بداية الفتوحات في بلاد الشام وفلسطين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من نبى بعده /
ها هى صفحات الماضى المجيد بين أيدينا لأمة عزيزة كانت رائدة وستعود بحول الله رائدة وقائدة
فكونوا معنا و بداية الفتوحات في بلاد الشام وفلسطين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
اقرءوا التَّارِيخَ إِذْ فيه العِــبَرْ *** ضَلَّ قَوْمٌ لَيْسَ يَدْرُونَ الخَــبَرْ
فتح فلسطين قرار نبويّ
توجه اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بلاد الشام لتحريرها من براثن الشرك كما حرر الجزيرة العربية ، حيث كانت بلاد الشام تابعة للامبراطورية الرومانية الشرقية -حيث كانت الإمبراطورية الرومانية مقسمة إلى ، الإمبراطورية الشرقية عاصمتها بيزنطة (القسطنطينية )والإمبراطورية الغربية وعاصمتها روما -
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتطلّع لفتح الشام وبيت المقدس ليظلل الولاية السياسية على هذه البقعة
بعد أن ظللها بولايته الدينية في رحلة الإسراء والمعراج حيث صلى بالأنبياء؛ في إشارة لوراثة دين الإسلام للأديان السابقة وهيمنة عليها وختمها.
ولتبدأ بذلك الخطوة الأولى من توجيه الأنظار إلى بيت المقدس وتحريره لما له من مكانة فى الاسلام ، وبعد ذلك بُشِرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح بلاد الشام
وجاءت تلك البشرى فى جو مشحون ، حيث كان الصحابة يحفرون الخندق فى غزوة الأحزاب 5هـ وحينما استصت عليهم بعض الأحجار ، طلبوا من رسول الله المساعدة فأخذ الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم المعول ويضرب ضربة ويقول : بسم الله ، الله أكبر ، أُعطِيت مفاتيح الشام ، والله إى لأنظر إلى قصرها الحُمُر ، فبشر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بفتح الشام فى ذلك الوقت العصيب ...فكانت هذه البشارة بمثابة الرّغبة والحُلم والفكرة..
خطة استراتيجية
لقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بتحييد القوى الرئيسة في الجزيرة العربية
والتي يُمكن أن تشكّل خطراً على الدعوة الإسلامية الوليدة
والتي تمثلّت بقريش صاحبة القوة العسكرية والمعنوية والاقتصادية لدى العرب,
وذلك بعد سلسلة معارك انتهت آنذاك بصلح الحديبية ثم فتح مكة.
ثم تطهير الجزيرة العربية من الجماعات اليهودية حتى خيبر 7هـ، كما انتهج النبي سياسة الحروب الاستباقية الهجومية على الأطراف الجنوبية لبلاد الشام فكانت أولى سراياه إلى (حِسْمَى) وراء وادي القرى بقيادة زيد بن حارثة , ثم سريته إلى (وادي القرى), ثم سرية عبد الرحمن بن عوف إلى (دومة الجندل) فأسلموا, وأرسل زيد بن حارثة إلى (مَدْيَن) على ساحل البحر الأحمر القريبة جداً من فلسطين ونال منهم سبياً.
وبعد ذلك بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم فى تنفيذ علنية الدعوة
فأرسل الرسل إلى خارج الجزية العربية فأرسل إلى هرقل عظيم الروم، وكان هرقل يرى الحق مع الرسول إلا أن حاشيته و وزراءه صَدُّوه عن الإسلام، وبعث الحارث بن عمير الأزدي بكتابه إلى الشام إلى ملك الروم أو بصرى فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فأوثقه رباطا ثم قدمه فضرب عنقه وكان قتل السفراء والرسل من أشنع الجرائم، ولم يُقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم رسولٌ غيره.
غزوة مؤتة
لقد اشتد الأمر على الرسول- صلى الله عليه عليه وسلم - حين بلغه الخبر فبعث البعوث واستعمل عليهم زيد بن حارثة وقال إن أصيب فجعفر بن أبي طالب على الناس فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلاً فليجعلوه عليهم وكانت هذه هى معركة مؤتة وهي بأدنى البلقاء من أرض الشام وكانت في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة وكان ذلك أول لقاء بين المسلمين وعددهم 3 آلاف والروم 200 ألف!!
وكان هذا هو السبب فى غزوة مؤتة ،ذلك لأن جريمة قتل الرسل كانت بمثابة إعلان الحرب فتحرك النبى صلى الله عليه وسلم لمقتل مُسلِم واحد فماذا لو رآنا اليوم الحبيب المصطفى ونحن يُقتَل منّا المئات يوميا ً دون أن يحرك أحد ساكنا ً !!
وبالفعل تجمع الجيش ليذهبوا إلى القتال ، وانحاز المسلمون إلى مؤتة فالتقى الناس عندها فتعب المسلمون ثم اقتتلوا والراية في يد زيد بن حارثة فلم يزل يقاتل بها حتى شاط في رماح القوم وخر صريعا ً، وأخذها جعفر فقاتل بها حتى إذا أرهقه القتال اقتحم عن فرسه فعقرها ثم قاتل حتى قتل فكان جعفر أول من عقر فرسه في الإسلام عند القتال فقطعت يمينه فأخذ الراية بيساره . فقطعت يساره فاحتضن الراية حتى قتل وله ثلاث وثلاثون سنة ثم أخذها عبد الله بن رواحة وتقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه ويتردد بعض التردد ثم نزل وأخذ سيفه وتقدم فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية ثابت بن أقرم أخو بني عجلان فقال يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم قالوا : أنت قال: ما أنا بفاعل فاصطلح الناس على خالد بن الوليد فلما أخذ الراية دافع القوم وحاش بهم ثم انحاز بالمسلمين وانصرف بالناس .
وحقق خالد انتصارا ً عظيما ً على الروم بحيلته الرائعة
حيث أمر المسلمين بإثارة الغبار بخيولهم حتى يظن العدو أن مدداً قد جاء ،
وأيضا ً غيّر من تنظيم الجيش.
وقد أيّد النبي صلى الله عليه وسلم انسحاب خالد بن الوليد بالمسلمين ووصفهم بالكُرّار
على هيئة صيغة التكثير في إشارة منه إلى هذه الهجمات ستتواصل.
غزوة تبوك بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم
وفى العام التالى 9 هـ يجتمع ملك الروم وأعوانه لتجهيز جيش يقاتل المسلمين لما لهم من خطر عظيم على دولتهم وعلى سلطانهم فسمع النبى صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر فقرر تجهيز جيش كامل ليخوض هذه المعركة ولا ينتظرهم ليأتوا إلينا بل يخرج لقتالهم خارج بلادنا ، فأرسل النبى إلى القبائل العربية يحثهم على الجهاد وتجهز الجيش وكان اسمه جيش العسرة لما انتشر فى ذلك الوقت من القحط
فكانت عسرة فى المال ، وعسرة فى الماء وعسرة بسبب الحر
-ولكنّ المؤمنين الصادقين بذلوا وضحوا بكل ما لديهم من أموال وأملاك لتسيير هذا الجيش
وهذا هو حال المؤمنين الصادقين -
فــ تجهز ثلاثون ألف مقاتل قد باعوا أنفسهم من الله ، وأعلنوا نصرة لا إله إلا الله،وخرجوا للقتال
وأما الرومان وحلفاؤهم فلما سمعوا بزحف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخذهم الرعب فلم يجترئوا على التقدم واللقاء، بل تفرقوا في البلاد في داخل حدودهم.
استقر هرقل ، بهدف استدراج القوات الإسلامية إلى الداخل والانقضاض عليها، ولكنَّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) أفشل مخططهم وعسكر في تبوك، وجعلها آخر نقطة في توغله شمالاً، وراح يُراقب تحرّكات الروم.
أخذ الرسول (صلى الله عليه وسلم) يتصل بالقبائل العربية المتنصرة المجاورة ويعقد معهم معاهدات الصلح والتعاون، ورجع المسلمون من تبوك مظفرين منصورين، لم ينالوا كيداً، وكفى اللَّه المؤمنين القتال
وهكذا انتهت بنصرة المؤمنين
بعث أسامة بن زيد
ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر مقتل زيد بن حارثة وجعفر وأصحابه ووجد عليهم وجداً شديداً ; ففى سنة إحدى عشرة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ لغزو الروم ، وأمرهم بالانكماش في غزوهم . و دعا أسامة بن زيد فقال: "يا أسامة سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك ، فأوطئهم الخيل فقد وليتك على هذا الجيش فأغر صباحا على أهل أُبْنى(وفي رواية يبنا, وهي اسم موضع في فلسطين)".
- وهنا وقفة أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم إمرة الجيش بأكمله لأسامة بن زيد الذى لم يتجاز الثامنة عشرة من عمرة فإذا حسبناها بحساب أهل هذا الزمان يكون مراهق وهذا هو الفرق فى التربية ،الرسول صلى الله عليه وسلم رباه على الجولة وتحمل المسئولية والإقدام أما نحن نزرع بنفس الطفل فكرة أنه مراهق وأفكاره فى هذا الوقت لابد وأن تكون أفكاره طائشة وبالتالى سنُحرم من إسهامات كبيرة للشباب ف تلك المرحلة -
وعقد له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده لواء ثم قال: "يا أسامة اغز بسم الله في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغدروا ، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا تمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم ولكن قولوا : اللهم اكفناهم واكفف بأسهم عنا فإن لقوكم قد أجلبوا وصيحوا . فعليكم بالسكينة والصمت ولا تنازعوا ولا تفشلوا فتذهب ريحكم . وقولوا : اللهم نحن عبادك وهم عبادك ، نواصينا ونواصيهم بيدك ، وإنما تغلبهم أنت واعلموا أن الجنة تحت البارقة"
وهكذا كانت وصية الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم
لهم وهذا هو الفرق بين سماحة المسلمين ، وبين غدر أعداء الله.
وتحرك جيش أسامة ،وعسكر في الجرف حينما سمع باشتداد المرض برسول الله صلى الله عليه وسلم، ، ثم حدث حدث عظيم جداً على نفوس المسلمين جميعا ً ألا وهو وفاة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم فأظلمت المدينة بوفاته ، وارتدّ من ارتد ّ عن الاسلام.
وكانت المشكلة فى جيش أسامة ابن زيد
ماذا يفعل ؟؟ هل يذهب للقتال فعلا ً أم ينتظر ؟؟ وكذلك سيدنا أبو بكر ما ذا يفعل ؟
أيُنفِذ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أم يوجه ذلك الجيش لقتال المرتدين ، الذين ما إن سمعوا بوفاة النبى حتى ارتدوا .. !!
أمر عظيم وخطر كبير !!
تُرى ما يفعل ابو بكر ٍ الصديق فى هذا الموقف ؟