<!--
/* Font Definitions */
@font-face
{font-family:"Arabic Transparent";
panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0;
mso-font-charset:178;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:variable;
mso-font-signature:8193 0 0 0 64 0;}
@font-face
{font-family:"MS Sans Serif";
mso-font-charset:0;
mso-generic-font-family:auto;
mso-font-pitch:auto;
mso-font-signature:3 0 0 0 1 0;}
/* Style Definitions */
p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal
{mso-style-parent:"";
margin:0cm;
margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
mso-layout-grid-align:none;
punctuation-wrap:simple;
text-autospace:none;
font-size:10.0pt;
font-family:"MS Sans Serif";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";
mso-bidi-font-family:"Times New Roman";
mso-bidi-language:AR-EG;}
@page Section1
{size:612.0pt 792.0pt;
margin:72.0pt 90.0pt 72.0pt 90.0pt;
mso-header-margin:36.0pt;
mso-footer-margin:36.0pt;
mso-paper-source:0;}
div.Section1
{page:Section1;
mso-footnote-position:end-of-section;
mso-endnote-numbering-style:arabic;
mso-endnote-numbering-start:0;}
-->
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على الأنبياء والمرسلين وعلى النبي الكريم سيدنا محمد صلوات الله وسلامه
عليهم أجمعين ومن سار على دربهم وإتبع هداهم إلى يوم الدين أما بعد :
أحببت أن يكون الموضوع اليوم عن شئ
في غاية الأهمية لا يعيره الشباب والبنات أي أهمية , وهذا الموضوع الذي أسأل الله
فيه الأجر والثواب ولكل من إتبع علمه هو عن الحياة التي تتلو حياة الدنيا , حياة
الرهف والرفه والفراهية وحياة الترف , حياة الحساب التي يكون بدأها في القبر ,
فإما يكون نعيم في ذلك وإما أن يكون ....عذاب شديد
يتجه بعض الشباب اليوم إلى المعاصي
بدون أي مبالة وبدون أي تفكير عن هذا الأمر الخطير جدا وهو سؤال القبر...أخي
الكريم أختي الكريمة هل أنتم مستعدون لحياة البرزخ التي تلي الحياة الدنيا ؟ هل
أبليتم بلاء حسنا في دار الإبتلاء ؟ هل أعددت نفسك يا أخي أم تراك تلهو وتلعب وراء
البنات ولا تبالي ؟ هل أعددتي نفسك يا أختي أم تراكي ماشية وراء أفكار الغرب
ومعجبة بهم وكاشفة لشعرك ؟ هل أعددتم العدة ؟ ...إخواني عندما يسمع بعض الناس هذا
الكلام عن القبر يخافون ولكنه للأسف خوف يسمى (( خوف النساء )) أي تدمع العين
لحظات ثم يرجع الشخص على حالته كأن شيئا لم يحدث , إن كنت من هذا النوع فاستغفر
ربك فإن عذاب ربك لشديد ...ولا تكن كالذي يسمع الكلام عن القبر ويقول : أعوذ
بالله....ولا يفعل شيئا
يقول الإمام الغزالي
رحمه الله قولا جميل يقول : إن مثل من يقول إذا ذكر حديث القبر بالقول أعوذ بالله
ولا يفعل شيئا , فمثله كمثل رجل في صحراء يركض وراءه سبع , فإذا بذاك الرجل يفر من
السبع حتى يصل إلى قلعة منيعة فيقول : أعوذ بقوة وضخامة هذه القلعة من ذاك
السبع...وهو ساكن في مكانه لا يفعل شئ
إخواني وأخواتي....الحياة قصيرة
جدا ....ليست طويلة وإن طالت ...فإنك عند الحساب لن تشعر بهذا الطول بل سيكون كأنه
مر من حياتك يوم أو يومين من شدة الأهوال التي سوف تراها في ذاك اليوم ...يقول
الله سبحانه وتعالى في خطابه للكفار وللفجرة وللمنحرفين عن المنهج في إستفهام
إنكاري لهم عن مدة مكثهم في الأرض يقول سبحانه وتعالى :
(( قال كم لبثتم في
الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فأسأل العادين * قال إن لبثتم إلا
قليلا لو أنكم كنتم تعلمون * أفحسبتم أنا خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ))
هل تحسب يا أخي أنك لن ترجع إلى
الله ؟ هل تحسب أن الله غافل عما تعمل ؟ هل تستحق الحياة الدنيا أن تزني فيها أو
أن تسرق أو أن ترتكب الفواحش في سبيل العذاب الشديد ؟ أم هل تحسب أن الله خلقك من
عبث وأنك إليه لا ترجع ؟ هل تراكمت الذنوب على قلبك ؟ إحذر يا أخي ...إحذري يا
أختي لا تكونوا كأصحاب الكتاب الذين طال على قلوبهم الأمد ...فوصلت إلى القسوة
.....فلا خشوع فيها ولا هم يفلحون....يقول الله سبحانه وتعالى :
(( ألم يأن للذين آمنوا
أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق * ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من
قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وأكثرهم فاسقون ))
وكما ذكرنا فإن الحياة بعد الدنيا
ستكون في البرزخ وعذاب القبر هو عذاب البرزخ ...سواء كان ذاك الميت مدفون أو مصلوب
أو تفتت إلى أوصال سيصله عذاب القبر أينما كان , وعذاب القبر له أصوات يسمعها كل
حي إلا الثقلان الإنس والجن ....ثبت ذلك في هذا الحديث :
جائت يهوديتان من عجز
المدينة فقالتا لعائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الناس يعذبون في
قبورهم عذابا شديدا ....فكذبتهما عائشة فجائت لرسول الله فقال لها : بل صدقتا , إن
لعذاب القبر أصوات تسمعه البهائم وكل حي إلا الثقلان - أي الإنس والجن - رواه
البخاري في صحيحه
وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يستعيذ من عذاب القبر ومن أهوال القبر فكان يقول رسول الله في آخر
صلاته : اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر , ومن فتنة المسيح الدجال , ومن فتنة
المحيا والممات - رواه البخاري
والآن سنرى كيف يكون العذاب في
القبر وعلى أي صورة ....وتخيلوا هذا الموقف إخواني وأخواتي لتروا أن الدنيا لا
تستحق كل هذه المعاصي والفواحش أعاذنا الله منها ومن فتنة القبر إن شاء الله
....فإذا وضع الرجل في القبر فيكون مكان في غاية الظلمة مكان شديد الظلام ...فيسمع
هذا الرجل صوت أهله وصوت أقدامهم ....وهنا هو حي ولكنه حي حياة أخرى إسمها حياة البرزخ....كمثل
النائم إذا رأيته رأيته مستلقيا لا يتحرك ولكنه يقول : حلمت أني فعلت كذا
وكذا...فكذلك الميت.....فعندما ينتهي أهله ويغادرون المكان....يحصل هنا موقف شديد
...فيأتيه ملكان ....ملك عن يمينه والآخر عن شماله....ويبدأ السؤال ...سؤال
الملكان
سنأخذ في هذا المجال
نموذجين...نموذج الرجل المؤمن الصالح , ونموذج الرجل الفاجر أو الكافر أو المنافق
ومن على شيعتهم....نبدأ بالمؤمن ....يأتيه الملك فيقول :
ماذا كنت تقول في رجل
إسمه محمد ؟
فيقول المؤمن : أشهد
أنه عبد الله ورسوله
وعندما يقول ذلك لا
يقولها كما يتخيل الناس أنه يكن حافظا للجواب...لا بالتأكيد....إن قوله أنه يشهد
أنه رسول الله أي دلالة على الإلتزام بما أمر به رسول الله وإجتناب ما نهى عنه....فيأتي صوت من السماء ويقول : صدق فأفسحوا
له قبره
فيفسح له في القبر على
مد بصره فيكون روضة من رياض الجنة ....نعم هذا القبر الصغير في حياة البرزخ يكون
على مد البصر ....شئ كبير وواسع جعلنا الله وإياكم من أمثال هؤلاء
ومن ثم يأتيه رجل في
القبر حسن الوجه...طيب الريح....حسن اللبس ...له نور في الجبين ..فيقول له : أبشر
برضوان من الله وجنات تجري من تحتها الأنهار أعدت للمتقين
فيقول الذي في القبر :
وأنت ؟ فبشرك الله بكل خير ...من أنت ؟
فيقول الرجل : أنا عملك
الصالح ...كنت سريعا في طاعة الله بطيئا في معصية الله فاليوم تجزى ما كنت تعمل
وهذا مقعدك في الجنة وإن كنت عصيت الله لكان هذا مقعدك من النار
فيرى المؤمن الصالح في
القبر مقعده في الجنة ويرى قصره ويرى كل النعيم فيقول : ربي عجل قيام الساعة
...ربي عجل قيام الساعة ......هو يريد أن تقوم الساعة حتى يأخذ مقعده ...وهكذا
حاله منعما في قبره بردا لا يشعر بأن نوع من العذاب بعدها ...ولكنه يشعر بضغطة في
القبر تحصل لكل الناس المؤمن أو غير المؤمن....يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
إن للقبر ضغطة لو نجيتم
منها لنجا منها سعد بن معاذ - رواه مسلم
وكان هذا حال المؤمن ....أخي الشاب
...أختي ...هل ما زلت تصر على أن تقوم بما يقوم به غيرك ؟ التسكع في الشوارع
معاكسة البنات وغير ذلك ؟ أتعلم ما مصير أولئك ؟ لنرى ....وهذا حال الآخرون
يأتيه الملك فيقول : ما
كنت تقول في رجل إسمه محمد ؟
فيقول الميت : لا أدري
...كنت أقول كما يقول الناس أنه عبد الله ورسوله (( أو قد يقول أنه لا يؤمن به إن
كان الميت كافر ))
فيقول الملك : لا دريت ولا
تليت
فيأتي صوت من السماء
فيقول : كذب فأضيقوا له قبره
حتى يصير قبره كحفرة من
حفر النار
ومن ثم يأتيه رجل
...قبيح الوجه....نتن الريح ...شديد السواد ...عكر اللباس...فيقول له :
أبشر......بسوء عملك
...
فيقول الميت : وأنت ؟
بشرك الله بكل سوء....من أنت ؟
فيقول : أنا عملك
الخبيث ...كنت سريع إلى معصية الله بطيئا في طاعته فاليوم هو يومك الذي كنت
توعد....ومن ثم يأتي بمرطقة يصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أنها ضربت
جبل أحد لجعلته فتاتا.....فإذا
كانت هذه المطرقة تفعل ذلك في جبل ...فماذا تفعل في جمجمة رجل ؟ ؟ ؟ .....مرة أخرى
يا شباب ....هل تستحق الدنيا ؟ هل تستحق يا شباب أن تعاكس وأن ترتكب الفواحش لأجل
متعة قليلة في زمن أقل على أن تتمتع في الآخرة إلى الأبد ؟ ...
أختم هذا الكلام بحديث لرسول الله
صلى الله عليه وسلم , أسأل الله أن يجعل في قلوب الشباب والبنات الهداية ....
قال رسول الله صلى الله
عليه : رأيت في المنام أن أتياني رجلان فأخذاني بيدي إلى الأرض المقدسة حتى حضرنا
إلى رجل يمسك بمعول أو أداة حادة يضعها في فم رجل آخر ويشق بها فمه حتى رأسه وهكذا
إلى يوم القيامة
قال رسول الله : ماهذا
؟؟ من هذا ؟؟
قال الرجلان :
إنطلق....إنطلق
قال : فانطلقنا ...حتى
أتينا رجلا يمسك صخرة كبيرة ورجل آخر متمدد على قفاه أي نائم على ظهره , فيأخذ
الرجل الصخرة ويلقيها على رأس ذاك الرجل فتتفتت رأسه ويرجع الرجل الآخر يأخذ
الصخرة فتلتأم رأس ذاك الرجل الذي تفتت رأسه أي ترجع سليمة ثم يلقي الحجرة مرة
أخرى ويستمر هكذا إلى يوم القيامة
قال رسول الله : ما هذا
؟؟؟ من هذا ؟؟
قال الرجلان : إنطلق
...إنطلق
قال : فانطلقنا ..حتى
إذا أتينا نهرا من دم...وفي هذا النهر رجل يسبح وعلى حافة النهر رجل آخر , كلما
حاول الرجل الذي يسبح في نهر الدم أن يأتي إلى الشاطئ قذف عليه الرجل الآخر صخرة
فكسرت فمه حتى يرجع ويسبح في نهر الدم مرة أخرى....وهكذا إلى يوم القيامة
قال رسول الله : ماهذا
؟؟؟ من هذا ؟؟
قال الرجلان : إنطلق
....إنطلق
قال : فانطلقنا ...حتى
أتينا حفرة كبيرة , حفرة أعلاها ضيق وأسفلها واسع كالتنور , وفي هذه الحفرة نار
تخرج بسرعة ثم تعود وفيها رجال ونساء يولولون ويتحسرون كلما إشتعلت النار ذهب
الرجال والنساء هربا إلى أعلى الحفرة أي الرأس الضيق فحين يصلوا هناك تعود النار
فيرجعوا وهكذا إلى يوم القيامة
قال رسول الله : ماهذا
؟؟ من هؤلاء ؟؟؟
قال الرجلان إنطلق ...إنطلق
قال : فانطلقنا ...حتى
أتينا إلى آخر المكان...ففيه بستان وشيخ كبير وفيه أطفال ورجال ونساء وفيه داران
وكأنه روضة من رياض الجنة فقام رسول الله برفع رأسه في المنام فوجد منزلا عاليا
فقال رسول الله : الآن أخبروني تفسير ما رأيت....
قال الرجلان : نعم
...الآن نخبرك
أما الرجل الذي ينشق فاه
إلى رأسه من كل جانب إلى قيام الساعة..فذلك هو الكذاب
إحذروا يا شباب من الكذب ولا تستهينوا به هداكم الله
وأما الذي تسقط على رأسه
صخرة كبيرة فتتفتت رأسه فذلك رجلا علمه الله القرآن في الليل وأصبح ولم يعمل به
القرآن يا شباب إعملوا بالقرآن فأنتم مسلمين ولا تكونوا كذاك الرجل
وأما الذي يسبح في نهر
الدم ولا يستطيع الخروج من النهر فذلك آكل الربا
إحذروا يا شباب من البنوك الربوية هداكم الله ولا
تستهينوا
وأما الرجال والنساء في
الحفرة فأولئك الزناه
لا تقربوا الزنا يا شباب وبنات فإنها جريمة تهز عرش
الرحمن ولا يفلح الزاني بعدها وإن تاب
وأما الشيخ فذلك هو
إبراهيم عليه السلام وأما الأطفال فهم الذين يموتون قبل البلوغ وأما الداران فهي
دار الشهداء وأما ذاك المنزل فهو منزلك يا محمد
قال رسول الله : أي أريد
منزلي
قالا : إن لك عمر لم تقضه
بعد ...فإذا قضيته كان لك....وأنا جبريل وهذا ميكائيل
رواه البخاري
أخي الشاب .....أختي
....لا تضيعوا ذكر الله ...لا أقول لكم لا تتمتعوا.....ولكن لا يكون كل همكم هو
ذلكم....إجعلوا الله في قلوبكم...فروا إلى الله ....ولا تكونوا غافلين
يقول الإمام على رضي الله
عنه .. ...أضحكني في هذه الدنيا شخص غافل....غير مغفول عنه
أخي الشاب لا تكون غافل
...لا تلهو وتلعب ولا تذكر الله....لا تجري وراء فتنة النساء وتحسب أن الله غافل
عنك....هل الله راضي عنك ؟ هل فكرت في ذلك ؟؟ ماذا عنك يا أختي ؟؟ هل كاشفة شعرك
وتحسبين أن الله غافل عنك ؟ هل تحبين الغرب وغير المسلمين والكفار وتحسبين أن الله
راض عنك ؟؟ ألم يأن لقلوبكم أن تخشع لله ....إحذروا يا إخواني
فاليوم تلهون وتلعبون وتعاكسون .....اليوم عمل بلا حساب
ولكن عما قريب
وما أدراك ما عما قريب
عما قريب
حساب ....بلا عمل
أسأل الله لي ولكم النجاة من عذاب القبر
والسلام عليكم ورحمة الله
...