بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق ورسول الرحمة محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اما بعد
قلنا ان موضوع الدعوة هو الاسلام الذى اوحى الله تعالى به الى حبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه
فى القران والسنة المطهر وعلى هذا الاساس لا بد من بيان تعريفه واركانه وخصائصه
فنحن معكم باذن الله مع الفصل الاول وهو تعريف الاسلام ويمكن تعريف الاسلام بتعاريف كثيرة منها
التعريف الاول
فى حديث جبريل عليه السلام ..حيث جاء بهيئة اعرابى يسال النبي الكريم..صلوات الله وسلامه عليه
ليسمع الحاضرون ويتعلموا امور دينهم ..جاء فى الحديث<فاخبرنى عن الاسلام>
فقال النبي عليه افضل الصلاة والسلام
[الاسلام ان تشهد ان لااله الا الله وان محمد رسول الله ]
[وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا]
التعريف الثانى
فالاسلام هو الخضوع والاستسلام والانقياد لله تعالى..ويشترط فيه ان يكون اختياريا لا قسريا..
لان الخضوع القسرى لله رب العالمين اى لسننه الكونية امر عام بالنسبة لجميع المخلوقات
ولا ثواب فيه ولا عقاب ..قال تعالى
{{أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}}
فكل مخلوق خاضه لله ولسنته فى وجوده وبقائه وفنائه..والانسان كغيره من المخلوقات فى هذا
الخضوع القسرى ..اما الخضوع الاختيارى لله رب العالمين فهذا هو جوهر الاسلام المطالب
به الانسان وعليه يكون الثواب والعقاب
وعلى هذا يكون تعريف الاسلام بمعناه الخاص وهو المطلوب عند اطلاق هذا الاسم
الاسلام هو الخضوع الاختيارى لله رب العالمين ومظهره الانقياد لشرع الله الذى
اوحاه الى رسوله صلوات الله وسلامه عليه.. وامر بتبليغه الى الناس
التعريف الثالث
الاسلام هو النظام العام والقانون الشامل لامور الحياة ومناهج السلوك للانسان التى جاء بها
محمد عليه الصلاة والسلام من ربه وامره بتبليغها الى الناس وما يترتب على اتباعها او مخالفتها
من ثواب او عقاب ..قال تعالى
[[وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ]]
التعريف الرابع
الاسلام هو مجموع ما انزله الله تعالى على رسوله من احكام العقيدة والاخلاق والعبادات والمعاملات
والاخبارات فى القران الكريم والسنة المطهرة..وقد امره الله بتبليغها الى الناس ..قال تعالى
[يَـَأَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ وَإِن لّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ]
وما انزله الله عليه هو القران والسنة وفيها جميع الاحكام التى ذكرناها وهى دين الله وهو الاسلام
التعريف الخامس
الاسلام هو الاجوبة الصحيحة الحقة لثلاثة اسئلة ..شغلت عقول البشر فى القديم وفى الحديث
وترد على فكر كل انسان كلما خلا بنفسه وسرح خواطره فى امور الحياة او شيع ميتا او شاهد قبورا..
هذه الاسئلة هى
من اين جئنا
ولماذا جئنا
والى اين المصير
والاجوبة الصحيحة لهذا الاسئلة التى اخبر بها رسول الرحمة وامام المرسلين
تكون بمجموعها وتفصيلاتها الاسلام
فعن السؤال الاول...من اين جئنا
قال تعالى[[يَأَيّهَا النّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مّنَ الْبَعْثِ فَإِنّا خَلَقْنَاكُمْ مّن تُرَابٍ ثُمّ مِن نّطْفَةٍ ثُمّ مِنْ عَلَقَةٍ
ثُمّ مِن مّضْغَةٍ مّخَلّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلّقَةٍ لّنُبَيّنَ لَكُمْ وَنُقِرّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىَ أَجَلٍ مّسَمّى ثُمّ نُخْرِجُكُمْ
طِفْلاً ثُمّ لِتَبْلُغُوَاْ أَشُدّكُمْ وَمِنكُمْ مّن يُتَوَفّىَ وَمِنكُمْ مّن يُرَدّ إِلَىَ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ]]
قال تعالى [[ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مّن طِينٍ (12) ثُمّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مّكِينٍ (13)
ثُمّ خَلَقْنَا النّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً
آخَرَ فَتَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ(14)]]
وقال الله عز وجل ..ايضا
[[الّذِيَ أَحْسَنَ كُلّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِن طِينٍ(7) ثُمّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مّن مّآءٍ مّهِينٍ (8)
ثُمّ سَوّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ قَلِيلاً مّا تَشْكُرُونَ(9)]]
[[هَلْ أَتَىَ عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مّنَ الدّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مّذْكُوراً (1)
إِنّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً(2)]]
فهذه الايات الكريمة وامثالها فى القران الكريم تبين ان الانسان لم يكن شيئا.كان معدوما فخلقه الله تعالى
من تراب ثم جعل نسله من ماء مهين على النحو المذكور فى هذه الايات فمن جهة خلق الانسان الاول
وهو ادم عليه السلام كان خلقه من طين او تراب ومن جهة خلق نسله وذريته كان خلقه من
[نطفة من منى يمنى ]اىمن الماء
الدافق الذى يخرج من بين الصلب والترائب
وعن السؤال الثانى وهو لماذا جئنا..يقول تعالى فى القران الكريم
[[وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ]]
والعبادة تتضمن معرفة الله ومحبته والخضوع له واتباع مناهجه التى وضعها للانسان لتكميل نفسه ورفعها
المستوى اللائق بها والمستعدة له..ليظفر بالسعادة الحقيقية هنا وهناك فى الدنيا والاخرة فالانسان خلق لعبادة الله
: وعن السؤال الثالث ..والى اين المصير..يقول تعالى
[[يَأَيّهَا الإِنسَانُ إِنّكَ كَادِحٌ إِلَىَ رَبّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ]]
[[اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمّ يُعِيدُهُ ثُمّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ]]
[[ثُمّ إِلَىَ رَبّكُمْ مّرْجِعُكُـمْ فَيُنَبّئُكُـمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ]]
[[وَأَنّ إِلَىَ رَبّكَ الْمُنتَهَىَ]]
فهذه الايات الكريمة تبين مصير الانسان بعد موته وهو رجوعه الى خالقه..
لمجازاته على اعماله فى الدنيا وادخاله الدار التى تلائمه فان كان قد زكى نفسه بعبادة الله
وصار من الطيبين فنزله فى دار الطيبين وان كان قد دنس نفسه ولوثها باقذار المعصية
وابقى خبثها فنزله فى دار الخبيثين ولعيذو بالله ونسال الله العظيم ان يبعد عنا عذابه يوم يبعث عباده
وهذا ان كان من توفيق فمن الله وان كان من خطا او نسيان فمنى ومن الشيطان والله ورسوله منه براء
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته