سَجَّلَتْ آخر الفتوحات المعاصرة في المعركة الرياضية بأم درمان أرقامًا رائعة:
فالمشجعون: الذين أدّى النظام الحاكم "الرويبضة" في الدولتين واجبهما الوطني بتأمين توصيل المتطوّعين في صفوف المجاهدين وهم: 10 آلاف مسلم مصري مقابل خصمهم 10 آلاف مسلم جزائري إلى أرض المعركة.
الهدف الاستراتيجي من الغزوة : التأهيل للمونديال لإعلاء راية "الدُّويلة" التي استقلت عن جسم الأمة والعالم الإسلامي عالية خفاقة.
نتائج المعركة: انتصار تاريخي ساحق للجزائر على العدوة مصر.
ثمن النصر المظفر: 18 قتيلاً؛ شهيداً قضَوا في طريقهم إلى الخنادق (الفنادق) ثم في مواجهات ساحات الوغى (الملاعب) وأخيراً في احتفالات نشوة الانتصار. أما الإعلام الرسمي "الموثوق" فقد نفى هذه الإشاعة المغرضة حول وقوع قتلى.
أما الجرحى فنحو 380 مناضلاً، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
8 باصات للمشجعين المصريين والجزائريين رشقت بالحجارة وكُسّر زجاجها.
إلقاء القبض على 9 مشتبه فيهم. واعتداء على حافلة جزائرية. 650 ألف مصري في الخرطوم (عدد المقيمين).
فُرّغت قاعة الحجاج في المطار بالخرطوم من الحجاج لمنع التحام الجيشين المسلِمَين المتحابين. فحطم بعض أولئك "المجاهدين" كل زجاج القاعة وأجهزة الكومبيوتر.
هربت امرأة مصرية من زوجها الجزائري فالوقاية خير من العلاج.
تراشـق: كل هذا في اليوم الأول من ذي الحجة 1430هـ! وبدل التلبية والتكبير والتحميد والتهليل كانت الهتافات العصيبة ضد "البرابرة الأمازيغيين" يقابلها شتم "الفراعنة المصريين"!
وحُملت السكاكين لكن لا لإهراق دم الأضاحي تقرباً إلى الله، بل لقتل الذين "كفروا" بفريقنا!!!
إنفلوانزا الخنزير: كثير من الدول "الإسلامية!!" قلَّصت عدد الحجاج تحت "شمّاعة" الوقاية من الإنفلوانزا، وبعضها منع الحج تماماً! أما اجتماع أكثر من 40 ألف مشجع في مدينة رياضية فلا خطر منه بل ينال الدعم والتشجيع، وكأن الوباء لا يهدد إلا الشعائر الإسلامية! إنها حرب على الإسلام واستخفاف بالعقول.
خبـايا الزوايا: قيل: إنها خطوة إضافية لصرف اهتمام المسلمين من المسجد الأقصى الذي يتعرّض للتدنيس بعد زوبعة مَنع "النِّقاب". ولِلتعتيم على قضايا كبرى مثل إجلاء أهل أكثر من 275 قرية سعودية على الحدود اليمنية على "مَرْمى حَجر" من الحرمين الشريفين الآمنَين! لِيخيّم الخوف والتشرّد والدمار في شهر الله الحرام.
ويقال: إن الحكام مهّدوا لتلك المعركة لتتوجّه الكاميرات إليها، لتمرير مشاريعهم أو لتولية وليّ العهد بهدوء! ولِيعلنوا فيما بعد أنهم لا يرضون بأن تُهان الكرامات! أما عدوان اليهود فلا يستفزُّهم.
أين أزمات مجتمعاتنا الاقتصادية كالبطالة؟ والأخلاقية كعقوق الوالدين وعنوسة الشباب والصبايا؟! الجهل والتخلف والحرمان وهجرة العقول و...؟
نهنئ وزارات التربية والإعلام على نجاحها؛ فهذه هي التغذية الراجعة لمناهج التربية "الوطنية" العصبية الحاقدة إلا على أعدائنا الحقيقيين، وهؤلاء هم خريجوها المربّون.
عقوبات: واستدعت الدولة سفير الأخرى لاستجوابه ومحاسبته. مع اليهود لا بد من المقاومة السلمية والحوار وصولاً إلى "الاستسلام العادل". والأمريكان وحلفاؤهم "جيوش تحرير" صديقة في العراق وأفغانستان. أما أخي المسلم وراء حدود سايكس – بيكو فهو عدوي اللدود بيني وبينه السكين.
هل نحن مسلمون؟ أين أثر القرآن الكريم على نفوسنا وسلوكنا؟ فاللهُ يوجّهنا إن كنا مؤمنين (لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء) (لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ) وبعض من ينتسب إلى الإسلام يتخذهم أولياءً وأحباباً وحلفاء. وترفع أعلامهم فوق البيوت في نوع من "الاحتلال السلمّي".
أين وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض"؟!
الرب يوجهنا بقوله: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) ونجد البعض يجعل معيار المحبة والعداوة الحزبية والولاء لفريق والولاء لفريق الكرة الذي يشجعه أو المطربة الفاجرة التي يفضلها!
متى نعي حجم المشكلة؟ متى نحسم قراراتنا إما أن نكون مسلمين مؤمنين بالقرآن نوالي ونحب على قواعد شرع الله، وعليها نفسها وبتوجيهها نعادي ونحارب؟
متى تعود كرة القدم رياضة لتحريك أجسامنا وتقويتها، لا عقيدة وديناً نُستَشهَد في سبيله؟ متى نضع الأشياء في نِصابها ونصحّح ترتيب سُلَّم أولوياتنا؟
مرة أخرى توجّه نشرة الأندلس تحية إلى أحد اللاعبين الذي استفتى الشيخ صفوت حجازي؛ هل يجوز أن يشارك في هذه المباراة التي تَبيَّن أنها ترسّخ العداوة والبغضاء بين المسلمين؟ إنه عَرف أن الله غايتنا، وليست تلك "الكرة" السحرية.
فما غايتك أنت؟ ومع أي "فريق" تعمل لتحقيق أهدافك؟ لئلا نكتفي بالجلوس أمام التلفاز أو الكومبيوتر، أو نشارك في "فتوحات" تُفرح اليهود والأعداء (وتُغضب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم).
حَضِّر الإجابة بالأعمال قبل الأقوال فإن الله سائلنا جميعاً.