الاحداث الجسام التي مرت امامي وخلال فترة حياتي القصيرة سواءا على مستوى كل قطر ام على المستوى القومي العربي والاسلامي والتي -اي تلك الاحداث- منفردة كلا على حد من المفترض ان تسبب ثورة شعبية على الانظمة القائمة ...الا انه لا حياة لمن تندادي وما رئينا الا مظاهرة هزيلة هنا او مسيرة ركيكة هناك في الغالب تجد ان النظام نفسه هو من سيرها من خلال نشر كتيبة من الجنود بلباس مدني او طلبة المدارس اشترط عليهم ناظر المدرسة ان يشكلوا مظاهرة لمدة ساعة كي ينصرفوا الى بيوتهم باكرا .
الانظمة العربية تيقنت من ضعف شعوبها وعدم تشكيلهم خطرا عليهم وعلى نظامهم ان النظام يعلم في نفسه والضعف والتبعية وان ابسط هزة صدق او انتفاضة ستزيحه من كاهل الشعب وكرسي الحكم ...وبالتالي فاءن استمرارية تلك الانظمة وعمله ما يحلو له من خلال انعدام الحركة من شعوبها وتطويع الدين ومشايخه لسياساتهم المقنعة استعماريا ..كما ان الانظمة تيقنت من ان شعوبها لا تشكل خطرا عليها من خلال توجيه كل شعب ان الوضع الذي هو فيه يرضي الله ورسوله والمؤمنين على بعض اخطاء تحتمل وانه من منا لا يخطيء؟؟واما اذا ما توسعنا في دائرة الضعف او الهزال العام في الشعوب الميتة العربية ...فحدث ولا حرج فقد مرت علينا جرعات في كل بلاد المسلمين تستنهظ غيرة وهمة ونصرة شعوبنا الاسلامية والعربية ولكن كانت اشبه بيقضة صدمة كهربائية كالتي تعطى لميت لتحريك قلبه وجعل الدم يجري في عروقه عنما يتوقف ولكن سرعان ما يرتد الجسد الى مكانه ميتا باردا لا حراك به وكم وكم من صدمات تكررت على جسد تلك الشعوب دون فائدة ؟؟
دعونا فقط نركز على احداث كل واحدة منها استوجبت نهضة الامة كلها ونفيرها بحيث لا تهدى حتى تصل الى حيث الحدث الذي حركها والمها وتوقفه وتقضي عليه خاصة وان هذا الحدث او الاحداث في قلب جسد هذه الامة ..انها فلسطين نعم انها فلسطين التي تتجرع كل يوم من الالام مالو ان في الامة رمق حياة لاستجابت ..علينا ان نعترف بتلك الحقيقة المرة والتي تؤكد ان الانظمة تدرك حقيقة شعوبها اكثر مما تدرك الشعوب حقيقة نفسها ...
وعليه نستطيع القول انه من المضحك ان نظن ان الانظمة لم تفعل كذا او كذا خزفا من ثورة الناس او حفاظا على ثوابت ومشاعر الناس ...لان الميت ليس له الا العزاء .
حقيقة مرة ستظل ماثلة امام اعيننا طالما وان فلسطين مازالت سليبة واهلنا فيها يعانون الحصار والقتل والتامر والجفاء وقلة الحيلة من ذوي القربى قبل العدو الصهيوني احقر من خلق الله على الارض ....فالى متى يا امتي هذه المهانة والاستخفاف بكم من طغاة لا دين لهم الا الكرسي والمال .