استبقت الصحف الإسرائيلية الزيارة التي يقوم بها محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية للقاهرة للقاء الرئيس مبارك لمناقشة أخر مستجدات العملية المفاوضات مع حكومة تل أبيب مؤكدة أن الاثنين سيناقشا اقتراح بإقامة دولة فلسطينية كانت قد تقدمت به هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة.
و قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نقلا عن مصادر بارزة بتل أبيب قولها أن الوفد الإسرائيلي الذي زار مصر مؤخرا برئاسة بنيامين نتنياهو قام باستخدام ورقة إيران للضغط على الرئيس المصري من أجل إقناع عباس بإستئناف مفاوضات التسوية محذرا إياه من تعزز قوة إيران في المنطقة في ظل تعثر مسيرة التسوية.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن "مبارك" سيحاول إقناع عباس بالدخول مجددا في مفاوضات التسوية مع إسرائيل وسيعرض عليه التفاهمات التي توصل إليها مع نتنياهو مضيفة في تقريرها أنه في حال موافقة عباس على التفاهمات المصرية الإسرائيلية سيعلن الرئيس المصري عن عقد قمة ثلاثية في شرم الشيخ لإطلاق المفاوضات، مشيرة إلى احتمال تأجيل عقد القمة إلى فبراير القادم وإمكانية مشاركة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في القمة لتمنح الغطاء والرعاية السياسية لعملية التسوية.
ونقلت يديعوت عن مسؤلين إسرائيليون قولهم أن المفاوضات ستتم على أساس الصيغة التي اقترحتها كلينتون والتي توازن بين مبدأ إقامة دولة فلسطينية بحدود 1967 مع تبادل أراض وبين كون إسرائيل دولة يهودية مع حدود محددة وآمنة موضحين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد لمبارك خلال لقائهما أنه يصر على المبادئ التي أوردها هو في خطابه في جامعة «بار إيلان» العام الماضي، أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية، وان تضع اتفاقية التسوية حدا للمطالب وتكون نهاية الصراع.
وبدورها قالت صحيفة معاريف العبرية أن صيغة كلينتون ستكون هي أساس المفاوضات بين مبارك وعباس خلال اللقاء الذي سيعقد بينهما في القاهرة موضحة أن ذلك يزيد من فرص الفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق مع حكومة تل أبيب ونقلت معاريف عن مسئول سياسي رفيع المستوى بتل أبيب قول أن نتنياهو لم يوافق على الخطة الأمريكية لأن ذلك كان يتطلب موافقة المجلسالوزارء بحكومته .
كما نقلت عن مقربين لنتنياهو قولهم أن الاخير يدعو لاستئناف المفاوضات "دون شروط مسبقة " تتناول كافة القضايا بما فيها القضايا الجوهرية مؤكدين أن موقف نتنياهو لم يتغير بشأن القدس باعتبارها العاصمة الأبدية لإسرائيل ومعارضته لإعادة اللاجئين الفلسطينيين لوطنهم.