رغم الأجواء الإعلامية المشحونة التي سبقتها إلا أن مباراة مصر والجزائر جاءت على أفضل ما يكون وبشكل يليق بسمعة البلدين بل والعرب جميعا .
هذا بالإضافة إلى أن المباراة أظهرت عدة حقائق كان من أبرزها أن العلاقات بين مصر والجزائر أكبر من مهاترات إعلامية من هنا وهناك كما أنها أكبر من مباراة في كرة القدم ، فالمباراة تستمر 90 دقيقة فقط أما العلاقات بين البلدين فهى أزلية وتجمعها روابط كثيرة تتمثل في العروبة والإسلام والتاريخ النضالي المشترك .
أيضا فإن التشجيع المثالي من قبل جمهور المنتخبين بعث للجميع برسالة واضحة وهى أنه لا وسائل الإعلام أو إسرائيل تستطيع النيل من الروح الرياضية التي تسود في مثل تلك اللقاءات الرياضية .
وكانت صحيفة "الجارديان" كشفت في 10 نوفمبر أن الأجواء الإعلامية المشحونة بين مصر والجزائر بسبب كرة القدم والمنافسة على بطاقة التأهل لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا لفتت أنظار العالم كله الذي خرج ليبدي دهشته مما يحدث بين شعبين عربيين شقيقين ، متهمة إسرائيل بالتورط في تحويل المنافسة الكروية المشروعة إلى ما يشبه الحرب الباردة بين اثنتين من أكبر الدول الإفريقية على مستوى كرة القدم وأكثرهم منافسة.
وبجانب فشل إسرائيل في إثارة فتنة بين البلدين ، فإن منتخبي مصر والجزائر يستحقان كل تقدير على الأداء الرائع والمنافسة الشريفة التي حظيت بإعجاب العالم كله ، بل ويجب أن يستفيد العرب جميعا مما شهدته التصفيات المؤهلة لكأس العالم من اصرار وتنظيم ومنافسة حتى آخر ثانية للوصول للعالمية ، فعندما يحدث هذا في كافة المجالات وليس في الرياضة فقط ، سيتبوأ العرب المكانة التي تليق بحضارتهم ومكانتهم التاريخية والثقافية .
وهناك حقيقة هامة أخرى وهى أن الفرصة الوحيدة لتمثيل العرب في مونديال 2010 تتمثل في مباراة مصر والجزائر بعد فشل تونس في التأهل وبالتالي فإن الفائز في المباراة الفاصلة في السودان في 18 نوفمبر لن يمثل بلده فقط وإنما يمثل العرب جميعا في العرس الكروي العالمي وهنا تنتهي قصة مباراة مصر والجزائر إيذانا ببداية مرحلة جديدة يتجمع خلفها العرب جميعا وهى المنافسة في كأس العالم والسعي ليس فقط للتمثيل المشرف وإنما لتحقيق مراكز متقدمة فالأمر ليس دربا من الخيال وإنما يتطلب تنظيما وتخطيطا وإرادة وقبل كل شيء الإيمان بالله .
صحيح أنه كانت هناك رغبة عربية واسعة في وجود أكثر من منتخب عربي في مونديال 2010 إلا أن القرعة أوقعت أفضل منتخبين عربيين في السنوات الأخيرة وهما مصر والجزائر في مجموعة واحدة الأمر الذي سيسفر عن تأهل أحد المنتخبين وخروج الآخر ، إلا أن ما يعزي العرب جميعا هو الصورة الرائعة التي ظهر عليها المنتخبان في مباراة 14 نوفمبر بالقاهرة والتي انتهت بفوز مصر بهدفين مقابل لاشيء للجزائر واحتكام المنتخبين لمباراة فاصلة بالسودان ، بالإضافة إلى اهتمام كافة وسائل الإعلام العالمية بالعرس الكروي العربي وما صاحبه من تشويق وإثارة جعلت كثيرين يرددون " مبروك مصر .. مبروك الجزائر" .