مازالت شرارة الثورة موجودة في البلاد العربية ولم تنتهي. والمثير
للإنتباة أنها تكون أقوي وأشد فيما أقول أنها جمهوريات ملكيه , وهي حيث
تحكم عائله جمهوريه وتسلب خيراتها وتعيث فيها فسادا مثل ما حدث في تونس
وليبيا ومصر واليمن وسوريا. إن الإحساس بالظلم في هذه البلدان يكون أشد مم
يحدث في الأنظمة الملكية التي يتوقع من العائلة المالكة الحصول على نصيب
كبير من ثروة البلاد, وإن كان هذا لا يحدث في الملكيات الدستورية.
إن التناقض في الجمهوريات الملكية يكون أدعى لإحساس الشعب بالظلم ويكون
دافعا أكثر إلى الثورة عليها. فربما إذا ما تحولت الجمهوريات الملكية إلى
ملكيه صريحة لكان غضب الشعب أقل والعلاقة بين الشعب والحاكم أقل توترا,
لكنى أعلم أن هذه النصيحة جاءت متأخرة.
لقد وصف الرئيس باراك أوباما موجة الثورات العربية التسونامي وهذا وصف
جميل , فهي تطيح في طريقها أنظمه ظنناها قويه وثابتة وتقوضها من القواعد.
وأنا لا أظن ولا أرجوا أن تتوقف هذه الثورات حتى يتغير شكل الأمة العربية.
وسوف يتعجب العالم من الأشكال السياسية المتشابهة التي ستنتجها هذه
الثورات ومن رغبة هذه الشعوب في قيام مؤسسات وحدويه عربيه على غرار الاتحاد
الأوروبي وأنها ستكون عندئذ أقرب للتحقيق بأذن الله.
لقد انتقلت الثورة في مصر من مرحلة الثورة والتطهير إلى صناديق
الاقتراع. وكلا من الثورة وصناديق الاقتراع هي وسائل للتعبير عن لأراده
الشعبية ولتحقيق هذه الإرادة. ولقد كان جهاد الثورات الأوروبية أساسا هو
للوصول إلى صناديق الاقتراع , بل لاختراع صناديق الاقتراع بدءا من الحرب
الأهلية الأنجليزيه. فتنتقل قوة الشعوب من الشارع إلى صناديق الاقتراع.
لقد بدأت قوة الشعب المصري تنتقل لصناديق الاقتراع , والانتخاب أو
الاقتراع يعنى الاختيار , والاختيار مسؤولية تعتمد على التفكير
والمقارنة. إن هذه المهمة والمسؤليه أصعب من الثورة والاعتصام ولكن شعوبنا
لا ينقصها الفكر ولا ينقصها الفهم ولكن كثيرا ما ينقصها التحقق من الأنباء
أو الشائعات. لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتحقق من الأنباء والأخذ من
مصادر موثوقة بها حيث قال عز من قائل: “يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا
أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ
نَادِمِينَ”. الحجرات 6
إن شعب مصر سعيد بما حقق وتواق لأن يمارس حقوقه الديمقراطية وقد بدا هذا
جليا من أقابلة الكبير على الاستفتاء على التعديلات الدستورية ووقوفه
ساعات في طوابير منظمه, وقد أصطحب البعض أطفالهم, للإدلاء بأصواتهم. بل أن
الروح بين الناس في الطوابير كانت جميله ومنح كبار السن مقاعد وأماكن في
المقدمة تخفيفا عليهم.
إن هذا هو أحد أهم مكاسب ثورة 25 يناير , وعلى كل منا المحافظة عليها
بأن لا يتوانى عن الإدلاء بصوته في الانتخابات القادمة بأذن الله , والتأكد
من صحة معلوماته عن المرشحين , وأن لا يسمح أحد للبلطجة الجسدية أو
البلطجة الفكرية.
أللهم أحفظ بلادنا ووفقها ونور بصائرنا وأحفظ قواتنا المسلحة من كل سوء