إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره
ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد : ،
أخواني ، اخواتي.
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
لنتعرف سوياً على معنى النظرة الجائعة وخطورتها .
النظرة الجائعة : هى نظرة الرجل إلى المرأة الأجنبية بشهوة ، ونظرة المرأة الى الرجل
الأجنبى بشهوة.
وهؤلاء هم الشاربون من البحر!!!
لا البحر ينفد ولا هم يرتوون !!
أين غض البصر الذى امرنا الله ورسوله به ؟؟!!!
إن اطلاق البصر يؤدى إلى كثرة عرض الصور المنقوشة فى الذهن والمحفورة فى
القلب سواء كانت واقعية أو مطبوعة فى مجلة ، او متحركة على شاشة .
ولا شك ان تكرار النظر يؤدى إلى سهولة استدعاء هذه الصور عند مفارقتها ، وسهولة
استدعائها تؤدى ولا بد إلى تخيلها بوضع مثير مما يؤدى إلى مضاعفات المرض وزيادة
آلامه فيقع فى المعاصى
ومن خطورة هذا المرض أنه لا يقتصر على صورة معينة ولا يقف عند حد ، فإذا نظر
المريض ( نعم فهو مريض انا اقصد كلمة مريض) إلى امرأة
استرسل بصرة إلى غيرها ، الواحدة بعد الأخرى والصورة بعد الصورة ، دون أن يشفى
غليله أو يطفئ لهيبه وهو بريد الزنا والعياذ بالله
تخيل إطلاق البصر يوصلك لذنب عظيم ومن أكبر الكبائر!
نسأل الله العفو والعافية
وإليكم قصة لتوضيح المعنى :
صحابى ينظر إلى امرأة ويدقق النظر إليها وهو فى صحبة من ؟؟!! فى صحبة خير
الخلق وسيد الرسل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وأين؟! فى أرض المناسك والبلد
الحرام ، ومتى؟!! يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر أعظم الأيام عند الله .
واسمعوا القصة :
أن امرأة من خثعم استفتت رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ فى حجة الوداع
{ يوم النحر}
والفضل بن العباس رديف(أى خلفه) رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ وكان الفضل رجل
وضيئا ، فوقف النبى_صلى الله عليه وسلم _ يفتيهم ، فاخذ الفضل بن العباس يلتفت
إليها وكانت امرأة حسناء (وفى رواية : وضيئة)
(وفى رواية : فطفق الفضل ينظر إليها وأعجبه حسنها ) وتنظر إليه ، فأخذ رسول الله
_صلى الله عليه وسلم _ بذقن الفضل فحول وجهه من الشق الأخر.
وفى روابة الفضل نفسه :
(( فكنت انظر اليها فنظر إلي النبى _صلى الله عليه وسلم_ فقلب وجهي عن وجهها ، ثم
اعدت النظر فقلب وجهى عن وجهها حتى فعل ذلك ثلاثاً وأنا لا انتهى ))
بأبى انت وأمى يا رسول الله أنظر إلى الرفق حتى نتعلم من الرحمة المهداة صلوات ربى وسلامه عليه
وكان العباس حاضراً هذا الموقف فقال : يا رسول الله لم لويت عنق ابن عمك ؟
قال : " رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما ."
(رواه الشيخان واحمد والترمذى)
إذاً فلنتعلم أخوانى ، أخواتى ان نغض ابصارنا ولا نطلق لأبصارنا العنان ، فهى بداية لما
لا يحُمد عقباه
نسال الله أن يثبت قلوبنا على الإيمان
اللهم آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته