الرياض - وكالات: صرح مصدر مسؤول في وزارة الدفاع والطيران السعودية بأن ما تناولته بعض وسائل الإعلام وخصوصا قناة "الجزيرة" من أنباء عن وجود زحف عسكري سعودي كثيف من جميع المحاور باتجاه اليمن "هو أكذوبة من التلفيقات الإعلامية التي اعتدناها، والتي تتنافى مع أخلاقيات العمل الإعلامي، كما أنها صيغت كي تخدم أطرافا معادية للمملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية على حد سواء".
ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن المصدر قوله ان "توجيهات العاهل السعودي القائد الأعلى لكافة القوات المسلحة الملك عبد الله بن عبدالعزيز واضحة وصريحة وهي طرد كافة المتسللين المعتدين على كل شبر في المناطق التي دنسوها في بلادنا دون المساس أو التعدي على أراضي الجمهورية اليمنية الشقيقة بمتر واحد".
اضاف، لذا فإننا نهيب بكافة وسائل الإعلام التثبت مما يتناقلونه من أخبار وتقارير حرصا على مصداقيتهم ونقل الحقيقة والواقع كما هو.
ووسط اتهامات من قبل الحوثيين بدخول الجيش السعودي الأراضي اليمنية وشنه غارات ضد قرى على الحدود، نفى المتحدث باسم الجيش اليمني دخول قوات مسلحة سعودية اليمن. ونقل عن المتحدث باسم الجيش العقيد عسكر زعيل قوله إن كل جانب يتعامل مع المتمردين على أراضيه.
وفي السياق نفسه واصلت القوات المسلحة السعودية أمس تأمينها للقرى المتاخمة لجبال الدود والدخان والرميح، فيما تركزت عمليات التطهير ومتابعة المتسللين بالقرى السعودية المحاذية لجبلي الدود والدخان.
إلى ذلك ضبطت دوريات الجيش السعودي خلال الـ 48 ساعة الماضية 902 متسلل يمني وأربعة صوماليين و23 إثيوبيا، وتمت عمليات القبض عليهم على امتداد الشريط الحدودي.
على الجانب الآخر، أصيب حميد بدر الدين الحوثي شقيق زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك بهجمات لشباب لجان المقاومة الشعبية اليمنية بمنطقة رازح بمحافظة صعدة، فيما بدأ قادة حركة التمرد بنقل مواجهاتهم مع الجيش اليمني إلى طور جديد بعد تغيير مقر قياداتهم من مطرة إلى منطقة مذاب بمحافظة صعدة.
وبحسب مصادر عسكرية يمنية فإن شباب لجان المقاومة الشعبية هاجموا وكراً للحوثيين في منزل أحد المتعاونين معهم ويدعى محمد زيد أبو طالب بمنطقة النظير بمديرية رازح أثناء اجتماع لتلك العناصر، مما أسفر عن إصابات بليغة لعدد ممن كانوا في المنزل.
وكانت وتيرة المواجهات بين المتمردين وقوات الجيش قد شهدت تصعيداً لافتاً خلال الأيام القليلة الماضية، وسط أنباء عن التوصل إلى هدنة لوقف القتال بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.
وقالت مصادر محلية وعسكرية متطابقة إن المواجهات بين الطرفين أسفرت عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، في الوقت الذي واصل فيه الحوثيون ترتيباتهم لبناء المتاريس وحفر الخنادق والآبار الارتوازية في جبال حليم بمنطقة مذاب بمحافظة صعدة استعدادا لنقل مقر قيادتهم من منطقة مطرة إلى الموقع الجديد.
وأشارت مصادر محلية بصعدة إلى أن نقل الحوثيين لمقر قيادتهم جاء بعد الضربات التي تعرض لها مقر القيادة السابق، وفرض حصار منيع حوله ما أدى إلى تقييد حركة الجماعة وقدرتها في الانتقال وإرسال التعزيزات إلى مناطق القتال بحرية.
صنعاء تتهم طهران بمساعدة الحوثيين
من ناحية أخرى، أفادت مصادر في حزب "المؤتمر الشعبي العام" الحاكم في اليمن، بأن عناصر انفصالية تقوم بالتنسيق مع إيران لدعم المتمردين الحوثيين في بعض مناطق محافظة صعدة الشمالية، وكذلك الحراك الانفصالي في بعض مناطق المحافظات الجنوبية.
ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن المصادر: إن هذه "العناصر الانفصالية تقوم بدور الطابور الخامس في بعض دول الجوار لتنفيذ الأجندة الإيرانية'، مضيفة أن 'العناصر الانفصالية متورطة في جمع أموال من جماعات وحوزات تابعة لإيران وتقوم بتحويلها عن طريق مهربين بحراً لتسليمها إلى عناصر متآمرة معهم في مناطق مثل ميدي شمال غرب اليمن، وبير علي جنوب شرق البلاد وغيرها".
وأكدت المصادر أن "توظيف إيران لقيادات انفصالية للعمل معها في دول الجوار كان لثقة الأشقاء بهم وعدم الاشتباه في تحركاتهم داخل أراضيها، للعب دور الطابور الخامس الإيراني داخل تلك الدول".
واعتبرت، أن "تورط عناصر انفصالية في زعزعة أمن اليمن وبعض الدول الخليجية أمر غير مستغرب خصوصاً أن قيادات انفصالية تطالب جهاراً بتدخل إيران في الشأن اليمني، في تعارض واضح مع الموقف اليمني والخليجي".
وفي محاولة لصرف الأنظار عن خسائره الفادحة في مواجهة القوات السعودية، قال زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي، في بيان له أمس، "ان الزحف السعودي على الأراضي اليمنية استمر من ثلاثة محاور ، زاعما انهم نجحوا في كسر هذا الزحف عند بداية المساء (أمس الأول) من محورين واستمر الزحف حتى الليل من محور واحد، وبعون الله انكسر الزحف تماماً، وتكبد المعتدي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".
وأوضح بيان الحوثيين أن "جيش الشعب المعني بحماية حدود البلد يقوم بالاشتراك مع الجيش السعودي في القصف والزحف بالتزامن مع الزحف الأجنبي ضد البلد وأبنائه".
وأضاف: "الصورة كشفت حقيقة أن جيش الشعب لم يعد جيشه ولا لحماية حدوده وسيادته، بل ضدها تماماً، وكل ما كنا نسمعه عن الوطن وتراب الوطن ليس سوى حديث للاستهلاك الشعبي والإعلامي فقط".