عيد الحب مناسبة رقيقة تشعل الأحاسيس، وهو فطرة تسري على جميع المخلوقات بل أن أجمل مشاعره تتجلى في عالم الحيوان، لتبهرنا بذلك العالم الذي قد يكون الحب فيه أصدق مما لدى البشر، وتسري عليه جميع مفرداته، فلم يعد تبادل الهدايا بين المحبين قاصرا على البشر فحسب، بل أنه يمتد أيضاً إلى الحيوانات، حيث أكدت مصادر "الصندوق العالمي لحماية الطبيعة"، أن الحيوانات تتبادل الهدايا بشكل ملحوظ خلال موسم التزاوج.
وأشارت ميشائيلا كيتشكه خبيرة حماية الحيوانات بالصندوق، إلى أن الهدايا ذات الطعم الطيب من الأمور المحببة للغاية بين القرود، طبقاً لما ذكرته "وكالة الأنباء الألمانية".
ومن العادات المتعارف عليها لدى بعض أنواع طيور البطريق أن يقوم الزوجان سوياً ببناء العش، ويهدي كل منهما الى الآخر المواد اللازمة لبناء العش.
أجمل قصص الحب بين الحيوانات
وقد نشر علماء البحار بمركز الحياة البحرية بالسويد قصة إخطبوط عجوز يبلغ من العمر خمس سنوات ويزن حوالي 52 رطل، وقد وقع في غرام أثنى أخطبوط صغيرة السن وجذابة.
ويشير العلماء إلى أن هذا الإخطبوط الذي يعيش في المحيط الهادي قد تغير لونه عندما رآها وقام بضمها بأذرعه الثمانية ثم انسحب الأثنين إلى ركن منعزل ليتعرف كلا منهما على الأخر أكثر، وعندما هربت منه طاردها وضمها مرة أخرى واستمرت بين أذرعه لمدة 8 ساعات.
ويتمنى العلماء أن يكون التزاوج تم في هذه الفترة حيث تغير لون الإخطبوط بعد الانفصال إلى الأبيض ثم الأحمر المضيء.
ومن الحب ما أسقط !
في أول لقاء يجمعه مع أنثى من نفس فصيلته، أصيب دب قطبي بحالة من الارتباك، بعد أن قام بدفعها أثناء محاولته مغازلتها، فسقطت من أعلى تل مرتفع، مما أدى إلى إصابتها بكسور شديدة.
وأوضح مسؤولون بحديقة الحيوان في مدينة ممفيس، بولاية تنيسي الأمريكية، أن أنثى الدب وتدعى "كرانبيري"، وتبلغ من العمر أربع سنوات، خضعت لعملية جراحية، عاجلة لعلاج الكسور التي أصيبت بها.
وأضافوا أنه تم تركيب شريحتين معدنيتين، و26 مسماراً، لإصلاح إحدى سيقان "كرانبيري"، التي كُسرت جراء سقوطها من حافة يبلغ ارتفاعها حوالي 4.5 متر.
وأشار مات تومبسون مسؤول قسم الحيوانات الثديية بالحديقة، إلى أن الدب الذكر ويدعى "بايتون"، في الثالثة من عمره، كان قد تمت استعارته من حديقة حيوان بروكفيلد، بولاية إلينوي، ضمن برنامج لإكثار الدببة.
وسوف ترقد "كرانبيري" بعد فشل أول لقاء لها مع بايتون، في كوخها لمدة تصل إلى عشرة أسابيع، حتى تشفى تماماً من جروحها، قبل أن يتمكن رواد الحديقة من مشاهدتها مرة أخرى.
ببغاء "الكوكاتو" أخلص الطيور فى الحب
يعد الكوكاتو من أكثر الطيور المعمرة، حيث يمكن أن يمتد عمره إلى ما بين 70 و100 عام، كما أنه من أذكى أنواع الطيور ويتمتع بقدرات صوتية مذهلة، وعلى الرغم من أن هذه الطيور تستطيع الكلام وتقليد الإنسان مثل الببغاوات الأخرى، إلا أن ما تتقنه بشكل أكبر هذه الطيور هو تعلم الألعاب والتقليد وحل الألغاز، وتستطيع بما تملكه من مناقير حادة أن تكسر معظم أنواع الثمار وأكثرها صلابة.
ومن أبرز سمات تلك الطيور اخلاصها الشديد في حياتها الزوجية، فطائر "الكوكاتو" يتزوج في أغلب الأحيان مرة واحدة طوال حياته، ويرتبط الزوجان ببعضهما البعض طوال حياتهما حتى يموت احدهما ، لذا فقد أطلق عليه اسم طائر المحبة والحرية.
الطيور تشعر بالغيرة
أكد علماء أن الطيور تغار من بعضها البعض، كما أنها تشعر بمدى حب صاحبها لها، مشيرين إلى أن التمييز بين الطيور عن طريق المداعبة أو الاهتمام يثير مشاعر الغيرة بين الطيور، مما قد يدفعهم للشجار.
وأوضحت العديد من الدراسات أن ظاهرة عض الطيور لإقدام بعضها البعض تعتبر ظاهرة طبيعية جداً، حيث تقوم الطيور بذلك لتعبر عن رغيتها في حك رأسها، فيقوم الطائر بعض قدم صاحبه بلطف ثم يحني رأسه ليتسنى لصاحبه حكه بسهولة.
ويمكن للطيور أيضاً بإصدار أصوات خفيفة بمنقارها عند رغبتها للنوم وهذا ليس بالأمر الخطير بل هو إشارة إلى شعور الطائر بالأمن و الاستقرار.
الشمبانزي غيور على شريكته
أما الشمبانزي فهو غيور جداً على شريكة حياته، وهذا ما كشفت عنه دراسة أجريت على مدى تسع سنوات، أن الشمبانزى الذكر يصبح عدوانياً مثل الإنسان عندما يشتبه في أن شريكة حياته غير وفية.
وأظهرت الدراسة التي جرت بين عام 1993 وعام 2004 في حديقة كيبالى الوطنية بغربي أوغندا، أن هناك تشابهاً ملحوظاً بين سلوك ذكور الشمبانزى والإنسان، فالكثير منهم إما يشوه شريكة حياته أو يخرجها من حياته عند الاشتباه في خيانتها.
وأوضحت الدراسة أن هناك أوقاتاً يصبح فيها الشمبانزى الذكر عدوانياً تجاه الأنثى في مجموعته، وخاصةً عندما يشتبه في أنها ترحب بعرض ذكر أخر، بالرغم من أن الشمبانزى حيوان مسالم.
وتتزاوج الشمبانزى الأنثى فقط في أوقات محددة، تقريباً في فترة التبويض، مما يجعل التنافس عليها قاسياً، وفي الوقت نفسه، تمارس الشمبانزى الأنثى عن عمد الاتصال الجنسى المتعدد لكي تربك الذكور فيما يتعلق بالأب الحقيقى لأطفالها.
وذكر بيان من هيئة الحياة البرية الأوغندية " إن الكثير من الشمبانزى الذكور يميلون إلى قتل الشمبانزى الرضيع الذي لا يكونون آباءً له، مما يؤذي الإناث بشدة، ولمنع هذا تحاول الشمبانزى الأنثى التزاوج مع عدد من الذكور خلال فترة التزاوج حتى يعتقد كل واحد منهم أنه والد الرضيع".
وأشار مارتين مولر، وهو باحث في جامعة بوسطن إلى أن العدوان يأخذ شكل الحراسة والإكراه والمغازلة، حيث يعزل ذكر وأنثى نفسيهما ويتزاوجان لمدة شهر.
ويسرق من أجل حبيبته
ويحاول الشمبانزي إرضاء "حبيبة" قلبه وذلك عن طريق السرقة، فذكور الشمبانزي تغامر بسرقة ثمار الفواكه من أجل إغراء وإرضاء الإناث، تطبيقا للمقولة المشهورة "أقرب طريق إلى قلب الحبيب معدته".
واكتشف فريق من علماء الحيوان قيام ذكور الشمبانزي باختيار أفضل أنواع ثمار الفاكهة من الحقول والأشجار لتقديمها هدية للمحبوبة كدليل على الشجاعة ولطلب الرضا.
وقال كمبرلي هوكنجز رئيس فريق البحث إن بعض ذكور الشمبانزي ينجح من خلال هذه الطريقة في استدراج الإناث لعلاقة عابرة أو مستمرة.