لم يعد الريجيم هو الوسيلة الوحيدة لإنقاص الوزن، بل توجد وسائل أخرى بديلة لنظم الريجيم القاسية، من أهمها التخلص من عادة إدمان الطعام، وهذه الوسيلة لا تعني إطلاقاً التجويع من أجل إنقاص الوزن الزائد، بل تعنى تنظيم عدد محدد من الوجبات الغذائية الرئيسية وتناول الخضراوات والفاكهة عند الشعور بالجوع.
وللتخلص من عادة إدمان الطعام، ينصح الأطباء اليابانيون بمضغ الطعام 30 مرة للمحافظة على الصحة.
وأشار الأستاذ يوشيهارو موكاي في كلية طب الاسنان بجامعة "شووا" في طوكيو، إلى أن الأبحاث العلمية أثبتت أن الأطفال الذين يمضغون طعامهم بين 20 و30 مرة يبتلعون الطعام بسلامة ويسرع ذلك نمو الأسنان لديهم، كما يساهم مضغ الطعام في مكافحة البدانة لدى الراشدين ويمكنهم من الاستمتاع بالنكهات وتسهيل عملية الهضم.
كما أكدت دراسة فرنسية أن مضغ الطعام جيداً يساعد علي الاحساس بالشبع من 15 إلي 20 دقيقة، وبذلك يساعد على خفض الوزن.
وأوضحت الدراسة أن المضغ يعد أفضل وسيلة لعملية الهضم والتخلص من الانتفاخ وآلام المعدة، كما أنها تساعد على مرور الأكسجين إلي المخ وسريان الدم في الأوعية الدموية.
الهضم الجيد يجنبك عسر الهضم
أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، في تصريح خاص "بمحيط" ، أن الهضم الجيد أساس الاستفادة من الطعام، وتجنب عسر الهضم الذي يعني قلة امتصاص الغذاء بالمعدة، بالإضافة إلى ظهور أمراض سوء التغذية كالانيميا ونقص الفيتامينات والمعادن الذي يؤدي بدوره إلى نقص المناعة.
وينصح الدكتور مجدي بتناول خمس وجبات يومياً لتجنب عسر الهضم ومضغ الطعام جيداً والحرص علي تناول الألياف الموجودة في قشور الحبوب والفواكه والخضروات والبقول والزبادي أو اللبن الرايب، وتناول الفاكهة قبل الوجبات بساعة علي الأقل وليس بعدها.
الجلوس مفيد أثناء تناول الطعام
أكد الدكتور عبد الرزاق الكيلاني أن الشرب وتناول الطعام جالساً أصح و أسلم، حيث أن شرب الماء واقفاً يؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قاع المعدة ويصدمها صدماً، وتكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة و هبوطها، فيؤدي في النهاية إلى عسر الهضم.
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوقوف أثناء تناول الطعام والشراب، وقال في حديث صحيح:" لا يشربن أحدكم قائماً فمن نسي فليستقي " رواه مسلم .
وأشار الدكتور إبراهيم الراوي إلى أن الإنسان في حالة الوقوف يكون متوتراً و يكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالة شديدة حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن و الوقوف منتصباً، وهي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي العضلي في آن واحد مما يجعل الإنسان غير قادر للحصول على الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط الموجودة عند الطعام و الشراب.
وأوضح الراوي أن الطعام والشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف إلى إحداث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة، وإن هذه الإنعكاسات إذا حصلت بشكل شديد و مفاجىء فقد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة " Vagal Inhibation " لتوجيه ضربتها القاضية للقلب، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجىء.
كما أن حالة عملية التوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة و محدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي وتفقد صاحبها البهجة عند تناوله الطعام و شرابه.
يذكر أن الاستمرار على عادة الأكل و الشرب واقفاً تعتبر خطيرة على سلامة جدران المعدة وإمكانية حدوث تقرحات فيها، حيث يلاحظ الأطباء أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعامية وجرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة.
مراقبة طعامك تجنبك الغازات
نصحت دراسة حديثة الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات والتقلصات المعوية والتى قد تترافق عادةً مع وجود الغازات داخل الجسم مراقبة مأكولاتهم بعناية من أجل تحديد الأطعمة التى تتسبب بها.
وأشار باحثون فى "مايو كلينك" فى روشستر، إلى أن الغازات تسبب الإحراج للكثيرين وهى بطبيعة الحال غير "مستحبة" بسبب رائحتها الكريهة، ودعوا الذين يعانون منها إلى الامتناع موقتاً عن تناول بعض المأكولات لمعرفة إن كانت هى السبب وراءها.
ومن المأكولات التى نصح هؤلاء بتجنبها تلك التى يدخل الحليب فى صنعها وتحتوى على نسبة عالية من السكر، وكذلك البصل والفجل والملفوف والكرفس والجزر والبروكلى والبقوليات والفاصولياء والخوخ الجاف والعنب والتفاح والمشمش والعصائر التى تصنع منها والتى تحتوى على السكر المستخرج من الفاكهة لأنه معروف عنها تسببها للغازات.
وطلب الباحثون بالتقليل التدريجى للمأكولات التى تحتوى على نسبة عالية من الألياف بسبب ارتباطها بالغازات، وكذلك المشروبات الفوارة والمأكولات المدهنة تجنب المأكولات السكرية التى تسبب الإسهال.
نوعية طعامك تجنبك الخلافات الزوجية
أفادت دراسة حديثة بأن فشل الزواج يمكن أن يكون بسبب طبق الطعام الذي يتناوله أفراد الأسرة، وقد يعتقد البعض أن هذه المعلومة الطريفة فكاهة من قبل الترفيه أو الدعوة للابتسامة، غير أن هناك دراسات علمية دقيقة قام بها الأطباء وخبراء التغذية في الولايات المتحدة، أكدت حقيقة هذا النبأ المثير.
فقد كان هناك اعتقاد سائد أن التغذية السليمة مطلوبة من أجل الصحة العامة لأفراد الأسرة، لكن الجديد أن نوعية الطعام تؤثر تأثيراً مباشراً علي تصرفات كل من الزوجين, بمعني أنها مسئولة عن الخلافات التي تنشب بينهما.
وأشارت الدكتور هانجر فورد مدير المركز الطبي في سانت بربارا بكاليفورنيا, إلى أن معظم الحالات الزوجية التي كانت تعالجها كانت الزوجة تعاني من اكتئاب شديد في حين كانت شكوي الزوج أنه سريع الغضب, لذلك كانت خلافاتهما كثيرة، وعلي الفور بدأت بالبحث والتنقيب في نوعية الغذاء الذي يتناولانه فوجدت أن هناك نقصاَ شديداَ في كثير من العناصر الغذائية المهمة.
وقدمت فورد روشته طبية لتجنب المشاكل الزوجية وهي عبارة عن تناول الكثير من الخضراوات والفواكه والمكسرات والحبوب الكاملة "دون التخلص من النخاله"، مع الإقلال من اللحوم بقدر الإمكان, على أن تستبدل بالدجاج أو الأرانب, أو السمك.