السلام عليكم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده , أمّا بعد :
فمن كبائر الذنوب والمعاصي : ((الظلم)) ويكون بأكل أموال الناس بالباطل , وظلمهم بالضرب أو الشتم او التعدّي , أو الاستطالة على ضعفائهم وغير ذلك , ويكون بمنع الحقوق عن أصحابها مع القدرة على الوفاء .
قال تعالى : << ولا تحسبنّ الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون إنّما يؤخّرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتدّ إاليهم طرفهم وأفئدتهم هواء>> (( ابراهيم 42,43))
فالله عز وجلّ مطلع عليك أيها الظالم , قادر على إنزال العقوبة بك في أي لحظة , ولكنه سبحانه يمهل ولا يهمل , يمهلك حتى تراجع نفسك وتتوب وتندم على ظلمك , وتتحلل ممن ظلمتهم وآذيتهم وضيقت عليهم ... يمهلك الربّ جلّ وعلا حتى تتأمّل في عاقبة ظلمك وطغيانك وتجبرك على الناس , فلعلّ هذا التأمل يردّك الى صوابك وعقلك . ..
وإن أبت عليك نفسك الشريرة إلا متابعة الظلم والاستمرار في الطغيان , فسوف ينتقم الله منك عاجلاً أو آجلاً ...
قال تعالى : << وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون >> (( ابراهيم 227))
وقال سبحانه : << من يعمل سوءاً يجز به >> (( النساء 123))
فلا يغرنّك أمهال الله لك وتأخيره عقوبتك في الدنيا فقد يكون ذلك استدراجاً لك ومكراً بك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته (( رواه مسلم ))
فأين تذهب يا مسكين والله هو الطالب؟؟؟
أين تذهب والله هو المحاسب والمطالب ؟؟؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : اتقوا الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة (( رواه مسلم ))
قال تعالى : وكذلك أخذُ ربك إذا أخذ ربك القرى وهي ظالمة * إنّ أخذه أليم شديد (( هود 102))
فيا أيها المسرف على نفسه ! ما الذي يدعوك الى الظلم ؟؟ مالك؟؟ جاهك؟؟ سلطانك؟؟
فالله عز وجل أعظم من كل شيء وأكبر من كل شيء ومع ذلك يقول : يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي , وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا (( رواه مسلم ))
فالله عز وجل هو القوي المتين الجبار القهار مالك الملك حرّم الظلم على نفسه , فهل يليق بك أيها العبد الذليل الحقير المحتاج الضعيف , هل يليق بك أن تظلم وتطغى وتبطش...
فاستدرك يا عبد الله ما فاتك في حياتك قبل مماتك حتى لا تقول : << رب ارجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت فيُقال لك : << كلا>>
(( المؤمنون99,100))
قال صلى الله عليه وسلم : من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو شيء , فليتحلله اليوم , قبل ألا يكون دينار ولا درهم , فإن كان له عمل صالح , أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أٌ خذ من سيئات صاحبه فحمل عليه (( رواه البخاري))
اللهم تقبل منا صالح الاعمال واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وعلى اله واصحابه ومن تبعه بإحسن الى يوم الدين