السياسة
السياسة بالمفهوم الغربي تعبر عنها الكلمة الإنجليزية”Politic/s” (سياسة) ومشتقاتها “Political” (شيء سياسي) و”Politician” (شخص سياسي) .
وهذه الكلمة الإنجليزية مشتقة ، عبر اللغة اللاتينية ، من اللغة اليونانية وهي كلمة “Politeia” ومقابلها الأصلي في اللغة الإنجليزية “Citizenship” التي يقابلها في القاموس العربي كلمة "المواطنة" أي "حقوق وواجبات كل مواطن تجاه المواطنين الآخرين" .
الكلمة اليونانية مركبة من كلمتين :
الأولى : “Poli” وهي من “Polis” ومقابلها بالإنجليزية “City” ومعناها بالعربية "المدينة" مثلما نقول : متروبوليس (العاصمة أو المدينة الكبيرة) وهليوبوليس (مدينة الشمس) .
والثانية : “Tiea” وهي من “Teja” ومقابلها بالإنجليزية “Inhabitant/s” ومعناها بالعربية "الساكن أو القاطن أو المقيم في مكان معين" .
وعلى هذا فمعناها ، لو رجعنا إلى الأصل ، هو السكن في المدينة أو الإقامة في المدينة أو المعيشة في المدينة أو التعايش في المدينة مع الآخرين . وهذا باعتبار أن المدينة كانت عند اليونان القدماء أكبر تجمع سكاني .. وهي ما تعادل عندنا الآن المجتمع / الدولة .
و"المواطنة" كلمة مرتبطة بوجود الجماعة .. ولا فردية فيها إلا باعتبار أنها نشاط إنساني لمجموعة من الأفراد .. لأن الإنسان لا يمكن له أن يتواطن مع نفسه .. فلابد من الآخر حتى تتم المواطنة ..
أما كلمة "السياسة" العربية .. المشتقة من فعل "ساس" "يسوس" .. "سياسة" .. فهي تحمل معاني مشتركة بين الناس والدواب : ساس الناس أي تولى رئاستهم وقيادتهم .. وساس الدواب أي راضها وأدبها .. وساس فلان فلاناً أي روضه وذله (المعجم الوسيط) .
والفرق واضح بين المفهومين .
"أما في اللغة القانونية فمصطلح " السياسة " يعني نظام الحكم أو الحكومة في مجتمع أو دولة معينة .. أو نظامها الدستوري لتحديد كيفية مساهمة المواطنين في إدارة شئون بلادهم .
وفي النهاية السياسة : هي علم السلطة المنظمة في المجتمعات الإنسانية أياً كانت صورة هذه المجتمعات .. سواء اتخذت شكل الدولة ، أو القبيلة ، أو العشيرة , أو حتى الفصل الدراسي في المدرسة" (عصام حسين : من مشاركة في موضوع "العقد الاجتماعي" )
الديموقراطية
الديمقراطية وسيلة وأداة لتحقيق التقدم والتطور . وهي قواعد متعارف عليها بين الشعوب تمكنها من اختيار الشخصيات الصالحة لتحقيق أهدافها ، وهي الوسيلة التي تمكن الشعوب من محاسبة ومساءلة وطرد هذه الشخصيات إذا ثبت فسادها أو فشلها . (إبراهيم عيسى : الدستور – 29 يونيه 2005)
العقد الاجتماعي
مصطلح يخص العلاقة السياسية بين أفراد المجتمع .
العقد : مصلح معروف قانوناً بأنه اتفاق بين طرفين أو أكثر يحدد حقوق والتزامات أطراف الاتفاق فيما بينهم . وله أشكال قانونية كثيرة تختلف مسمياتها باختلاف موضوع الاتفاق ونوع العلاقة بين أطراف الاتفاق .
أما مصطلحنا هذا "العقد الاجتماعي" فله أصول فكرية ونظريات تداولها المهتمين بالعلاقة العامة بين أفراد المجتمع الواحد .. أو الدولة .
نظرية العقد الاجتماعي : (مشاركات من موضوع "أمنية" : "العقد الاجتماعي" )
"خلاصة هذه النظرية أن وجود الدولة (السلطة) يرجع إلى الإرادة المشتركة لأفراد الجماعة ، أي أن الأفراد اجتمعوا ، واتفقوا على إنشاء مجتمع سياسي يخضع لسلطة عليا .. فالدولة على هذا الأساس ، قد وجدت نتيجة لعقد أبرمته الجماعة .."
"العقد الاجتماعي أحد أشكال الدساتير وأنه قبل أن يكون تطور للفكر الديمقراطي .. فهو أحد وسائل التطور للإنسان المعاصر ، باعتباره أحد النظم السياسية "السلطة ، الدولة ، الحكومة وأساليبها ، والانتخابات بأنواعها وتنظيمها ، والحقوق والحريات" ، سبقه تطور اجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد .."
"العقد الاجتماعي مجموعة أفكار إصلاحية ، وحلم ، وتطبيق نظرية سياسية ، تلتزم فيه شرعيتها وسلطتها "بسيادة الأمة" علي السلطة وعلي الحكام .. وليس العكس .."
"والعقد بمعني التعاقد : اتفاق مكتوب .. يتفق فيه طرفان يتمتعان بالأهلية : "الشعب" صاحب السلطة و"الحكام" متسلمي السلطة كأمانة .. للعمل بها .. حتى يطلب الشعب استرداد سلطته وله كل الحق في تغير بنود العقد أو إلغاءه . دون إبداء أسباب .."
.
بطاقة الانتخاب
بطاقة الانتخاب : هي سند الملكية أو المستند الرسمي الذي يثبت ملكيتك لجزء من وطنك . ويؤهلك قانوناً لممارسة حقوقك الشرعية التي تبدأ باختيار (تعيين) من تراه مناسباً لإدارة ذلك الجزء الذي تمتلكه من أرض الوطن وما يرتبط به من موارد بشرية ومالية وطبيعية . ومستند تحقيق الشخصية الذي يؤهلك للدخول طرف أول في العقد الاجتماعي ..
.
الليبرالية
مذهب سياسي جوهره الحرية الفردية مع أدنى قدر من تدخل السلطة / الحكومة .
هدفه بناء وإدارة المجتمع بفعالية إيجابية لصالح الأغلبية من خلال المؤسسات المدنية .
يقوم على أساس أن السلطة السياسية تعاقد اختياري بين أفراد أحرار يتمتعون بعقول مستنيرة وإرادة مستقلة وأصحاب مصلحة مباشرة في نمو المجتمع ، وأن هؤلاء الأفراد (الشعب) مصدر السلطات .
الليبرالية الحقيقية منحازة إلى الأغلبية لا إلى الفئات المتميزة لأنها في الأصل ضد حكم الأغنياء وضد الحكم الاستبدادي . وتأخذ في الاعتبار ظروف المجتمع الذي تنتمي إليه بما فيه من تعقيد وتنويع واختلاف في الثقافة والانتماءات الدينية والفكرية والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية .
أما الليبرالية الغربية الحديثة ، وبصفة خاصة الأمريكية/البريطانية ، فقد أصبحت المذهب السياسي الوحيد الذي يجب التمسك به وترويجه من وجهة نظر "الليبراليون الجدد" .. ومن أعلامهم المشهورين بيل كلينتون وتوني بلير .
والليبرالية في مفهومهم هي التحرر من كل المرجعيات نحو تعميم ثقافة العالمية (العولمة) بهدف إرساء النموذج الغربي خلال القرن الواحد والعشرين .
وسائلهم للوصول إلى ذلك الهدف لا تختلف كثيراً عن وسائل المحافظين الجدد في الولايات المتحدة ، وهي نفس وسائل الليكوديين الصهيونيين .
وتتلخص في الوصول إلى مواقع السلطة باستخدام أساليب الإدارة الحديثة بما فيها التسويق والترويج والعلاقات العامة .. وأساليب التأثير في الرأي العام من خلال الإعلام والتعليم .. والعولمة والنفوذ الاقتصادي والسياسي والقوة العسكرية .
إلا أن المحافظين الجدد وأشهرهم جورج دبليو بوش والصهاينة الليكوديين وأشهرهم أريل شارون ، لهم أهداف نهائية مختلفة .
وكلهم متفقون على أن العدو في هذه المرحلة هو الإرهاب الإسلامي (الأصولية الإسلامية سابقاً) وأن الشرق الأوسط بؤرة الصراع .
وأين الليبراليون الجدد المصريين من هذا ؟
ظاهر الأمر يوحي بأنهم لا يسعون إلا لتمكين أغنياء مصر من حكم سبعين مليون فقير مصري ، باستخدام أكبر قدر ممكن من السلطة بل من خلال احتكار السلطة ، بتثبيت دعائم حكم الفرد ، وتسخير مؤسسات الدولة لخدمة أغراضهم ، وبصرف النظر عن ظروف المجتمع المصري وتعدد ثقافاته وانتماءاته الدينية والفكرية وأوضاعه الاجتماعية وهذا لأنهم يعتبرون أنفسهم صفوة المجتمع والنخبة الوحيدة المؤهلة لقيادة الرعية .
.
المحافظون الجدد
مصطلح يشير إلى الموجة الجديدة من المحافظين (الحزب الجمهوري) في الولايات المتحدة الأمريكية ، وتشير كلمة الجدد إلى : السياسيين المتحولين إلى مذهب المحافظين (من خلفية ليبرالية) أو المفكرين أو الأكاديميين أو الإعلاميين أو رجال الأعمال المؤمنين بفكرة الحكومة الكبرى أو الإمبراطورية الأمريكية (مشروع القرن الأمريكي الجديد) . ويشترك المحافظون الجدد في مجموعة من الأفكار الأساسية والأهداف المرتبطة بالسياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأمريكية .
ولهم تأثير كبير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ، بدأ أثناء فترة رئاسة رونالد ريجان (1981 – 1989) وتزايد في فترة رئاسة جورج دبليو بوش (2001 – حتى الآن) . ويؤكد الأمريكيين المعارضين لغزو العراق (2003) أن المحافظون الجدد هم المسئولين بمفردهم عن توريط الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الحرب .
مقارنة بغيرهم من المحافظين الأمريكيين ، يمكن تمييز المحافظين الجدد فيما يخص السياسة الخارجية بموقفهم المتشدد المعتمد على رؤية أخلاقية إصلاحية .
معتقداتهم :
يدعو المحافظون الجدد إلى موقف متشدد ضد الأنظمة الشيوعية بما فيه استخدام القوة المسلحة في حصار الشيوعية بهدف القضاء عليها تماما .. وكان دورهم في تفتيت الاتحاد السوفيتي والقضاء على نفوذ الشيوعيين في أوروبا الشرقية أحد أهم أسباب نجاحهم في العودة إلى البيت الأبيض بعد كلينتون وإعادة انتخاب جورج دبليو بوش للمدة الثانية .
يميلون إلى المزيد من التدخل واستخدام القوة الاقتصادية والعسكرية "من جانب واحد" لحسم الصراعات الدولية لصالح الولايات المتحدة مع تجاهل المفاهيم التقليدية للدبلوماسية والقانون الدولي .
وعلى الصعيد الداخلي يدعو المحافظين الجدد إلى زيادة الإنفاق على "نظام الضمان الاجتماعي" (التأمينات الصحية والاجتماعية) ، ومزيد من المساواة والحقوق المدنية لصالح السود والأقليات الأخرى ، والتعاطف مع الأجندة غير التقليدية (الجماعات المطالبة بإطلاق الحريات الشخصية) .
ولكن السياسة الداخلية لا تشكل عنصر أساسي في تعريف "المحافظون الجدد" وذلك لاختلافهم فيما بينهم على "دور الحكومة في حياة المواطنين" ، في حين أن ما يجمعهم ويحركهم في الأساس هو موقفهم المتشدد تجاه السياسة الخارجية ، والتجارة الحرة ، ومعاداة الشيوعية ، ودعم الديموقراطيات الحرة "المحاصرة" مثل إسرائيل وتايوان ، ومعاداة دول الشرق الأوسط المساندة للإرهاب .
وكان هدفهم الأساسي في البداية تقويض موقف المحافظين التقليديين تجاه السياسة الخارجية الذي ترجع أصوله إلى ريتشارد نيكسون : السلام من خلال التفاوض ، والدبلوماسية ، والحد من التسليح ، وسياسة الوفاق والاحتواء (بدلاً من الدفع للخلف بالقوة) تجاه الاتحاد السوفييتي ، والتقارب من الصين بهدف خلق روابط يستفيد منها الجانبان الأمريكي والصيني . وربما لهذا السبب نشأ الانقسام بين الإدارة في عهد جورج دبليو بوش وعدد كبير من رجال الخارجية الأمريكية الذين يفضلون الوسائل التقليدية للسياسة الخارجية .
وترجع الجذور الثقافية / الفكرية للمحافظين الجدد إلى عدد من المفكرين مثل : "ماكس شاكتمان" الناقد المعارض للتفسير السوفييتي لآراء تروتسكي (في نطاق السياسة الدولية) . و"ميلتون فريدمان" الذي يميل إلى إطلاق الحريات الشخصية وقصر دور الحكومة في حياة المواطنين علي توفير الحماية للمواطنين من خلال الشرطة والجيش ، ودعم الرأسمالية والتجارة الحرة ، وفلسفته الأساسية "عش واترك غيرك يعيش" . بالإضافة إلى "ليو شتراوس" فيلسوف الصفوة والفكر الأفلاطوني الجديد الداعي إلى حكم النخبة المختارة .