رواج بيع اسماك الرنجة
من منا لا يعشق عيد الربيع، ومن منا لا يحتفل به ولو بصورة رمزية بتناول بعض الأطعمة الشهيرة في هذه المناسبة من بيض وأسماك مملحة وخلافه، الإجابة لا أحد إلا ويحتفل بهذه المناسبة التي تشع في النفوس بهجة رائعة وتكون له فرحة ينتظرها المصريون من عام إلى عام.
والمعروف أن احتفالات "شم النسيم" او أعياد الربيع لها خصوصيتها في مصر لاسيما وأنها مرتبطة بطبيعة مأكولات قد ننفرد بها عن اغلب الشعوب الأخرى وفي مقدمتها " الفسيخ " بجانب ما يعرف بالملوحة .
وبرغم أن تلك المأكولات أصبحت تشكل بندا مؤثرا في فاتورة إنفاق الأسرة المصرية خلال ذلك الوقت من العام خاصة وان أسعار الفسيخ والرنجة قد شهدت ارتفاعا مقارنة بالسنوات الماضية ليصل سعرها في المتوسط الى 60 جنيه، إلا أن حركة البيع في السوق المصري تعتبر معقولة خاصة وان هناك تفاوت الأسعار حسب الأنواع وطبيعة احتياجات المستهلك .
احترس.. الفسيخ فيه سم قاتل والملوحة أقصر طريق للموت السريع
د. علاء شاهين لـ"محيط":
عيد الربيع دليل اعتزاز المصريين بأجدادهم
الفسيخ والبصل أهم طقوسه.. شم النسيم عيد الحياة عند الفراعنة
شم النسيم أحلي بدون تسمم
وحول التقديرات الاقتصادية المتعلقة بفاتورة إنفاق المصريين على المأكولات المتعلقة بأعياد " شم النسيم " يرى الدكتور حمدي عبد العظيم، الرئيس السابق لأكاديمية السادات أنه من الصعب جداً معرفة الرقم الحقيقي لمعدل استهلاك وإنفاق المصريين في الأعياد وخصوصاً شم النسيم ولكن في المتوسط يقدر عدد الأسر التي تشترى "الفسيخ والرنجة والبيض" وباقي مستلزمات للاحتفال بالعيد حوالي 17 مليون أسرة تنفق حوالي 100جنيه تقريباً في المتوسط للتجهيز ليصبح إجمالي الإنفاق 1.7 مليار جنيه هو قيمة فاتورة إنفاق المصريين في يوم "شم النسيم".
وأوضح الدكتور عبد العظيم ان التجار يبدأون في زيادة أسعار الأسماك خلال الأيام التي تسبق عيد " شم النسيم " وذلك نتيجة لارتفاع الطلب على الكميات المعروضة في وهو ما يؤثر في معدلات الإنفاق، مشيراً إلى أن عيد "شم النسيم" يأتي مع احتفال المسيحيين بعيد القيامة وبالطبع كل ذلك يساعد التجار على رفع أسعار البيض والأسماك وبالتالي زيادة معدلات الإنفاق.
مشيراً إلى انه لا يمكن أن تدخل دول أخرى في صناعة "الفسيخ " نظرا لأنها صناعة مصرية 100% منذ قديم الزمان وان كان ذلك لا يتعارض مع دخول الصين في الفترة السابقة بغزو السوق المصرية بالسمك الصيني حيث بلغ سعر الكيلو 7 جنيهات، مقابل 13 للمصري.
وعند سؤال أحد تجار الأسماك ، بأحد الأحياء المصرية عن مستويات الأسعار وهل ارتفعت عن العام الماضي؟
قال التاجر إن أسعار الفسيخ تتراوح بين 60 و 65 جنيه أما الرنجة فهي نوعين رنجة سوبر 24 ج ورنجة عادية 22 ج و الملوحة الممتازة 46 ج وأخيراً السردين البلدي 18 جنيه وطبعاً شهدت أسعار الفسيخ والرنجة ارتفاعاً مقارنة بالسنوات الماضية، موضحاً "إن كل شئ سعره ارتفع لماذا لا يرتفع سعر الفسيخ".
وقال إن حركة البيع وذلك لان هناك تفاوت في الأسعار كما إن كل مشتري له طلبه واحتياجاته و تتراوح الأسعار من 20 جنيه إلى 60 جنيه وهو ما يجعلها في متناول الجميع . وأشار إلى أن الرنجة لاقت إقبالا غير مسبوق مقارنة بالسنوات الماضية أما "الفسيخ" رغم ارتفاع سعره إلا أنه له زبونه ويلاقى أيضاً إقبال ولكن غير قوى مثل "الرنجة".
وفيما يتعلق بنوعية الأمصال المتوافرة لعلاج حالات التسمم التي قد تنجم عن تناول الأسماك المملحة غير الصالحة تشير د/ ميرفت أحمد فؤاد، رئيس وحدة الأغذية الخاصة بالمعهد القومي للتغذية الى ان المصل المتاح يسمي "البورتوليزم" وهو مصل لعلاج البكتريا الناتجة من تناول الأغذية الفاسدة والمعلبات غير الآمنة.
وأضافت إن المصل متوافر في مراكز السموم بالقصر العيني طب القاهرة وجامعة عين شمس رغم ارتفاع سعره حيث يصل سعر المصل الواحد من 70 إلى 80 ألف جنيه، يوزع مجاناً من قبل وزارة الصحة على مراكز السموم الموضحة سابقاً.
وقالت انه لا يوجد بديل للمصل أو القيام بإسعافات أولية فلابد أن يتوجه الإنسان الذي يشعر بهذه الأعراض بسرعة إلى مراكز السموم في القصر العيني أو جامعة عين شمس لأن أي تأخير أو تراخى سوف يعرض حالة المريض إلى الشلل أو الوفاة.
تحذيرات من أكل "الفسيخ"
وكانت وزارة الصحة المصرية قد حذرت المواطنين من تناول الفسيخ نهائياً في شم النسيم نظراً لما يمثله من خطر داهم علي الصحة قد تصل الي الشلل التام أو الوفاه.
وقال الدكتور عبد الرحمن شاهين، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أن أساس مشكلة التسمم الناتج عن أكل الفسيخ يرجع إلي طريقة التحضير والتي غالباً ما تكون غير آمنه من الناحية الصحية لقلة وجود الملح بالفسيخ.
وأشار شاهين في بيان رسمي للوزارة إلى أن البعض قد يستخدم الأسماك الطافية علي سطح الماء والتي ماتت وتعرضت لأشعة الشمس وبدأت تنتفخ وتتحلل وأصبحت لها رائحة كريهة ثم يضيفون عليها قليل من الملح و بيعها علي أنها فسيخ بعد ثلاثة أو أربع أيام ، مؤكداً أن السموم الموجودة بالفسيخ لا يبطل مفعولها وتأثيرها علي الإنسان إلا إذا تعرض الفسيخ لدرجة حرارة 100 درجة مئوية لمدة 10 دقائق مثل القلي في الزيت.