الهدوء المشوب بالحذر شعار رفع في ميدان التحرير من مواطنين وقوات أمن، ولأول مرة من شهور مضت يعيش وسط ميدان التحرير جمعته بلا وقفة أو مسيرة أو هتاف أو لافتة، اللهم إلا وقفة رمزية للتضامن مع الشهيد محمد محسن "شهيد العباسية" والتي كادت أن تتحول إلى مسيرة ولكنها أجهضت.
الميدان الذي ألف في جمعاته الهتافات واللافتات والمطالب كان هادئا.. بل شديد الهدوء بالرغم من التشديدات الأمنية، وخاصة في منطقة الصينية "الجزيرة وسط الميدان"، التي تدافع عنها القوات الأمنية بكل ما أوتيت من قوة حيث يقف حولها العشرات من جنود الأمن المركزي وبالقرب منهم العشرات من الشرطة العسكرية التي تمركزت مرة أخرى بالقرب من مجمع التحرير بمئات الجنود وتحاصر الميدان بمدرعات وعربات مطافي!
كما قامت أفراد الأمن بفتح المياه داخل الجزيرة التي تتوسط الميدان، لمنع أي شخص من التواجد بها.
أصحاب المحال القريبة من الميدان وسائقي السيارات أكثر الفرحين بإخلاء الميدان من المظاهرات على اعتبار أنه يسهل لهم الحركة خاصة خلال شهر رمضان.
الأهالي يعتبرون أن أي مسيرة في الميدان أمر خاطئ، خاصة وأن المجلس العسكري استجاب لمطالب الثوار وأحضر مبارك إلى الجلسة العلانية.
ولتمر أول جمعة هادئة على الميدان، وإن كان هدوء حذر يشوبه القلق.. وتقى الجزيرة النقطة الفاصلة بين المتظاهرين والأمن!