هل تعلمين أخيتي ما معنا هذه الجملة: ناقصات عقل و دين.
أخيتي هذه كلمات الحبيب المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه.
يقول الله تعالى : {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَىٰ}
روى البخاري في صحيحه قال حدَّثَنا سَعيدُ بنُ أَبي مَريمَ قال: أخبرَنا محمدُ بنُ جَعفرٍ قال: أخبرَني زيدٌ هوَ ابنُ أَسْلَمَ عن عِياضِ بنِ عبدِالَّلهِ عن أبي سَعيد الخُدْرِي
قال: «خَرَجَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في أضحى ـ أو في فِطرٍ ، إِلى المصلَّى، فمرَّ عَلَى النساءِ فقال: يا مَعشرَ النساءِ تَصَدَّقْنَ، فإني أُرِيتكُنَّ أكثرَ أهلِ النارِ. فقُلنَ: وبمَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: تُكثرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكفُرْنَ العَشيرَ، ما رأيتُ من ناقِصاتِ عَقلٍ ودِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازِم مِن إِحداكنَّ. قلنَ وما نُقصانُ دِينِنا وعَقلِنا يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: أَلَيسَ شَهادةُ المرأةِ مِثلُ نِصفِ شَهادةِ الرجُل؟ قلن: بَلى. قال: فذلِكَ من نُقصان عَقلِها. أليسَ إِذا حاضَتْ لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ؟ قلن: بَلى. قال: فذلِك من نُقصانِ دِينِها».
الآية الكريمه من كتاب الله أعلاه هى جزء من آية الدين التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بكتابة الدين واتخاذ الشهود حفاظا على الحقوق وتأكيدا لها وحدد سبحانه وتعالى عدد الشهود برجلين أو رجل وامرأتان، ثم بين العله والسبب في ان يكونا امرأتين بقوله: {ان تضل إحداهما فتذكراحداهما الأخرى}
يقول ابن كثير في تفسيره، وقوله: { أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا} يعني المرأتين إذا نسيت الشهادة {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الاٍّخْرَىٰ} أي يحصل لها ذكر بما وقع به من
الإشهاد، وبهذا قرأ آخرون فتذكر بالتشديد من التذكار، ومن قال: إن شهادتها معها تجعلها كشهادة ذكر فقد أبعد. والصحيح الأول، والله أعلم.
اما الحديث اعلاه فهو واضح صريح وقد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم مايعنيه بقوله ناقصات عقل ودين بقوله: «أما نقصان عقلها، فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا نقصان العقل، وتمكث الليالي لا تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين».
وللأسف في زماننا هذا نجد من يلقي هذه العباره وهو لا يفهم معناها ومنهم من يفسرها على هواه، فإن اخطأت المرأه قال ناقصات عقل ودين متناسين شدة التحذير من تفسير كلام الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون علم.
يقول الشيخ أبو إسحاق الحويني: فالجرأة على تفسير القرآن الكريم على غير ما كان السلف الصالح يفسرونه به، هذا من أسبابه أن هؤلاء ورثوا الكتاب، كما لو ورثت مالاً عن والدك، قد تنفق هذا المال كله في لحظةٍ من اللحظات، ولا تذرف عليه دمعة إذا ضاع كله، بخلاف الذي جمع المال بنفسه، لذلك كان التعبير القرآني دقيقاً جداً: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ} [الأعراف:169] ،لأن الذي ورث ليس كالذي قاتل على آيات الكتاب.
فالحذر الحذر من تأويل الآيات والأحاديث بالأهواء وبدون علم .