سيدى الرئيس أنت على موعد مع التاريخ !
=======================
السيد الرئيس محمد حسنى مبارك.. أرجو أن يتسع صدرك لبضع كلمات، لم يدفعنى إلى ترديدها إلا حبى لتراب هذا الوطن، وخوفى من الصورة القاتمة التى تنبئ بها الأحوال الحالية.. بداية خالص الدعاء لله أن يتم شفاؤك تماماً، وأن يمتعك بالصحة والعافية، ولابد أن المحنة التى مررتم بها قد لفتت نظركم إلى عدم وجود آلية واضحة لنقل السلطة بدولة كمصر، وهو أمر خطير لا يتناسب مع قدر مصر العظيمة!
سيدى الرئيس.. لابد أن تبادر إلى وضع رؤية واضحة، وأقصد واضحة، للشعب المصرى قبل العالم الخارجى، لأن هذه الرؤية الواضحة هى صمام الأمان الوحيد للجميع، للنظام الذى تمثلون قمته، وللعامة لأن هذا الشعب من حقه وحق أبنائه أن يطمئنوا على بلدهم وعلى مستقبل بلدهم الذى هو مستقبلهم، مهما كان ما به من إخفاقات، لأن الشعب عكس ما يردد الجهلة ليس قاصراً ومن حقه أن يختار ولاته بكامل حريته، وأن يجد إجراءات واضحة متفقاً عليها معلومة للجميع، تكفل انتقال السلطة بطريقة سلسة يعلمها الجميع لتقى البلاد من أى هزات أو اضطرابات!
سيدى الرئيس.. إنها فرصتكم الآن فأنت على موعد مع التاريخ ليسجل اسمك بأنك أول من أرسى ووضع التغييرات الدستورية الكفيلة بحماية البلد، لأنه فى النهاية كلنا زائلون والبلد باق، ولابد أن ترسى فخامتكم مبدأ أن يكون أى تغيير بالدستور مقصوداً به هذا الوطن وليس هذا الشخص أو ذاك، فكلنا فان وستبقى ذكرانا كما سيبقى سؤالنا بين يدى الديان عما فعلناه وما قدمناه، فسارع سيادة الرئيس إلى اغتنام ذلك ولا تغرنك مقالات البعض من أن الشعب لا يزال قاصراً وفى حاجة لحكماء الحزب الوطنى الأوحد ليعلموه مبادئ الحرية كما يرونها!
سيدى الرئيس.. إن العالم ينظر إلى مصر وإليكم شخصياً فأرجوك أن تنتصر لعهدك وتنتصر لشعب هذا البلد الذى يدفع ثمن الكثير من قرارات وسياسات حكومية غير رشيدة، فانصر هذا الشعب الذى تردد دائماً أن محدودى الدخل فيه هم من يشغلون تفكيرك، فكن لهم عوناً، واحفظ كرامة شباب هذا البلد التى تنتهك لمجرد الرغبة فى التظاهر للتعبير عن شوقه للتغيير إلى الأحسن.
===========
بقلم مصرى عاشق بلده