بور أو برنس: تمكنت فرق الانقاذ في هايتي من انتشال امرأة عمرها 84 عامًَا من تحت الانقاض عقب مرور عشرة أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب الجزيرة في 12 يناير / كانون الثاني ، فيما أعلنت الداخلية ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال إلى 111 ألفا و499 قتيلا.
وقال الأطباء إن المرأة تعاني من جفاف شديد وتعالج حاليا من كسر في صدرها، ويأتي الإعلان عن هذا النبأ، بينما تتجه فرق الانقاذ لتقليص جهودها للبحث عن ناجين.
وأكدت اليزابيث بيرز المتحدثة باسم الأمم المتحدة في وقت سابق أن بعض فرق الانقاذ تغادر هايتي، بينما يتلاشى الأمل في العثور على المزيد من الناجين.
وتتركز الجهود حاليا على محاولة ايواء نصف مليون مشرد، حيث شرعت الحكومة في انشاء مدن من الخيام خارج العاصمة بور أو برنس. وقالت وزيرة الأمن الوطني جانيت نابولي إن على الهايتيين البقاء للمساعدة على إعادة بناء بلادهم.
وكانت آخر حصيلة اعلنتها السلطات الهايتية عن قتلى الزلزال أكدت مقتل 75 ألف شخص جراء الزلزال المدمر الذي ضرب العاصمة بور او برنس ، فيما قدرت الامم المتحدة عدد المتضررين من الزلزال بثلاثة ملايين نسمة.
وسبق ان توقع مسئولون امريكيون ان تتراوح حصيلة الزلزال بين 150 ألفا إلى 200 ألف قتيل، إلا ان قائد القوة الأمريكية الخاصة في هايتي الجنرال كن كين اوضح لاحقا ان هذه الارقام هي مجرد "فرضية عمل".
فرار الهايتيين
وفي الوقت الذي حذرت فيه الولايات المتحدة من أنها ستعيد أي مواطن هايتي يحاول التسلل إلى أراضيها بصورة غير قانونية، وجه قائد شرطة بور أو برنس، نداء لمساعدة قوات الأمن على التصدي للمجرمين الذين تمكنوا من الفرار بعد الزلزال.
وقال المفتش أريستيد روزمون، في حي مدينة الشمس الفقير: "إن عددا كبيرا من العصابات بدؤوا عمليات سلب ونهب منذ فرارهم من السجن".ويقدر عدد السجناء الفارين بحوالي 5 آلاف، من بينهم مجموعة تصنف على أنها من عتاة المجرمين.
وأشار المسئول الأمني المذكور إلى أن عددا من أفراد هذه العصابات، يحمل أسلحة نارية خفيفة من قبيل "بندقية من طراز إم-14 عيار 62" . وأضاف روزمون قائلا: "كنا نتوقع وصول معدات لتعزيز قوتنا. نحن في حاجة لكل مساعدة من المجتمع الدولي".
يذكر إن المخاوف الأمنية تسببت في بطء عمليات توزيع المساعدات في بعض المناطق. بيد أن مسئولين من الأمم المتحدة يقولون إن الهدوء يسود العاصمة على وجه العموم باستثناء بعض الحوادث المتقطعة.
وقال سفير الولايات المتحدة في هايتي كينيث مارتن: "ينبغي إدراك أن أغلبية الهايتيين هنا يتصرفون بهدوء وبطريقة سلمية".
المتاجرة بالأطفال
ومن جانبه جآن لوك لغران مستشار يونيسيف كشف عن قلق بشأن المتاجرة بالأطفال، وكانت هذه ظاهرة منتشرة قبل وقوع الزلزال.
وقال لغران: "لدينا 15 حالة موثقة لأطفال اختفوا من المستشفيات، ولم يكونوا مع ذويهم آنذاك".
من جهة أخرى نشرت مجلة "ذ لانست" الطبية البريطانية افتتاحية انتقدت فيها ما اعتبرته "هوس وكالات الإغاثة بالإعلام"، قائلة إن ذلك يأتي على "حساب المتضررين من ضحايا الكارثة".
وردت لجنة طوارئ الكوارث في بريطانيا بالقول إن الافتتاحية أغفلت ذكر الجهود الجبارة التي يبذلها موظفو ووكالات الإغاثة إلى جانب المتطوعين من أجل إيصال المساعدات إلى المحتاجين.
وتحرص الولايات المتحدة والأمم المتحدة على التأكيد على أن عمليات توزيع الماء والغذاء تسير على ما يرام، لكن مراسلي بي بي سي يقولون إن العديد من المتضررين مازلوا ينتظرون المساعدات.
ويعيش نحو نصف مليون شخص في 447 مخيما بالعاصمة الهايتية، حيث يشح الماء ويقل المأوى، حسب المنظمة الدولية للهجرة.