأسواني وقد اكتشف خبث السؤال: - نعم كل هذه الأمراض التي أعاني منها كان يتم التعامل معها تحت إشراف طبي في مستشفي السجن الذي لا يوجد به علاج ولا إمكانيات نظرا لما يتفوق به من إهمال طبي، ولا يستطيع أن يتحدث(!)، وتوجد حالات كثيرة بالسجن ماتت بسبب هذا الإهمال الطبي، ويكفي أن تعرف أنني عندما أصبت بالجلطة تم الإبلاغ عنها بعد ٨٤ ساعة وقتها كان كل شيء انتهي. في حين أن المخلوع مبارك الذي لا يعاني مثلي كان يرقد بمستشفي بشرم الشيخ تحت رعاية طبية ألمانية ويحظي الآن برعاية كاملة في المركز الطبي العالمي. ❊❊ هل تظن أن الرئيس المخلوع كان سيبادر بالإفراج عنك إذا عرف حالتك؟ ـ مبارك لا يعرف معني العفو، بدليل أنني أتذكر واقعة لمسجون مثلي وصلت أوراقه إلي مبارك ليعفو عنه فرفض بحسم. ❊❊ هل تتوقع أن رموز النظام بطرة تتم معاملتهم بطريقة مميزة عن باقي المسجونين ؟ ـ في البداية يجب أن نفرق بين سجن ليمان طرة وسجن ومزرعة طرة التي يوجد فيها رموز النظام، أما قاعدة السجن عموما فهي: "اللي معاه قرش يساوي قرش.. والله يكون في عون المسجونين بليمان طرة . ❊❊ بصراحة هل توقعت أن تقوم ثورة في مصر ؟ ـ لم أتوقع أن تحدث في مصر ثورة مثلما حدث في تونس علي الرغم أن طبيعة الشعب التونسي تشبه الشعب المصري ، لأن مبارك بطبيعته فرعون لن يتنازل عن كرسي الحكم بالإضافة إلي أن النظام نجح في تضليل عقل المواطن المصري ومثال علي ذلك أنه خلق صوراً غير صحيحة عن الجماعات الإسلامية ولصق بها تهمة الإرهاب ، وعندما علمت بوجود وقفة احتجاجية يوم عيد الشرطة قلت إنها مثل أي وقفة وستمر مرور الكرام، ولأن السجن كان لا يبث فيه غير قنوات التلفزيون المصري فكنا لا نعرف مايحدث بالخارج، وعندما شاهدت ما يحدث علي الفضائيات عن طريق هاتف محمول لم أصدق حتي أنني ظننت أنها صور مركبة. لآخر وقت لم أتوقع أنها ثورة ، لكن شيئا ما كان يحدث من حولنا فالمعاملة بالسجن تغيرت إلي الأفضل وكنت أسمع بيانات مبارك والمجلس العسكري وأقول لن يتنحي إلي أن جاء يوم ١١ فبراير فسمعت أحد أصدقائي يصرخ باكياً الله اكبر مبارك مشي. ❊❊ وكيف تعاملت مع الخبر؟ ـ سيطرت عليّ حالة من الذهول، حتي أنني لم أفعل شيئا علي الإطلاق سوي الخلود للنوم لأستيقظ بعدها فأسأل من جديد: هل تنحي مبارك عن السلطة بالفعل؟! ويكمل: " الله الذي أسقط النظام " فهو الذي ألقي في قلوب الشباب الشجاعة لكي يقوموا بالثورة، وأنا أثق في الله الذي نجح هذه الثورة بأنه سيصطفي من بين أبطال الثورة من يقود مصر إلي الأمام ويحررها من الفساد والظالمين . ❊❊ بعد نجاح الثورة هل توقعت الإفراج عنكم ؟ ـ باعتبار أن الثورة تصحح الأخطاء توقعت أن يفرج عن جميع المسجونين، نحن أصحاب المحاولة الأولي وأول من وقفنا ضد حكم مبارك من أيام السادات، وأتمني أن يتم الإفراج عن باقي المسجونين السياسيين . ❊❊ لأنه ظلمك كل تلك المدة.. تري كيف كنت تدعو علي مبارك؟ ـ بدعاء واحد "اللهم أرني فيه عجائب قدرتك" وللعلم فإن مبارك لم يهن حتي الآن ومازال يعامل معاملة إنسان من الدرجة الأولي، لا أعرف لصالح من رغم أنه مجرم وأخطأ في حق المصريين جميعهم. ❊❊ دعنا نسترجع اليوم الذي ألقي فيه القبض عليك واحك لنا ماذا حدث؟ ـ تم القبض عليّ يوم ٦١/١١/١٨٩١م، كان لدي صديق يدعي صلاح وكان يتردد علي بيتي بشبرا كثيرا للمذاكرة، وهذا الصديق له علاقة شخصية بالمجموعة التي قامت باغتيال السادات، فأصبح بيتي مراقبا، وتزامن في الوقت الذي كان فيه والدي هاربا من الثأر، فوجئت بمجموعة من الرجال يسألون علي في البيت وكان واحد منهم يحمل "طبنجة" ولم أتوقع أنهم رجال أمن لأنهم يرتدون ملابس مدنية، حاولت الهروب خوفا من أن يكونوا رجالا من الصعيد وجاءوا يأخذون الثأر، وجريت في الشوارع أهرب من مطر الرصاص، وحدثت إصابات بين رجال الأمن نتيجة مطاردتي، وأنا هربت من البيت وعرفت من أمي الكفيفة أنهم قاموا بتفتيش الشقة وقاموا بضربها، هي وأختي وتم القبض عليّ بعد فترة من هروبي وقدمت للمحكمة ولأن القاضي يحكم بالورق فكانت القضية مضبوطة وتم اتهامي بمحاولة قلب نظام الحكم ومقاومة السلطات. وتم الحكم عليّ بـ 20 سنة مؤبد في غياب محام يدافع عني، وتم زيادة المؤبد إلي ٥٢ سنة لضمان عدم خروج اكبر المسجونين سياسياً بأمر من مبارك. وكان وكيل النيابة وقتها عاصم عبدالحميد نصر هو الترزي الذي فصل القضية واتهمني بها وكانت المعاملة بليمان طرة في منتهي القسوة وكنا نتمني أن نعامل مثل السجناء الجنائيين، فكنت أعامل معاملة القتلة واللصوص. وفي عام 1993 قدمت إلي محاكمة أخري تم الحكم عليّ بالسجن المشدد 12 سنة أخري لإدانتي بالضلوع في محاولة هروب جماعي من السجن وتم تبرئة ٤٢ ضباطا وتم ترقيتهم ومنحهم الأوسمة فيما عدا أنا الذي تم الحكم عليه . وفي 1998 مثلت مجددا أمام المحكمة العسكرية في قضية " طلائع الفتح " ليحكم عليّ مرة ثالثة بالسجن 10 سنوات. ووصلت جملة الأحكام الصادرة بحقي 47 عاما وخرجت بالعفو الصحي وعلي أساس أنني قضيت نصف المدة . ❊❊ وماذا عن التعذيب داخل السجون؟ ـ "أول حاجة بيعملوها أنهم بيفقدونا المناعة من خلال تقليل كمية الطعام المقدم إلينا يوميا". وبالنسبة للتعذيب حدث ولا حرج كل ما تتخيله من أشكال التعذيب كنا نتلقاه، وخاصة في فترة التحقيقات: صعق بالكهرباء والضرب المبرح وعدم النوم عن طريق إيقاظنا بمياه غير نظيفة أو الكهرباء أو تسليط الضوء علي وجهي كي لا أنام. وأنا أذكر أنهم منعوني من النوم أسبوعا كاملا وتركوني بعد ذلك لأنام لمدة 48 ساعة. هذا فضلا عن أنني فقدت 30 ديوان شعر تمت كتابتها في السجن وكان هناك زملاء لنا يعدون لرسالة الدكتوراة في السجن فيتم سرقتها أكثر من مرة إلي أن يقوم المسجون بعد إتمام الرسالة بحرقها بنفسه خوفا من أن يسرق مجهوده وتعبه! ولهذا فإنني أطالب بالإفراج عن زملائنا الموجودين في السجن حتي الآن باعتبارهم من صنعوا الشرارة الأولي للثورة. ❊❊ هل تذكر أحدا من ضباط التعذيب ؟ ـ نعم اللواء محسن حفظي ومحمد عبد الفتاح عمر وفؤاد علام وحسن أبو باشا، ولكن كان هناك ضباط محترمون يحاولون أن يوقفوا التعذيب عنا ولكنهم قلة . ❊❊ هل تنتمي إلي أي تيار سياسي معين حاليا ؟ ـ عندما خرجت من السجن قررت ألا أنتمي لأي تيار سياسي وعُرض عليّ أن أنضم إلي أحزاب ولكني رفضت وأريد أن أنتمي إلي حزب "تنظيم الأسرة" وأتزوج ويتم تسكيني في أي وظيفة وبالفعل قمت بتقديم أوراقي للقوي العاملة كي أحصل علي أي وظيفة ولم يرد علي أحد حتي الآن. ❊❊ ماذا تتمني من رئيس الجمهورية القادم وكيف تري المرشحين الرئاسيين المحتملين؟ ـ أنا أريده رجلا عادلا يحقق العدالة في مصر ويتقي الله في شعبه بغض النظر عن انتمائه إلي حزب معين، وأن يكون الدستور مستمدا من الشريعة الإسلامية فالقرآن به جميع الأحكام التي ترشدنا لتطبيق العدالة بين المواطنين، وعن مرشحي الرئاسة المحتملين فأنا لا أعرف أحدا منهم كي أختار من يمثلني كمواطن مصري نظرا لما قضيته في السجن من سنين طويلة ، ولكن كل ما أعرفه أنه عندما كان المواطنون يعطون أصواتهم لأحد لا يعرفونه غير مبارك فكان هذا من سبيل التغيير. وأري أن تقسيم المسلمين إلي إخوان وسلفيين وصوفيين كان من تخطيط النظام فكلنا مسلمون ونحب ربنا، ولكن أري أن جميعهم يخافون الله .
| |
|
ابوعبدالرحمن مشرف
الجنس : عدد المساهمات : 340 نقاط : 570
| |