في كل عام تقريبا خلال العقد الماضي يتفرغ كثير من اصحاب الاعمال والشركات للاعداد لاخراج الزكاه المستحقه عليهم طبقا لشريعتنا الاسلاميه الغراء . واكاد ازعم انني وبحكم وظيفتي في احد هذه الشركات كانت التحضيرات وتوقيعات سندات صرف النقديه المنصرفه للتوزيع كزكاه تاخذ وقتا . والجميع منخرط في هذه العمليه بحب وموده ابتغاء مرضاه الله
وفي الحقيقه وبمناسبه هذا الموضوع فانه يتبادر الي ذهني انه لولا وجود هذا الحل الاسلامي لكانت هناك اثار مدمره علي مجتمعاتنا العربيه . وكنت انتشي عندما اجد زميلي الانجليزي محامي الشركه يقول لي ان هذا حل لم اجد له مثيلا وينفرد به المسلمون .
فالعولمه ذلك النظام الذي هلل له منظروه علي انه منقذ البشريه من اخطار - كما يزعمون- التقوقع باسواق محليه . وبشروا بحريه التجاره وحريه انتقال المنتجات والخدمات والاموال والغيت الحواجز واشعلت الحروب . ما كان كل ذلك الابغرض الاستيلاء علي مقدرات الشعوب ونهب خيراتها لصالح شركات تحميها قوي غاشمه .
فالعولمه هدف ظاهره الرحمه وباطنه العذاب للشعوب المغلوبه علي امرها . وماازدياد الفقر الا لسوء توزيع الدخل .
وما ازدياد البطاله الا لعدم عدم اقامه المصانع او استصلاح الاراضي واعتماد الدول علي الاستيراد. فكنا في بدايات العولمه نبشر بالسعر القليل وان هناك ميزات نسبيه في بعض الدول لابد ان تستفيد منها دول اخري. وان هناك وفره في السلع والمنتجات والخدمات وان هناك ثوره في الانتاج الصناعي . الا اننا وبعد وجيزه وحين تقف عجله الانتاح في الدول المستورده . تسمع عن ندره المواد الاوليه بل ان بعضهم يغالي بالقول بان بعض المواد اصبحت شحيحه.
وكان عجبي شديد عندما كنا نتفاوض علي شراء ادويه مستخرجه من الاعشاب وكانو يغروننا باسعار وشروط تنافسيه . وعنما تم لهم وبدا الاعتماد علي ادويتهم بدأ مسلسل فرض شروط واسعار غايه غي الغرابه احيانا .
في نفس الوقت الذي لم يقم فيه المنتجون المحليين بواجبهم تجاه مجتمعاتهم سواء بالتشغيل او تحقيق توازن في الاسعار .وبالرغم علي حصولهم علي مميزات ساعدتهم علي النهوص بشركاتهم الا ان اغلبيتهم في بعض الدول لم تقم بالدور الاجتماعي المطلوب منها تجاه مجتمعاتهم . وفي احدي الدراسات خلصت نتيجته الي ان اخراج الزكاه في الدول العربيه علي رؤس اموال الشركات لحلت مشكله الفقر الي حد كبير في هذه المنطقه .
صحيح ان بعض الدول قد تحسن اقتصادها الكلي ولكن ذلك - ان صح التشبيه- مثل الرجل الغني الذي يملك مالا وهو بخيل واولاده مرضي وليس لديهم ما يقتاتون به .
فالزكاه علي المنظور القريب هي احد الحلول الهامه والناجعه لمعالجه اثار ومضار العولمه التي لم يجن مبتدعوها الا الحروب . وكل المكاسب التي غنموها علي حساب دماء ومصائر الشعوب صرفت في حروب لا طائل من وراؤها. نسأل الله ان يديم علينا نعمه الايمان والاسلام