السلام عليكم
هذه رسالة رجل قد فارق دنيانا كتبها وهوعلى فراش الموت
الى التا ئهين المخدوعين الذين غرهم خداع الحياة فما افاقوا ..الى الذين يفرطون في أعز مايملكون دونما انتباه ولا تبصر الى هؤلاء جميعا اوجه هذه الكلمة أوجهها من تحت فراش المرض واليد ترتعش . ويسقط القلم كأنه جواد يكبو ويتلعثم.
اكتب اليك هذه الرسالة لعلها تحرك فيك ساكنا أوتجد طريقها الى قلبك فينتبه وتدع ماأنت فيه من سكر الغفلة: وخلاصة هذه الرسالة أن النبي حذرنا من عدم استخدام الصحة في الطاعة فقال (اغتنم خمسا قبل خمس) ومنها صحتك قبل مرضك.
آه لو تخيلت المريض وبجانبه المصحف وهو ينظر اليه بحسره يريد أن يرفعه فتعجز يده وتخونه عيناه فييأس من كثرة المحاولات ويسمع الأذان يريد أن يصلي في المسجد ولكن هيهات هيهات فرجلاه لاتحملانه وقواه خائره فيجلس وهوآسف حزين على ضياع أجر الجماعة واللقاء بالأخوة ورؤية الأحباب فيتوضأ مكانه وقد يعجز فيتيمم, يتمنى ان يتم القيام فلا يستطيع ويتمنى ان يتم الركوع فيعجز,ويحب ان يدعوا ربه في السجود فيحرم من ذالك ,فيصلي صلاة على حسب استطاعته ثم يحن الى التسبيح والتحميدوالتكبير فتختلط مع الآهات والتشنجات ويحول بينه وبيبن ذلك مرارة الألم وفتور الجسد الذي أضناه المرض وأردته الأسقام.
أخي /يامن ترفل في ثوب العافية أغتنم هذه الفرصة قبل أن تصبح العافية أملا والعافية طيف من الأحلام ولاوالله تشترى لحظات الصحة بمال الدنيا كلها ,أما وقدأهديت اليك على طبق من ذهب فلاتضيع العمر وهو فرصة في أحلام جوفاء وأماني وردية فاذا أطرحت على الفراش تمنيت لحظة من تلك السنين التي تقضّت في غير ما طائل ولامفيد وقديما قيل :ياابن آدم انما أنت ايام فاذا مرمنك يوم فقد أنقضى بعضك.
يا من تضحك ملئ فيك وتتقلب غير عابئ ولا مهتم أخشى أن تحصد الندامة عندماتخونك قدماك فلا برا تستطيع أن تقدم ولامريضا تزور ولاصلاة تشهد ولا قرآن تقرأ شغلك مرضك عن كل شغل ! عارت البسمة وفارقتك الرشاقة والوجاهة وترنحت مستسلما تحت أنات المرض فلا عيناك التي تحملق بها هي التي كانت تدور ترمق هنا وهناك ولا شكلك الذي كنت تمشي به وتختال لا بل أضحى مثير للدموع ومدعاة للشفقة والتمتمة القاتله
فان نظرات الناس اليك وأنت مسجي على فراشك تعظم عليك كحركة سهام مسمومة قاتلة تأتي على ما تبقى من
دماء الروح فيك .
أخي /لاأحب أن تلعب بك الظنون ويمضي قطار العمر وأنت في غمرات الحياة تنتقل من درب الى درب ومن طور الى طور وقد أسرع أخدانك الى الأعمال الصالحة ونسجوا في جميع الحسنات وتنافسوا في عمل الخيرات وأنت دائم النظر في عطفك تظن ان نظارة الشباب لن تخبو وأن رحيق الحياة لن يغيض وأن زهرة الحياة لن تذبل وأن قيثارة الصفاء لن تنكسر,,وأن وأن وأن لالا
فماأسرع تحول الدنيا وخدعها باهلها وكم من نعيم غاض بين عشية وضحاها وكم من فتى كان زينة للشباب أصبح مدعاة للشفقة وعلامة للبؤس وكم من صحيح ضعضعه المرض حتى أضحى أثرا بعد عين!!
فماذا تنتظر؟ وقد حذرنا المعصوم صلى الله عليه وسلم فقال (بادروا بالاعمال سبعا هل تنتظرون الافقرا منسيا أو غنا مطغيا أو مرضا مفسدا أوهرما مفندا أو موتا مجهزا أوالدجال فشرغائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر) رواه الترمذي .
هذه نصيحتي لك من محب لك: حنكته التجترب ويكتب لك من فراش الابتلاء فأفق واملاء حياتك بالأعمال الصالحة وتزودمن يومك فانه لايعد الى يوم القيامه واذا أمسيت فلا تنتظر الصباح واذا أصبحت فلا تنتظر المساء. وكن مستعدا فأنت على جناح سفر لاتدري متى ينادىبك اليه.
أخى الكريم
أستعد للقاء الله فأن الموت قريب
أستعد للقاء ملك الموت هادم اللذات
استعد لاول ليلة تنامها فى قبرك.....
استعد لوحشة وضمة وظلمة القبر...
ماذا ستقول لله عن عمرك وعن مالك
الموت الموت الموت الموت الموت الموت
الموت تذكر أخى الكريم الموت وسكراتة