منذ أن داهم مصر المرض المعروف باسم فيروس إنفلونزا الخنازير قبل حلول العام الدراسي والحديث دائر عن احتمالية تأجيل البدء في العام الدراسي، وعندما قررت الحكومة البدء في العام الدراسي بدأ الحديث عن احتمالية غلق المدارس حفاظا علي أولادنا، وبالفعل قرر بعض السادة المحافظين غلق بعض الفصول، وذلك أيضا للحفاظ علي أولادنا خوفا من انتشار المرض وانتقاله من مريض إلي آخر، ونحن هنا نسجل إعجابنا بأداء وزارة الصحة في هذا الشأن وأيضا أداء وزارة التربية والتعليم «رغم تحفظاتنا علي كثير من أداء الأخيرة»، ولكن في الوقت نفسه أتعجب من أداء باقي الوزارات والمحافظات المعنية ببعض الأماكن المغلقة المكتظة بالرواد مثل السينمات والمسارح والكباريهات، فلو عقدنا مقارنة بين المدارس أو الفصول التي يتم غلقها «وهذا تصرف صحيح» نجد أن عدد تلاميذ الفصول لا يزيد علي أربعين تلميذاً، كما أنه يوجد بها مساحات تهوية جيدة، كما أن هناك إشرافاً طبياً بشكل مستمر سواء من الطبيب المختص أو من المدرسين أنفسهم أو من أولياء الأمور أو الأمهات وأن مدة الحصة لا تزيد علي خمس وأربعين دقيقة، وعلي الجانب الآخر نجد أن السينمات والمسارح والكباريهات عدد روادها لا يقل عن ثلاثمائة فرد أو خمسمائة أو يزيد بما فيهم عدد العاملين بها وأن نسبة التهوية بهذه الدور صفر بالمئة، وأن هذه الدور مغلقة علي روادها والعاملين بها مدة لا تقل عن ساعتين بالسينمات، ولا تقل عن أربع ساعات بالمسارح ولا تقل عن عشر ساعات بالكباريهات أو الملاهي الليلية، إذن لو أن هناك خطورة من الفصول أكبر بكثير جدا من السينمات والمسارح والملاهي الليلية، وهذا الأمر يدعو للتعجب والاستغراب حيث إننا لم نجد أي مسئول أو أي إعلامي أو برنامج فضائي أو أي كاتب صحفي تحدث عن احتمالية غلق هذه الدور المغلقة لفترات طويلة!!
ولكنني بدوري عضو بمجلس محلي محافظة الجيزة تقدمت باقتراح لغلق هذه الأماكن ليس بغرض غلقها بقدر ما هو بغرض فتح حوار لمناقشة هذه القضية، وللأسف لم يوافق المجلس علي الاقتراح، وأتساءل: لماذا يرفض المجتمع خاصة الإعلام الحديث عن هذه القضية؟ هل بسبب مجاملة الفنانين ورجال الأعمال أصحاب السينمات والمسارح والكباريهات؟ أم أن فيروس إنفلونزا الخنازير لا يستطيع دخول هذه الأماكن ويستطيع فقط دخول المدارس أم هي لعبة حكومية غير مفهومة؟ وقد يسأل سائل: وإحنا مالنا ومال رواد الكباريهات مثلا دي ناس بتشرب خمرة ومساطيل، الإجابة: إحنا مالنا ونص حيث إن هؤلاء الرواد يختلطون بالمجتمع وقد يحملون هذا المرض وينقلونه إلي آخرين فهم غير منعزلين عن غير المساطيل، لذا نطالب بوضع هذا الملف علي مكتب الدكتور حاتم الجبلي - وزير الصحة - للإفادة عما إذا كانت هذه الأماكن تشكل خطورة من عدمه؟ أو علي أقل تقدير إلزام أصحابها وضع البوابات الحرارية الخاصة بكشف درجة حرارة الرواد مع ضرورة الإشراف الطبي المستمر كما نفعل في المدارس، وهذا الاقتراح ليس حفاظا علي مساطيل الكباريهات ولكن حفاظا علي المختلطين بهم غير المساطيل.
كلمة في أذن السيد وزير الخارجية:
أثناء متابعتي لملف تبادل الأسري الخاص بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مع عدد من المعتقلين الإسرائيليين نجد المفاوض الحمساوي قد توصل إلي مبادلة الجندي جلعاد بألف فلسطيني، تذكرت علي الفور صفقة التبادل التي تمت بين الخارجية المصرية والحكومة الإسرائيلية عندما توصلنا إلي مبادلة ضابط المخابرات عزام متعب عزام بستة طلاب فقط!