مجموعة من البشارات التى جاء ذكرها فى كتب القوم والتى اتفق اليهود والنصارى معاً على أنها خاصة بنبى يأتى أخر الزمان (… و ليؤتى بالبر الابدي و لختم الرؤيا و النبوة و لمسح قدوس القدوسين) (سفر دانيال 9-24). واليهود لهم قولهم عن هذة البشارات والنصارى لهم قولهم ونحن إن شاء الله لنا قولنا أيضاً, المهم أن الجميع متفق على أنها بشارات خاصة بنبى أخر الزمان, فياترى من يكون هذا النبى؟ هل هو يوشع بن نون كما زعمت اليهود؟ هل هو المسيح عليه السلام؟ هل هو النبى محمد صلى الله عليه وسلم؟
هذا البحث معنى بالجواب وتفنيد أدلة كل فريق على حدة ثم الخروج بالنتيجة إن شاء الله.
سنجد داخل هذا البحث إن شاء الله بشارة كهذة تقول: ( اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك و اجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به ) (تثنية 18-18)
فمن هو هذا النبى ؟ ومن هم إخوة اليهود؟
سنجد نصاً أخر كهذا يقول: ( وحي من جهة بلاد العرب في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين ) (اشعياء 21: 13)
فمن هو هذا الوحى ؟ ولماذا بلاد العرب؟
سنجد نصاً آخر فى انجيل يوحنا 13:16 ( و اما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به و يخبركم بامور اتية )
فماذا كان يقصد المسيح عليه السلام عندما قال هذا الكلام؟ من هو روح الحق هذا؟ وكيف لا يتكلم من نفسه بل بما يسمعه فقط؟
ما هى جبال فاران , وأين تقع؟
من هو الذبيح , هل هو اسحق كما يقول الكتاب المقدس أم إسماعيل عليهما السلام؟
هل كان اسحق عليه السلام ابناً وحيداً لابراهيم عليه السلام يوماً ما؟
كل هذة الأسئلة والبشارات وغيرها الكثير هى موضوع بحثنا هذا إن شاء الله.
سؤال: لماذا اذا يستشهد المسلم بهذة الكتب التى لايؤمن بها ولايعتقد فى صحتها؟
الاجابة هى اننا فى حقيقة الأمر لا نستشهد به لأنفسنا بل نستشهد به عليهم!! والفرق كبير جداً: أنا أستشهد بما أنت تؤمن به وتصدقه وإلا فالقرآن يكفينا. ولكن هل يؤمنون هم بالقرآن؟؟ اذا وكما اُُتفق فى قواعد النقاش العقلانى ومن كتبهم: من فمك ادينك (لوقا 22:19).
ولايحتاج المسلم إطلاقاً -بل هو منهى عن ذلك- أن يذهب إلى كتب أخرى ليأخذ منها معتقداً ما. ومصدر المسلم فى تلقى العقيدة وإثبات صحتها هو القرآن والسنة وما أجمعت على صحته الأمة.
ولكن طبيعة الحوار تفرض علينا أن نخاطب هؤلاء بما هو مقدس عندهم لا عندنا وبما هو فى نظرهم كلام الله!!! وعلى أية حال فكل ما سنعرضه من أدلة ونصوص إنما نعرضها بعدما تبين لنا موافقتها لما معنا من حقائق قرانية… فلسنا معاذ الله ممن يتكلمون بما لا يعتقدونه لمجرد إظهار الحق, ولسنا ممن يؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة, بل الغاية النبيلة تتطلب وسيلة نبيلة, وما وسيلتنا فى بحثنا هذا إلا التوكل على الله فهو حسبنا, ثم الاجتهاد فى تقديم الحقائق كما تم ذكرها وتبيين كيف أخفاها هؤلاء بين ترجماتهم المتعددة وفى دروسهم الوعظية…
هدانا الله واياهم إلى سواء الصراط – اللهم امين.
ومن كان له اذنان للسمع فليسمع…
{ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) } (سورة طه)
و لكن قبل أن نبدأ فى سرد البشارات الواضحة القطعية الدلالة من نصوص التوراة والانجيل و التي سيتم سردها على أجزاء بإذن الله، لابد لنا أن نوضح موقف المسلم من كتب اهل الكتاب من اليهود والنصارى وموقفه من الاستشهاد بنصوصها.
عقيدة المسلم فى كتب اهل الكتاب من اليهود والنصارى
ان المسلم لايكون مسلماً حقاً ويكتمل إيمانه إلا إذا امن بالكتب التى انزلها الله من قبل على انبياء سابقين:
{ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ } (آل عمران:3)
{ إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى } (الاعلى:18-19)
{ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً } (النساء:163)
فهذة الايات البينات وغيرها توضح عقيدة المسلم بأن هناك كتب اخرى أنزلها الله على انبياء سابقين عليهم جميعاً افضل الصلاة والسلام والايمان بها واجب. يقول الله عز وجل:
{ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } (البقرة:4)
{ أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (البقرة:5)
{ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } (البقرة:136)
إلا أن هذة الكٌتب تغيرت وتبدلت وطالتها أيدى البشر مابين مُحرف للكلمة ومغيراً لمعناها إلى متعمد الخطا فى ترجمته غير امين فى نقله لذا نحن لانؤمن بأن الذى فى ايدى اليهود والنصارى الان هو كلام الله الذى أنزله والذى أَمرنا ان نؤمن به وبما فيه.
سؤال: لماذا سمح الله بأن تُحرف هذة الكتب ولم يحفظها؟
الله سبحانه وتعالى بحكمته وعلمه الازلى يعلم أن القوم سيحرفون كلامه نصاً وحكماً ومعناً ,كما أن الله لم يتعهد بحفظها بل استأمنهم هم على حفظها:
{ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } (المائدة:44)
لكنهم بدلوا وحرفوا ونسوا التعاليم والوصايا:
{ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (المائدة:13)
ثم جاء من بعدهم قوم فعلوا ما هو اكبر من هذا:
{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ } (البقرة:79)
فالقرآن حين يأمرنا بالايمان بكتب الله المُنزَلة يأمرنا ان نؤمن بما هو غيب عنا وبما هو كان وليس بما هو كائن الان والايمان بالغيب واجب وفى نفس الوقت يخبرنا القرآن الكريم بان هذة الكتب قد حُرفت:
{ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (البقرة:75)
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (البقرة:159)
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (البقرة 174)
{ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } (آل عمران:187)
ولم يعد لها مصداقية وعلينا اتباع ما تعهد الله بحفظه وهو رسالة النبى الخاتم عليه الصلاة والسلام:
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (الحجر:9)
فالله حين سمح بهذا التحريف ان يتم سمح به اختباراً لهؤلاء الرهبان من أهل الكتاب , وقد فشلوا فى الاختبار وسوف يحاسبهم الله يوم القيامة كما رأينا من الوعيد المتقدم لهم ولم يتعهد الله بحفظه ولايوجد نصاً واحداً يتعهد الله فيه بحفظ هذة الكتب من التحريف بل العكس تجده فى كتب القوم أنفسهم وهو التنبؤ بأنها ستُحرف:
( كيف تقولون نحن حكماء و شريعة الرب معنا حقا انه الى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب ) (ارميا 8-8)
ولماذا حرفوا؟ الاجابة فى نفس السياق تجدها واضحة ومطابقة لما جاء فى سورة البقرة 79:
( لذلك اعطي نساءهم لاخرين و حقولهم لمالكين لانهم من الصغير الى الكبير كل واحد مولع بالربح من النبي الى الكاهن كل واحد يعمل بالكذب ) (ارميا 8-10)
تم التحريف بسبب المال وياله من سبب تافه اودى بهؤلاء الهلكى إلى الخلود فى نار جهنم وتوعدهم الله لهذا السبب بالويل:
{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ } (البقرة:79)
بل وجود عقوبة لمن يحرف الكتاب عندهم لهو أكبر دليل على إمكانية التحريف والذى حدث بالفعل, فهل من المعقول أن توضع عقوبة لشىء مستحيل حدوثه!!!
فمثلاً لو قامت دولة ما ووضعت قانوناً يقول: من يكسر إشارة المرور فى شوارع المدينة فعليه غرامة كذا, هذا منطقى ومقبول(وواقع بالفعل) ويدل على أن هناك إمكانية حدوث هذة المخالفة لذا وضعت العقوبة المناسبة, لكن لا يضعون قانوناً يقول مثلاُ : من يقوم بكسر إشارة المرور داخل الشمس فعليه عقوبة كذا !!أو من يحمل ماء البحر كله بين كفيه فعليه غرامة كذا!! هذا لا يحدث لأن العقوبة هنا عبثاً لأنها تتعلق بفعل مستحيل حدوثه من قبل البشر.
الأن فى كتاب القوم نجد هذة النصوص:
( لاني اشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. و ان كان احد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة و من المدينة المقدسة و من المكتوب في هذا الكتاب ) (رؤيا 18:22-19)
هذا موجود عندهم , ونحن بدورنا نتوجه لهم بالسؤال:
من المستحق للضربات هنا, هل الذين حذفوا وهم البروتستانت؟ أم الذين زادوا وهم الكاثوليك والأرثوذكس ومن تبعهم فى عدد اسفار كتابهم من باقى الطوائف؟؟
هذا من الاسئلة التى طالما واجهناها بهم ووجهناها لهم ولا نجد إلا الصمت وكلام من قبيل: هذا الموضوع كبير وكتب الابوكريفا هذة كتب جميلة وفيها كلام جميل ولأن الوقت تأخر فرجاء نكمل الحديث فيما بعد وننتظر هذا البعد ولا ياتى أبدا !!!!
ولكن ما يهمنا الأن هو أن كتابهم يضع عقوبة لمن يحرف, فالتحريف إذا ممكناً, وهذا بعكس القران الكريم , فلو استعرضت أيات القران الكريم وقرأته من أوله إلى أخره لن تجد أية واحدة تحمل عقوبة وضعها الله عز وجل لمن يحرف القران!!!!
ببساطة لأن هذا لن يحدث, وهذا هو الفرق, فوضع عقوبة لشىء لن يحدث هو من قبيل العبث, وحاشا لله القدوس أن يفعل عبثاً , لذا لا تجد فى القران عقوبة لمن يحرف القران, ولكن وجدنا هذا فى كتابهم, ورأينا النصوص التى تصرح بذلك بالفعل, فنرجو أن تكون هذة النقطة قد وضحت تماماً فى أذهان الباحثين عن الحق من غير المسلمين.
ولكن لما كان النبى الخاتم سيجىء بأخر كتاب كان ولابد ان يحفظه الله ولكن كيف ؟هل يتعهد الله لامة واتباع هذا النبى الخاتم بحفظه؟ نقول لو حدث هذا لكان المسلمون فرطوا ايضا فى الامانة, فهى ثقيلة ثقل الجبال
{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } (المزمل:5)
بل أشد ثقلاً من الجبال:
{ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } (الحشر:21)
لذا لم يتعهد الله بحفظ كلامه الاخير لبنى البشر بل تعهد الله عز وجل برحمته بان يحفظه ويتولى حفظه سبحانه وتعالى جلت قدرته وتعاظمت حكمته حتى إن اراد يوماً ما اى انسان ان يعرف الله حقاً وكيف يعبده سيجد مايريده فى هذا الكتاب وهو القرآن الكريم: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (الحجر:9)
نحب أن نشير فى هذا المقام إلى شبهة صلعاء يروج لها القساوسة لتثبيت العامة عندهم على ما هم فيه, فهم يقولون أن الذكر جاء فى القرآن الكريم اشارة إلى كتب الله المنزلة وليس فقط القرآن, ثم يسوقون الأيات الدالة على ذلك. ولكن الذى لا يعلمه العامة عندهم ان هؤلاء القساوسة يدلسون عليهم مستغلين جهلهم بالقرآن, وبأنه لا يراجع ورائهم احد فهم ربوهم على ذلك. ولأننا لسنا معنيين فى بحثنا هذا بالرد على أكاذيب القوم إلا أن طبيعة البحث تقتضى أن نفعل ذلك من حين لأخر وهذة الكذبة تقتضى منا الرد. وللرد نقول بحول الله وقوته أن هذة الأية الكريمة وردت فى سورة الحجر وهى الاية التاسعة فى سياق. فلماذا يتجاهل القسيس السياق الذى جاءت فيه الاية؟؟ تعالوا معنا الأن نرى الايات والسياق من أوله حتى نصل للأية المذكورة ولنرى هل الذكر هنا هو القرآن وحده فقط أم الكتب السماوية بعموم؟ يقول ربنا عز وجل فى سورة الحجر:
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)
{ وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } سؤال: هل انزل على محمد صلى الله عليه وسلم غير القرآن؟؟ هل النبى محمد صلى الله عليه وسلم انزل الله عليه التوراة والانجيل والزبور؟؟ اذا علمنا الأن أن القساوسة يدلسون وبدلا من أن يدافعوا عن كتبهم التى حرفت بيد أجدادهم, يذهبون إلى القرآن نفسه ليستشهدوا به على حفظ كتابهم!!! ورأينا الأن أن الذكر هنا هو القرآن فقط دون باقى الكتب لأنه هو الذى أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم… لا نحب أن نسمع هذة الأكاذيب من هؤلاء مرة أخرى, اللهم قد ابلغناهم, اللهم فاشهد.
وكان حفظ الله للقران الكريم بأن هيأ الظروف التى تم بها حفظ القرآن وهى ظروف تفوق الوصف فى دقتها ,الدقة التى جعلت غير المسلمين يحسدون المسلمين على حفظ كتابهم ولسنا هنا فى الكلام عن كيفية جمع القرآن وحفظه ويكفينا فقط أن نشير هنا الى أن القرآن الكريم كله كان مكتوبا على عهد النبى محمد صلى الله عليه وسلم وكٌتب من قِبل اصحابه الكرام متفرقاً ثم جمع بعد ذلك على عهد خليفته ابى بكر الصديق رضى الله عنه ثم نٌسِخَ على عهد عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث رضى الله عن هؤلاء الافاضل الذين لم يشهد التاريخ من اتباع انبياء مثلهم. لذا إن ما بأيدينا الان من كتب اليهود والنصارى كتب مٌنقطعة الاسانيد ,مفقودة الاصول باعتراف اصحابها (1) ولانؤمن بان كل مافيها صدقاً وموحى من الله لما تقدم من اسباب.
سؤال: لماذا اذا يستشهد المسلم بهذة الكتب التى لايؤمن بها ولايعتقد فى صحتها؟
الاجابة هى اننا فى حقيقة الامر لا نستشهد به لانفسنا بل نستشهد به عليهم!! والفرق كبير جداُ ,انا استشهد بما انت تؤمن به وتصدقه والا فالقرآن يكفينا ,ولكن هل يؤمنون هم بالقرآن؟؟ اذا وكما اُُتفق فى قواعد النقاش العقلانى ومن كتبهم: ( من فمك ادينك ) (لوقا 22:19)
ولايحتاج المسلم إطلاقاً- بل هو منهى عن ذلك- ان يذهب إلى كتب أخرى ليأخذ منها معتقداً ما. ومصدر المسلم فى تلقى العقيدة وإثبات صحتها هو القرآن والسنة وما اجمعت على صحته الامة لا خلاف فى ذلك فبيان أن القرآن هو مصدر التلقى كثير منه مثلاً قول الحق:
{ الم (1) ذَلِك الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) } (البقرة)
{ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ } (صّ:1)
{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } (النحل:89)
{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً } (الكهف:54)
{ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } (الأنعام:38)
أما السنة كمصدر للتلقى فكثير أيضاً منه:
{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (النحل:44)
{ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } (النحل:64)
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } (الحشر:7)
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (الأحزاب:21)
{ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } (آل عمران:32)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ } (الأنفال:20)
وأما ما اجمعت عليه الامة فمنه قول الحق:
{ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً } (النساء:115)
اذا فالمسلم لايأخذ ابداً عقيدته او يستدل على صحتها من أى مصدر اخر سوى هذة الثلاثة: قران وسنة وإجماع. ولايٌعقل أبداً لمن أراد البحث عن الحق أن يترك البحث فى النور الساطع وفى ما هو محفوظ ويذهب ليبحث فى الظلمات وفى ما هو مُحرف مُبدل مفقود الاصول!!
سؤال: هل كل ما فى هذة الكتب مُحرف ومُبدل؟
إن تصريح القرآن بالتحريف ,هو فى البعض وليس فى الكل لأن القرآن يقول: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ } (آل عمران:23). فكلمة (نصيباً) هنا جاءت نكرة وبعدها لفظة (من) للتبعيض اى المعنى: اتوا قدراً محدوداً من الكتاب وليس الكتاب كله, ويؤيده قول الله عز وجل فى القرآن: { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا } (المائدة:14). فقول الله عز وجل انهم نسوا حظاً اى ليس كل ما ذكرناهم به, والجزء الباقى الصالح للاحتجاج به من كتبهم محكوم بمدى تصديق القرآن له: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ } (المائدة:48) لان القرآن هو الكتاب الخاتم وهو كل الكتاب الذى اراده الله للبشر وهو الكتاب المحفوظ حقا: { الم (1) ذَلِك الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) } (البقرة2:1). فقوله عز وجل { لَا رَيْبَ فِيهِ } اى انه هو الكتاب الحق فأى استشهاد من هذة الكتب التى حرف بعض ما فيها يتوقف على مدى مطابقته للكتاب الحق المحفوظ من عند الله وهو القرآن الكريم. (2)
فمثلاً هناك نصوصاً مازالت تشير الى وحدانية الله وعبادته وحده من دون الخلق والتحذير من الاشراك به: ( اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد ) (سفر التثنية 6-4). كما انه ماتزال هناك نصوصاً تشير الى بشارات بنبى خاتم يبعثه الله فى اخر الزمان ليقيم به الحق الذى ضاع وبُدل وينشر به العدل ويكمل به الشرع.ومن خلال هذة النصوص نحن نتحدث ونقيم بها ان شاء الله الحجة على من اراد الحق ومن اراد الله من كل قلبه.
سؤال: ما هى الحكمة من بقاء مثل هذة النصوص على حالها ,ولماذا لم تٌحَرف هى الاخرى ويتم تبديلها او التلاعب في معانيها؟
من رحمة الله بعباده أن الله لم يٌرد لمثل هذة النصوص ان تٌحذف مع الذى حٌذِف او تٌبدل مع الذى بُدل او تَُنَقح مع الذى نُقح!! لماذا؟ لكى يجعلها الله مصدراُ ولو صغيراُ لبقية نور الحق لمن يرد الهدى من هؤلاء ,هذا من ناحية ومن ناحية اخرى لكيلا يكون لهؤلاء حجة لهم يوم القيامة بإدعاء جهلهم بمعرفة الاسلام او رسالة ونبوة النبى الخاتم صلى الله عليه وسلم,فيكون كتابهم بهذة النصوص حٌجة عليهم وكافياً لإدانتهم يوم الدينونة ,اذ كان يكفيهم على الاقل قرأة كتابهم والى هذا المعنى يشير الحق عز وجل فى القرآن الكريم فيقول:
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } (المائدة:68).
ونٌشير هنا الان الى اننا عندما شرعنا فى كتابة هذا البحث لننال به شرف نصرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم إستعرضنا فى موضوع البشارات الخاصة بالنبى الخاتم فى كتب اليهود والنصارى عشرات النصوص والكتب التى سنذكر ان شاء الله بعضاً من اسمائها لمن يريد الاستزادة,ولكنى أصدقكم القول أننى ذُهلت من كثرة وكمية النصوص التى بها بشارات واضحة وصريحة بالنبى الخاتم والتى تتفق وتنطبق كما سنرى ان شاء الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رغم انكار القوم لذلك وهو أمر طبيعى ان يصدر من قوم تلاعبوا بكلام ربهم وزادوا عليه ونقصوا منه, فوجدنا بشارات تكلمت عن اوصافه, مكان بعثته, شخصيته, طبيعة رسالته, اسمه ولقبه. بل صفات اصحابه واتباعه!! فلما وجدت كل هذا الكم من النصوص والتى هى بكل لغات العالم ماتزال موجودة وفى كل النسخ عندهم قلت :سبحان الله! كل هذة البشارات والقوم مازالوا يعاندون؟يكابرون؟ أعلى أنفسهم يكابرون؟ ءالنار يٌريدون؟ فتذكرت وقتها قول الحق تبارك وتعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } (البقرة:6)
لماذا؟
{ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (البقرة:7)
لكن لماذا ختم الله على قلوبهم؟
{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ } (الأعراف:146)
وقد وصفهم الله فقال عنهم:
{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ } (المائدة:77)
امنت بالله الايات لاتحتاج الى شرح او تعليق فهى تنطق بالحق والحمد لله الذى يهدى اليه من يشاء اما من يتكبر ويعاند فمصيره كما نرى من افعال القوم!!هدانا الله واياهم إلى سواء الصراط-اللهم امين.
ولاننا خَبرنا النصارى وتكلمنا مَعهٌم مراراً وجرت بيننا وبينهم مناظرات ومناقشات وعَلمنا أنهم أهل جدال وتعصب ففضلت أن انتقى من وسط كل هذة البشارات وهى حسب إحصائنا على ما فيه من ضعف وجهل تجاوزت حتى كتابة هذة السطور الخمسين نصاً (وأعرف أن البعض عدها فوجدها تجاوزت المئة والخمسين! ولكنى أتكلم هنا عن ما أخترته وما وجدت أن له حجية عندى)!! فرأيت إن شاء الله بحولهِ ومنعاً للجدال مع هؤلاء ولاقامة الحجة إن شاء الله ليس إلا, انتقينا لهذين السببين بعض البشارات والتى تناسب موضوع البحث وحرصنا ان تكون هذة النصوص لها سمة الوضوح وتفهم بدلالة المنطوق واستبعدنا كثيراً جدا من البشارات القوية لا لسبب الا لأنها قد تفتح للشيطان مع هؤلاء باب التأويل والالتفاف المعهود منهم حول النص واستنباط اخر معنى يمكن ان ُيفهم به نص قطعى الدلالة, وهم فى ذلك لهم طريقة غريبة يعتصرون فيها الجمل والكلمات إعتصاراً حتى يٌخرج ما ليس فى النص وهذا إنما يتم بإدخال بعض الكلمات التى تساعده فى الترجمة ليصل لمراده فى النهاية والتى هى ليست موجودة فى النص اليونانى أو العبرى إن كان النص توراتى , وإن قام أحد بمواجهتهم بهذا التلاعب (كما سنرى إن شاء الله فى مَبحثنا هذا أمثلة لهذا التلاعب) قالوا: لابأس هو خطأ فى الترجمة وألاصل (يقصدون النص اليونانى فهو عندهم الأصل!!) ليس كذلك!! لماذا إذا غيرت فى معانى الكلمات من البداية؟ اليس من المفترض أن الذى يٌترجم إنما يترجم من خلال اليونانية؟ هل فوجىء سيادة المٌترجم بان النص اليونانى ليس كذلك؟ هكذا القوم وصدق ربنا تبارك وتعالى حين وصفهم بذلك.
وللامانة العلمية فى النقل سنذكر فقط للعلم قواعد القوم فى تفسير كتابهم وسنحاول ان شاء الله جاهدين الا نتعدى من جانبنا فى تفسيراتنا هذة القواعد,بل نحن لن نفسر إبتدا وسَنٌعلق فقط ثم نٌقارن بما لدينا من أخبار وأحاديث صحت عن المعصوم صلى الله عليه وسلم ونرى هل هناك تطابق ام أن المسلم يتهافت ويٌبالغ؟؟