الإرث هو ما يتركه الشخص ويورثه لغيره بعد موته من أموال وحقوق مالية أو غير مالية. فكل ما يتركه الشخص بعد وفاته يقال له في اصطلاح جمهور الفقهاء "تركة".وتتعلق بتركة الميت حقوق عديدة علي الترتيب التالي:* أولا: تجهيز الميت وتكفينه بنفقة أمثاله. من غير إسراف ولا تقتير. ويختلف هذا باختلاف حال الميت يسرا وعسرا. وباختلاف كونه ذكرا أو أنثي.* ثانيا: سداد ديونه التي لها مطالب من جهة العباد. فلا تقسم التركة بين الورثة حتي تقضي الديون عن الميت لقوله صلي الله عليه وسلم: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتي يقضي عنه" "رواه أحمد".أما ديون الله تعالي التي ليس لها مطالب من جهة العباد. كدين الزكاة. والكفارات. والنذور. فلا تؤدي من التركة "عند الأحناف" وتؤدي منها "عند الجمهور" أي أنه يجب دفعها وإخراجها قبل تقسيم التركة.* ثالثا: تنفيذ وصايا الميت في حدود الثلث لغير الوارث. أما إذا كانت الوصية بأكثر من الثلث فلا تنفذ إلا برضا الورثة. فيما زاد علي الثلث لقوله صلي الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: "الثلث والثلث كثير".وقال صلي الله عليه وسلم: "إن الله تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم زيادة في أعمالكم".* رابعا: تقسيم التركة بين الورثة حسب الكتاب والسنة وإجماع الأمة.ويلاحظ أن سداد الديون هنا قد تم تقديمه علي الوصية بالرغم من الآية الكريمة تقول: "من بعد وصية يوصي بها أو دين" "سورة النساء/12".فتقديم الوصية في الآية للعناية والاهتمام بها. ولحث الورثة علي تنفيذ الوصية حتي لا يتهاونوا في أمرها لأن الوصية لما كانت هبة وتبرعا فقد تشح نفوس الورثة بأدائها والتقصير في إخراجها بخلاف الدين. فإن له مطالب يطالب به . وهو الدائن. ومن أجل هذا قدمت الوصية علي الدين في الآية الكريمة. أما عند أداء الحقوق المتعلقة بالتركة فيقدم الدين علي الوصية.