سادت حالة من الذعر العديد من اسواق المال العالمية وتراجعت اسعار الكثير من السندات الاسلامية غداة اعلان حكومة دبي تأجيل سداد ديون شركات تابعة لغاية ايار/مايو المقبل، وتأثرت بهذا الاعلان الاسواق الآسيوية خصوصا، حيث تراجعت السندات الاسلامية (الصكوك) بنسبة 15، كما تأثرت به البورصات الاوروبية. وتأثرت اسهم البنوك بشكل خاص، حسبما أشارت صحيفة القدس العربي اللندنية.
ونزلت أسهم البنوك - التي انتعشت على مدى الأشهر الستة الماضية وسط تفاؤل بأن أسوأ مراحل الأزمة المالية العالمية قد انقضت - إلى أدنى مستوياتها منذ ايار/مايو وسط مخاوف من التعرض لديون دبي.
وكانت حكومة دبي اعلنت مؤخرا انها ستطلب من دائني شركتيها دبي العالمية ونخيل العقارية وقف المطالبة بمستحقاتهم لغاية ايار في إطار خطة لإعادة هيكلة مجموعة دبي العالمية.
وجعل هذا التحرك المفاجئ من جانب دبي مؤسسة ستاندرد أند بورز (سي.أند.بي) وخدمة المستثمرين في مؤسسة موديز تخفضان بشدة تقييمهما لعدة هيئات مرتبطة بالحكومة. وخفضت موديز تقديرها لبعض الوحدات وقالت اس.أند.بي ان اعادة الهيكلة قد تعتبر تخلفا عن الوفاء بالديون.
وتبلغ التزامات مجموعة دبي العالمية الحكومية 59 مليار دولار - حسبما قالت نخيل التابعة للمجموعة في آب/أغسطس - تمثل الجزء الأكبر من ديون دبي الاجمالية البالغة 80 مليار دولار.
ويتوقع محللون أن يحول الدعم المالي من أبوظبي دون انهيار دبي. غير أنه سيتعين على دبي التخلي عن نموذجها الاقتصادي الذي ركز على الاستثمارات العقارية الضخمة وتدفق رأس المال الأجنبي.
وقال شكيل سروار رئيس ادارة الاصول ببنك الاستثمار سيكو إنها صادمة .. لأن الأنباء التي كانت تصدر خلال الشهور القليلة الماضية كانت تطمئن المستثمرين بأن دبي ستكون على الأرجح قادرة على سداد التزامات ديونها، كما كان أغلب المحللين مؤيدين لوجهة النظر القائلة بأن ديون نخيل ستسدد. وأضاف كانت أبوظبي داعمة لدبي.. لكن يبدو أن هذا الدعم لا يكفي دبي لسداد التزاماتها في موعدها.
وقال يوسف عفاني المختص بالشرق الأوسط في سيتي بانك لن اتسرع بالحديث عن انتقال المشكلة من مكان لآخر. أي شيء من أبوظبي لقطر مدعوم بأموال حقيقية. نسبة القروض في تمويل مشروعات دبي أعلى بكثير من الآخرين. وأضاف سيكون هناك قدر ما من التضامن من جانب الإمارات والسعودية أكبر جار لها. وبدا أن الإعلان اختير توقيته بعد إغلاق أسواق المنطقة لعطلة عيد الأضحى للتقليل من أثره على الاسواق الاقليمية. وقد تضطر حكومة دبي لتسريع عمليات بيع مذعورة بأسعار مخفضة للغاية لعقاراتها في الخارج إذا رفض الدائنون تأجيل السداد.
ويترقب مستشارو العقارات الدوليون موجة محتملة من التوجيهات بإعادة تقييم وبيع أصول تملكها شركة دبي العالمية والعديد من وحداتها التي تملك عقارات في الخارج.
وقال جيمس لويس العضو في فريق أسواق المال في الخليج في نايت فرانك للاستشارات العقارية لرويترز نتوقع أن تكثف حكومة دبي جهودها لجمع المال عن طريق بيع عقارات وبخاصة عقاراتها في بريطانيا.
وتضرر اقتصاد دبي إذ انهت أزمة الائتمان العالمية طفرة ازدهار دامت ست سنوات في المنطقة ودفعت قطاع العقارات المزدهر للهبوط. وفي مطلع الأسبوع أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي تعديلا في مجلس إدارة هيئة دبي للاستثمار التي تدير ثروته واستبدل رئيس مركز دبي المالي العالمي.